مكة المكرمة - محمود عبد الراضي
السبت، 07 يونيو 2025 06:14 مفي موسم تغمره الروحانية وتتعالى فيه الدعوات، لا يكتمل مشهد الحج دون ملامح إنسانية تضيف إليه طابعًا فريدًا من الرحمة والوفاء.
مشهد الأبناء وهم يسيرون إلى جوار آبائهم وأمهاتهم في المشاعر المقدسة، يمدون أيديهم بالعون، ويقودونهم على كراسٍ متحركة أو يسندونهم أثناء الطواف والسعي، يتكرر كل عام لكنه لا يفقد بريقه ولا يبهت مع الزحام. بل يظل واحدًا من أبهى صور البر والإحسان التي تسطع في هذا الموسم العظيم.
اللافت في هذه المشاهد أنها تتجاوز مجرد المساعدة الجسدية إلى عمق شعوري أكبر. فكل نظرة حانية وكل خطوة حريصة وكل لحظة انتظار أمام الزحام، تعكس حجم المحبة والاعتراف بالجميل.
الأبناء، بعضهم في مقتبل الشباب، وبعضهم متزوجون ولديهم أطفال، يتركون انشغالاتهم ويجعلون من راحة آبائهم وأمهاتهم أولويتهم القصوى.
لا يتذمرون، ولا يشعرون بثقل المهمة، بل تظهر على وجوههم ملامح الرضا وكأنهم هم من يُهدى إليهم هذا العطاء.
وفي زحام الحجيج، تتردد في الأذهان آية قرآنية عظيمة: "وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا".
وكأن هؤلاء الأبناء يترجمون هذه الآية إلى فعل مباشر، لا بالقول فحسب، بل بخدمة صادقة، تتجاوز الواجب لتلامس الإحسان.
إنها لحظات تعكس أن البر لا يقتصر على الكلام ولا يُقاس بالعمر أو المناسبات، بل يظهر في أدق التفاصيل حين تلتقي القلوب على نية الوفاء.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.