هو وهى / انا اصدق العلم

التغير المناخي يُهدد صحة العين!

تتعدد العوامل التي تؤثر في صحة العين، مثل التعرض للأشعة فوق البنفسجية والعوامل الوراثية وكذلك الشيخوخة التي تسبب إعتام عدسة العين(الساد)، وهي حالة تصيب نحو 94 مليون شخص، والتي تسبب عدم وضوح الرؤية.

لكن الباحثين وجدوا في السنوات الأخيرة، عاملًا آخر مسببًا لإعتام عدسة العين واضطرابات العين الأخرى، وهو التغير المناخي، إذ كشفت دراسة جديدة أجراها عدد من أطباء العيون في جنوب إسبانيا، عن المخاطر التي يسببها التغير المناخي لصحة العين.

تحدثت مزارعة تدعى ألكا كامبل، عن معاناتها لمدة خمسة أشهر من تشوش في الرؤية في إحدى عينيها وعدم استشارتها لطبيب، وذلك بسبب حاجتها للعمل لساعات طويلة لتغطية نفقاتها.

ثم شاهدت كامبل نشرة إعلانية لعيادة فحص عين مجانية بالقرب من منزلها، إذ اقترح الطبيب بعد الفحص ضرورة إجراء جراحة فورية للساد، موضحًا أن التعرض المفرط لأشعة الشمس قد ساهم على الأرجح في تدهور بصرها.

كانت كامبل، البالغة من العمر الآن 55 عامًا، تعمل لساعات طويلة في الحرارة الحارقة بدون نظارات شمسية أو حتى ظل. وقالت أن حالتها تدهورت مع اشتداد موجات الحرارة في منطقتها في الهند.

يزيد التغير المناخي من المخاطر على صحة العين بطرق متعددة. إذ إنه يجعل الجو أكثر سخونة، فحرارة الجسم التي تصل إلى 40 درجة مئوية تسبب الإصابة بضربة شمس، وهذه الحالة تعطل العمليات البيولوجية في جميع أنحاء الجسم.

بالنسبة للعينين ، تدمر ضربة الشمس أنظمة الدفاع البيولوجية التي تتصدى عادة لتراكم الجزيئات الضارة التي تسمى جزيئات الأكسجين التفاعلية.

تتكون عدسة العين من بروتينات بلورية يجب أن تبقى منظمة لتحافظ على شفافيتها.

يمكن جزيئات الأكسجين التفاعلية أن تُتلف هذه البروتينات مؤدية إلى إعتام عدسة العين، ونظرًا لأن العدسة لا تستطيع تجديد بروتيناتها، فكلما طالت مدة التعرض للحرارة، زاد خطر الإصابة بالساد العيني.

مع أن العمر النموذجي لظهور إعتام عدسة العين هو 60 عامًا أو أكثر، فإن إعتام العدسة لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و49 عامًا كان أكثر شيوعًا في المناطق التي يعمل فيها نسبة عالية من الناس في الزراعة.

هناك طريقة أخرى تساهم بها الحرارة في اضطرابات العين وذلك عند زيادة التعرض للأشعة فوق البنفسجية.

مع أن هذا التعرض قد يتعلق بالسلوك بسبب ميل بعض الناس إلى قضاء المزيد من الوقت في الهواء الطلق عندما يكون الجو دافئًا. فإنه في بعض الأماكن، مثل جنوب كاليفورنيا وكوستا ديل سول في إسبانيا، تستنزف الرياح الساخنة والجافة بخار الماء الذي يمتص عادة الأشعة فوق البنفسجية، ما يزيد التعرض لتلك الأشعة.

تولّد الأشعة فوق البنفسجية أيضًا جزيئات الأكسجين التفاعلية التي تضر بعدسة العين، وتلحق الضرر بالحمض النووي في خلايا العدسة.

إن إعتام عدسة العين من الأسباب الأكثر شيوعًا لضعف البصر في جميع أنحاء العالم، لكن التغير المناخي يسبب أيضًا زيادة في حالات أخرى من أمراض العين، منها التهاب قرنية العين والتهاب الملتحمة، إضافة إلى الظفرة وهي نمو مفرط للأنسجة الوردية اللحمية فوق الجزء الأبيض من العين (الصلبة).

وجدت الدراسة أن التي تتجاوز 28.7 درجة مئوية، تزيد من خطر الإصابة بالتهاب الملتحمة بنحو 16%، وذلك مقارنة بدرجات الحرارة اليومية التي تبلغ نحو 10.7 درجة مئوية.

يرتبط كل من موسم حبوب اللقاح وزيادة نمو العفن بالتغير المناخي، ويسهمان أيضًا في زيادة التهاب الملتحمة الناتج عن الحساسية.

‏إلى جانب تلك التأثيرات المباشرة، يتسبب الجفاف الناتج عن التغير المناخي في اضطراب الأمن الغذائي، ما قد يؤدي إلى نقص في العناصر الغذائية الأساسية مثل النحاس والفيتامينات B1 وB12 وB9، ومنه تلف العصب البصري.
في أثناء فترات الجفاف، غالبًا ما يضطر الناس إلى استخدام مياه غير آمنة، ما يزيد أيضًا من خطر الإصابة بالتهابات العين.

هناك طرق لحماية العينين من الأضرار الناجمة عن تغيرات المناخ تتجلى فيما يلي:

أولًا وقبل كل شيء يجب إعطاء العمال الذين يعملون في الأماكن المفتوحة الظل الكافي وفترات راحة متكررة من الشمس، ويُوصى بارتداء قبعة ذات حاجب يحمي العينين، إضافةً إلى النظارات الشمسية المزودة بفلتر الأشعة فوق البنفسجية، إذ إن النظارات الشمسية توفر حماية أكثر بنسبة %38 تقريبًا من عدم ارتدائها.

استخدام العدسات اللاصقة التي تحتوي على هيدروجيل يسمح بوصول المزيد من الأكسجين إلى القرنية، ومنه درء الضرر الناجم عن الأشعة فوق البنفسجية.

أخيرًا، تناول الأطعمة الغنية بفيتامينات A ، C ، E ، والتريبتوفان وتجنب التدخين وشرب الكحول، يمثل كل ما سبق توصيات قد تساعد في الحفاظ على صحة العين.

إن الحد من الغازات الدفيئة والمواد الكيميائية المستنفدة للأوزون، التي تزيد من التعرض للأشعة فوق البنفسجية، يعد أمرًا أساسيًا لحماية العين عالميًا. ولكن حتى في ظل أفضل السيناريوهات المناخية، سوف تستمر الحرارة الشديدة الناجمة عن التغير المناخي والجفاف ومهيجات العين الأخرى في التأثير في أشخاص مثل كامبل.

تحاول بعض البرامج الصحية معالجة المشكلة، بما في ذلك البرنامج الوطني الهندي للسيطرة على العمى وضعف البصر، الذي يوفر الوصول إلى جراحات الساد بأسعار معقولة.

اقرأ أيضًا:

لمحة تاريخية عن التغير المناخي

هل يمكننا سحب كمية كربون كافية من الغلاف الجوي لوقف التغير المناخي؟

ترجمة: تيماء القلعاني

تدقيق: نور حمود

مراجعة: باسل حميدي

المصدر

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة انا اصدق العلم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من انا اصدق العلم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا