كتبت هبة السيد
السبت، 07 يونيو 2025 08:00 مهل سبق أن تحدثت مع صديق عن منتج ما، لتتفاجأ بعد دقائق قليلة بإعلان عنه يظهر لك على إنستجرام أو أثناء تصفحك في جوجل؟ قد يبدو الأمر غريبًا، لدرجة تدفعك للتساؤل ما إذا كان هاتفك يسجل محادثاتك دون علمك وبينما قد تقترب هذه الشكوك من الواقع، إلا أن الأمر ليس بهذه المباشرة، ويحتاج إلى التمييز بين المخاوف والحقيقة، ونشرح كيف يمكن معرفة ما يفعله هاتفك بالفعل.
من الناحية التقنية، يمكن للهواتف الذكية أن تستمع إليك، ولكن فقط إذا منحتها الإذن بذلك، فأنظمة التشغيل الحديثة سواء أندرويد أو iOS، تعتمد على سياسات صارمة فيما يتعلق بالوصول إلى الميكروفون، ما يعني أن أي تطبيق لا يمكنه استخدامه إلا بموافقتك المسبقة، لذلك فكرة أن الهاتف يستمع طوال الوقت بشكل تلقائي ليست دقيقة، التطبيقات لا تستخدم الميكروفون إلا إذا سمحت لها بذلك صراحة.
ومع ذلك، تبقى الميكروفونات في حالة استعداد للاستجابة لعبارات التنشيط مثل "Hey Siri" أو "Ok Google"، وهو ما يثير بعض القلق حول ما إذا كانت الميكروفونات تظل نشطة طوال الوقت، شركتا آبل وجوجل تنفيان تمامًا استخدام هذه الاستجابة في تتبع المستخدمين دعائيًا أو في تسجيل المحادثات لغرض عرض الإعلانات، ورغم ذلك يبقى منح إذن الوصول إلى الميكروفون من أبرز عناصر الخصوصية التي يجب التعامل معها بحذر، وينبغي على المستخدمين معرفة التطبيقات التي تملك هذا الإذن، ومتى يتم تفعيله تحديدًا.
على صعيد آخر، توفر الإصدارات الحديثة من أنظمة أندرويد وiOS مؤشرات مرئية تظهر عندما يحاول تطبيق ما الوصول إلى الميكروفون أو الكاميرا، فعند تفعيل أحد هذه الأجهزة، يظهر ضوء صغير برتقالي أو أخضر في زاوية الشاشة، كما يمكن سحب مركز التحكم في iOS أو لوحة الإعدادات السريعة في أندرويد للاطلاع على تفاصيل أكثر حول التطبيق الذي يستخدم هذه المكونات.
لكن، إذا لم تكن الهواتف تتنصت، فلماذا تبدو الإعلانات التي تظهر لنا على إنستجرام أو جوجل "شخصية" إلى هذا الحد؟ والإجابة هي أن الهواتف الذكية لم تعد أجهزة منفصلة، بل أصبحت جزءًا من منظومات متكاملة تديرها شركات مثل جوجل وآبل، والتي تجمع كمًا هائلًا من البيانات حول المستخدمين، حتى من دون تنصّت صوتي، فإن تاريخ بحثك، وتفاعلك مع التطبيقات، وموقعك الجغرافي، وسلوكك في التصفح، وعلاقاتك عبر وسائل التواصل، كلها بيانات تكفي لتكوين ملف شخصي دقيق للغاية، يسمح للمعلنين بتقديم محتوى يبدو وكأنه يعرف ما تفكر به.
لذا قد تبدو الإعلانات التي تراها على الإنترنت وكأنها نتيجة تنصت مباشر، لكنها في الغالب ليست كذلك، كما لا يحتاج هاتفك إلى الاستماع إليك طوال الوقت كي يعرف ما تهتم به، إذ أن سلوكك الرقمي وحده كافٍ لمنح الشركات صورة شاملة عنك، ومع ذلك تظل مسؤولية المستخدم قائمة في مراقبة الأذونات التي يمنحها للتطبيقات، وعلى رأسها إذن الوصول إلى الميكروفون.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.