كتبت بتول عصامالسبت، 07 يونيو 2025 11:00 م في واحدة من أعمق اللحظات التاريخية والدينية التي ربطت مصر بالعالم المسيحي، تستحضر مصر رحلة العائلة المقدسة إلى أراضيها، تلك الرحلة التي لم تكن مجرد هروب من بطش هيرودس، بل تحولت إلى مسار روحي، ثقافي، وسياحي يعكس عمق مصر الديني وتاريخها الممتد عبر آلاف السنين. كيف عبرت العائلة المقدسة أرض مصر؟دخلت العائلة المقدسة مصر من شرق سيناء، مرورًا بـ"الفرما" (بين العريش وبورسعيد)، ثم توجهت إلى تل بسطة بالشرقية، حيث سقطت الأوثان عند دخول الطفل يسوع، فارتعب أهلها، وغادرتها العائلة بسرعة.توالت بعدها المحطات:- مسطرد: حيث غسلت العذراء الطفل وملابسه في نبع ماء ما زال قائمًا حتى اليوم.- بلبيس: واستظلت العائلة هناك تحت شجرة تُعرف حتى اليوم بـ"شجرة العذراء مريم".- سمنود: استُقبلت العائلة بحفاوة، ويُقال إن العذراء عجنت هناك في ماجور من حجر الجرانيت.- سخا بكفر الشيخ: حيث طُبع قدم الطفل يسوع على حجر محفوظ حتى اليوم.- وادي النطرون: والذي أصبح لاحقًا مركزًا رهبانيًا شهيرًا.- وفي القاهرة الكبرى، مرت العائلة على الزيتون، ثم المطرية، حيث استظلت تحت شجرة ما زالت تُزار، وانبع يسوع نبع ماء وبارك نبات البلسم، الذي يُستخدم حتى اليوم في صناعة الميرون المقدس.- ثم مصر القديمة، التي تضم اليوم كنيسة أبو سرجة، وبها الكهف الذي يُعتقد أن العائلة المقدسة اختبأت فيه. كما عبرت العائلة إلى الجنوب من المعادي عبر النيل، حيث دُشنت كنيسة "العدوية"، ومرت على أشنين النصارى، والبهنسا، وجبل الطير بسمالوط، حيث يُعرف الموضع باسم "جبل الكف" لأن كف المسيح انطبع على الصخر حين حمتهم من سقوط صخرة.ثم إلى الأشمونيين، وديروط، ومير، وصولًا إلى دير المحرق في جبل قسقام بأسيوط، حيث مكثت العائلة هناك ستة أشهر وعشرة أيام، وهو الموقع الذي يُعرف باسم "بيت لحم الثانية"، ويُعتقد أن مذبح الكنيسة الأثرية مبني على الحجر الذي كان يجلس عليه الطفل يسوع. وبعد وفاة هيرودس، ظهر ملاك الرب مرة أخرى ليوسف، فأخذ العائلة في طريق العودة، مرورًا بـدير درنكة بأسيوط، ثم إلى مصر القديمة، فـسيناء، ومنها إلى الناصرة في فلسطين.