في ظل التوسع العمراني والنمو السكاني اللذين تشهدهما الكويت، تلعب إدارة إنارة الشوارع دوراً حيوياً في تأمين بيئة حضرية آمنة وفعَّالة، من خلال تشغيل وصيانة شبكة ضخمة تضم أكثر من 300 ألف عمود إنارة، وما يزيد على 500 ألف كشاف موزعة في مختلف المناطق. وتسعى الإدارة، التابعة لوزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة، إلى مواكبة أحدث التقنيات عبر التحول إلى أنظمة الإنارة الذكية ومصابيح LED الموفرة للطاقة، بما يُسهم في تقليل الاستهلاك، وتحقيق الاستدامة البيئية، حتى انها تمكنت من إنارة جزيرة بوبيان كلها بالطاقة الشمسية. ويأتي هذا في إطار خطط استراتيجية متكاملة تشمل مشاريع تطويرية في الشوارع الرئيسية، وتوسعة الشبكة، لتشمل المناطق الجديدة، ومختلف الطرق والشوارع، بالتنسيق مع جهات حكومية متعددة، أبرزها: بلدية الكويت، ووزارة الأشغال، والهيئة العامة للطرق، والسكنية، وتضع الإدارة السلامة العامة والبيئة على رأس أولوياتها، مع التزام واضح بسياسات الإحلال وتكويت الوظائف، من خلال تأهيل الكوادر الوطنية وتوفير فرص التدريب. «الجريدة» التقت مدير الإدارة المهندس أيمن العماني، الذي سلَّط الضوء على أبرز إنجازات إدارة إنارة الشوارع، والتحديات التي تواجهها، وخططها المستقبلية، لتقديم خدمة أكثر تطوراً واستدامة في البلاد، وفيما يلي التفاصيل: أكد مدير إدارة إنارة الشوارع في وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة المهندس أيمن العماني أن من أهم المشاريع التي تنفذها الإدارة تطوير إنارة شارع الخليج العربي باستخدام أعمدة تجميلية ذات طابع تراثي يعكس الهوية الكويتية، لافتاً إلى إنجاز نحو 60 في المئة من أعمال هذه الإنارة، إلى جانب إضاءة جزيرة بوبيان كاملة بالطاقة الشمسية. وقال العماني، لـ «الجريدة»، إن الإدارة تشرف على شبكة ضخمة وتقوم بجهود متواصلة لخدمة المجتمع، إذ تتولى تشغيل وصيانة أكثر من 300 ألف عمود إنارة، وما يزيد على 500 ألف كشاف موزعة على مختلف مناطق البلاد. وبيّن أن استخدام التقنيات الحديثة لترشيد الطاقة في إنارة الشوارع مثل مصابيح LED وأنظمة التحكم الذكي يساهم في تخفيض نسبة الأحمال بما يتراوح بين 40 و60 في المئة، مشيراً إلى سعي الإدارة لاستبدال المصابيح بغية توفير الاستهلاك، علماً بأن أحمال إنارة الشوارع تقارب الـ 120 ميغاواط، وفي حال الانتهاء من خطة الاستبدال سيتم تخفيفها إلى أقل من 55 ميغاواط. وفي تفاصيل الخبر: * بداية، هل يمكن أن تعرِّفنا بإدارة إنارة الشوارع؟ وما أبرز المهام التي تقوم بها؟ – إدارة إنارة الشوارع هي الجهة المعنية بتشغيل وصيانة أنظمة الإنارة في مختلف مناطق الكويت، وتهدف إلى توفير إنارة آمنة وفعَّالة للمواطنين والمقيمين، بما يُسهم في تعزيز السلامة المرورية، وتحسين المشهد الحضري. وتشمل المهام الأساسية للإدارة: تشغيل وصيانة أعمدة الإنارة والكشافات، وتركيب الأنظمة الجديدة في المناطق قيد التطوير، واستبدال الكشافات التالفة، واستخدام تقنيات حديثة لترشيد الطاقة، مثل مصابيح LED، وأنظمة التحكم الذكي، حيث تُسهم تلك التقنيات في تخفيض نسبة الأحمال بما يتراوح ما بين 40 و60 في المئة، إضافة إلى تلقي ومتابعة شكاوى المواطنين، وتنفيذ خطط الصيانة الدورية والطارئة، وهي مستمرة على مدار الساعة للحفاظ على سلامة وأمان المواطنين. مشاريع تطويرية تشمل شارع الخليج بـ 3 نماذج مختلفة للإضاءة * كم يبلغ عدد أعمدة وكشافات الإنارة التي تشرفون على تشغيلها وصيانتها حالياً؟– تتولى الإدارة تشغيل وصيانة أكثر من 300 ألف عمود إنارة، وما يزيد على 500 ألف كشاف إنارة موزعة على مختلف مناطق ومحافظات الدولة، بما في ذلك الشوارع الرئيسية والفرعية والطرق السريعة والمناطق السكنية، ويجري العمل على تطوير هذه الشبكة بشكل مستمر، سواء عبر استبدال الأنظمة القديمة بأخرى حديثة، أو من خلال التوسع في المناطق الجديدة. * كم تبلغ الأحمال الكهربائية لإنارة الشوارع في البلاد حالياً؟ – أحمال إنارة الشوارع تقارب الـ 120 ميغاواط، وفي حال الانتهاء من الخطة العشرية التي وضعتها الإدارة سيتم تخفيف تلك الأحمال بما يتراوح ما بين 40 و60 في المئة، بما لا يتجاوز 55 ميغاواط لشبكة إنارة الشوارع كاملة. خطة للتحول الكامل إلى إنارة LED وتكنولوجيا ذكية توفر 60% من الطاقة * مع مَنْ تتعاونون في تنفيذ أعمالكم؟– ننسق مع عدة جهات حكومية، لضمان تكامل الأدوار وفاعلية التنفيذ، وأبرز تلك الجهات بلدية الكويت، للتنسيق فيما يخص التصاريح والمخططات العمرانية والحفر وإيصال التيار الكهربائي، وتنسق الإدارة كذلك مع وزارة الأشغال العامة في مشاريع البنية التحتية، والهيئة العامة للطرق والنقل البري في مشاريع الطرق السريعة، ووزارة الداخلية ممثلة بالإدارة العامة للمرور لتأمين المواقع أثناء العمل، إضافة إلى المؤسسة العامة للرعاية السكنية، في إطار مشاريع المدن الجديدة. المشاريع الحالية والمستقبلية * ما أبرز المشاريع التي تم تنفيذها خلال السنوات الثلاث الماضية؟ – من أهم المشاريع التي نُفذت، استبدال الكشافات التقليدية بـ LED، وتوسعة الشبكة، لتشمل مناطق إسكانية حديثة، كما يجري حالياً تنفيذ مشروع تطوير إنارة شارع الخليج العربي باستخدام أعمدة تجميلية ذات طابع تراثي يعكس الهوية الكويتية. تعاون وثيق مع الجهات الحكومية لضمان تنفيذ المشاريع بكفاءة * ما نسبة إنجاز الأعمال في شارع الخليج؟ – أنجزت الإدارة ما يقارب 60 في المئة من أعمال إنارة شارع الخليج، مع الحرص على توفير الطاقة مع الشكل الحضاري للأعمدة المستخدمة في إنارة الشارع، باستخدام 3 نماذج للإنارة، وفق مواقع تلك الإنارة على شارع الخليج. * هل هناك خطط مستقبلية لتوسعة الشبكة؟ وكيف تحددون أولويات الإنارة؟ – نعم، هناك خطط لتوسعة الشبكة، لتشمل المناطق الجديدة، والطرق التي تحتاج إلى تحسين الإضاءة بها، ويُحدد ذلك بناءً على شكاوى المواطنين والمسح الميداني بالتعاون مع الجهات المختصة، وتوجد فرق ميدانية لرصد الأعطال تعمل على مدار 24 ساعة، لرصد العطل قبل أن ترد به شكوى، مع اعتماد معايير السلامة والهندسة. * ماذا عن إنارة الجُزر الكويتية؟ – الإدارة انتهت من إنارة جزيرة بوبيان بالطاقة الشمسية، وتم تسلُّم الشبكة من وزارة الأشغال العامة. تصميم تلك الإنارة ووضع المواصفات اللازمة لها تم من خلال وزارة الكهرباء والماء ممثلة بإدارة إنارة الشوارع، وتعمل الإدارة على تطوير إنارة باقي الجُزر وفق الخطط الموضوعة. العماني: الاستجابة لبلاغات الأعطال خلال 20 دقيقة وفق الأولوية كفاءة الطاقة والتكنولوجيا * هل بدأتم باستخدام كشافات LED؟ وما نسبة استخدامها حتى الآن؟ – بدأنا فعلياً استخدام كشافات LED الموفرة للطاقة، نظراً لمميزاتها في تقليل استهلاك التيار الكهربائي وتحسين جودة الإضاءة، ونعمل على التوسع في استخدامها مستقبلاً. * هل توجد خطة للتحول الكامل إلى أنظمة الإنارة الذكية؟ – نعم، نعمل على تنفيذ خطة مرحلية للتحول إلى الإنارة الذكية تشمل التحكم عن بُعد، ومراقبة الأعطال إلكترونياً، وقد بدأ تطبيقها في بعض المناطق الحيوية، مثل جسر الشيخ جابر الأحمد. وهناك مبادرات لتطوير أساليب الإنارة وتقليل الهدر الكهربائي، حيث نعمل على مشاريع بحثية لتطوير الإنارة الذكية وتقنيات الترشيد لتحقيق كفاءة أعلى وتقليل الاستهلاك. * ما الأثر المتوقع من التحول إلى الإنارة الذكية؟ – نتوقع وفراً في الطاقة بنسبة 50 إلى 60 في المئة، إضافة إلى تقليل تكاليف الصيانة، وتعزيز الاستدامة البيئية. البيئة والسلامة في مقدمة أولويات الإدارة خلال تنفيذ المشاريع الصيانة والاستجابة للبلاغات* ما متوسط زمن الاستجابة للبلاغات المتعلقة بعطل في الإنارة؟ – تحرص الإدارة على سرعة الاستجابة للبلاغات الواردة من المواطنين، حيث يتراوح متوسط زمن الاستجابة 20 دقيقة من وقت البلاغ. * هل توجد آلية إلكترونية للإبلاغ عن أعطال الإنارة؟ – نعم، يمكن للمواطنين الإبلاغ من خلال تطبيقات الهواتف الذكية والموقع الإلكتروني لوزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة. * ما أبرز التحديات التي تواجهكم خلال موسم الأمطار؟ – أبرز التحديات تشمل الأعطال الناتجة عن تجمع المياه خلال موسم الأمطار، وصعوبة تنقل الفرق الفنية بسبب سواء الأحوال الجوية، ورغم ذلك نحرص على جاهزية الفرق والمعدات للتعامل مع هذه الظروف بكفاءة. البيئة والسلامة * كيف تتعاملون مع الأعمدة التالفة أو التي تمثل خطراً؟ – يتم التعامل فوراً مع الأعمدة التالفة أو المائلة عبر فرق الصيانة الطارئة، لضمان السلامة العامة، حيث تقوم الفرق بصلاحها أو استبدالها وفق حالتها. * كيف تتعاملون مع الأعمدة المتأثرة بالأملاح والرطوبة؟ – نستخدم أعمدة مقاومة للتآكل في المناطق الساحلية، ونُجري صيانة دورية لها، لضمان كفاءتها. * هل تُؤخذ الاعتبارات البيئية في الحسبان عند تنفيذ مشاريع إنارة الشوارع؟ – بالتأكيد، نحرص على تقليل التلوث الضوئي، خصوصاً في المناطق الطبيعية والساحلية، بالتعاون مع الهيئة العامة للبيئة، ووفق القوانين البيئية المعتمدة. العماني:مبادرات لترشيد استهلاك الكهرباء وتوسيع استخدام الطاقة المستدامة الجوانب المالية * هل تعتمدون في تنفيذ المشاريع على القطاع الخاص؟ – تتبنى الإدارة نهج التعاون المشترك في تنفيذ مشاريع الإنارة، حيث ننفذ المشاريع عبر شركات القطاع الخاص من خلال مناقصات وفق مواصفات ومعايير صارمة، مع إشراف حكومي لضمان الجودة، وهذا التوجه يعكس حرص الإدارة على تحقيق التوازن بين استثمار خبرات القطاع الخاص ودعم الكوادر الوطنية، بما يضمن أفضل النتائج في مشاريع إنارة الشوارع. تكويت الوظائف وتدريب الكوادر الوطنية عن تنفيذ قرارات الإحلال وتكويت الوظائف في الإدارة، قال العماني: «نلتزم بشكل كامل بقرارات مجلس الوزراء بشأن الإحلال وتكويت الوظائف، ونعمل على تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية لقيادة منظومة العمل بكفاءة»، مبيناً أن نسبة التكويت بالإدارة تبلغ 99.9 في المئة. وشدد العماني على أن إدارة إنارة الشوارع في الكويت تعمل وفق خطة واضحة لتطوير الشبكة الوطنية للإنارة، وتتبنى العمل بأحدث التقنيات، مع مراعاة المعايير البيئية ومتطلبات السلامة، كما تسير بخُطى واثقة نحو التحوُّل الرقمي، والتوسع في استخدام الطاقة الذكية، تحقيقاً لرؤية تنموية مستدامة.