* إيهاب درويش وفاطمة الهاشمي وأحمد الحوسني يبدعون بروائع موسيقية
* هدى الخميس: بداية فصل جديد في علاقاتنا الثقافية بالمملكة المتحدة
====
تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الراعي الفخري المؤسس لمهرجان أبوظبي، وبرعاية سمو الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان، قدّم المهرجان، بالتعاون مع صندوق السلام والازدهار، حفلاً استثنائياً جمع للمرة الأولى ثلاثة فنانين إماراتيين مع آخرين عالميين على مسرح قصر كنسينغتون في لندن، الجمعة الماضي، ضمن برنامج «المهرجان في الخارج».
ويشكّل الحفل محطة مفصلية جديدة في مسيرة المهرجان نحو ترسيخ حضور الإمارات الثقافي على الساحة الدولية، وتأكيد رسالته في بناء القدرات وتعزيز التعاون العالمي من خلال الموسيقى.
وجاء هذا الإنتاج المشترك تتويجاً لبرنامج الإقامة الفنية المكثفة الذي امتد لثلاثة أسابيع في المملكة المتحدة، بدعم من مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، وبالتعاون مع صندوق السلام والازدهار. وخضع الفنانون المشاركون لسلسلة من التدريبات والورش والحوارات الفنية تحت إشراف نخبة من كبار المربين الموسيقيين في عدد من أهم المسارح البريطانية. وقدّم الحفل نتاج هذا التفاعل الفني البنّاء، بمزيج إبداعي جمع بين التقاليد الموسيقية الإماراتية والتأثيرات العالمية، في تأكيد لأهمية التبادل الثقافي في صناعة الحوارات الفنية وإلهام أشكال جديدة من الإبداع المعاصر.
وشكّل العرض العالمي الأول للعمل الموسيقي «أطلال الزمن» المحور الرئيسي للأمسية، وهو مؤلّف جديد بتكليف حصري من مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، وضعه المؤلف الإماراتي البارز إيهاب درويش، المعروف بإيصال الهوية الثقافية للإمارات إلى الجمهور العالمي من خلال الموسيقى. وتضمّن البرنامج أداء مميزاً لـ «الميزو - سوبرانو» فاطمة الهاشمي، التي قدّمت روائع من أعمال سان سانس وموزارت وجول ستاين، إلى جانب «الباريتون» أحمد الحوسني، الذي أبدع في تقديم مختارات من أعمال دي كورتيز وبيزيه، بمشاركة نخبة من الموسيقيين الدوليين من صندوق السلام والازدهار. وقاد الحفل توبي بيرسر، المدير الفني للصندوق، في عرضٍ سلّط الضوء على المواهب الإماراتية المتنامية وإسهامها النوعي في المشهد الإبداعي العالمي.
وجاء الحفل امتداداً لنجاح مبادرة «الفنون في السفارات» الرائدة في الدبلوماسية الثقافية، التي ينظمها مهرجان أبوظبي، وأُقيمت بتاريخ 22 مايو/أيار في سفارة الإمارات بلندن.
وشارك الفنانون الإماراتيون الثلاثة في جلسة حوارية استعرضوا خلالها مسيراتهم الفنية وتأملاتهم الملهمة في مفاهيم التراث، والهوية، والابتكار، والاكتشاف، وهي روايات تسهم في رسم ملامح مستقبل الموسيقى. وجددت الجلسة تأكيد الدور المحوري للفنون منصة لتعزيز الحوار، وترسيخ التفاهم، وتوطيد الروابط الثقافية بين الإمارات والمملكة المتحدة.
تعزيز التبادل
أشارت هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي، إلى أن حفل قصر كنسينغتون برعاية وحضور الأمير ريتشارد، دوق غلوستر، بالشراكة مع صندوق السلام والازدهار، ضمن برنامج المهرجان، يُمثّل بداية فصل جديد في العلاقات الثقافية بين الإمارات والمملكة المتحدة، وقالت: «يُقدّم هذا العرض العالمي الأول المؤلف الموسيقي إيهاب درويش، والـ «ميتزو سوبرانو» فاطمة الهاشمي و«الباريتون» أحمد الحوسني، في إطار رؤيتنا لتعزيز التبادل المعرفي وحوار الثقافات وتقديم المنجز الفني والموسيقي الإماراتي عالمياً، ترسيخاً لمكانة الدولة حاضنة للإبداع ووجهة للمبدعين».
وأضافت: «بالتزامن مع هذا الإنتاج التاريخي المشترك، قدّمنا مبادرة الدبلوماسية الثقافية الرائدة «الفنون في السفارات» في سنتها الرابعة؛ إذ نظّمنا الندوة الحوارية بمشاركة الفنانين درويش، وفاطمة الهاشمي والحوسني، وإدارة صانعة الأفلام نور كانو، سعياً منا إلى إبراز مسيرتهم وتجاربهم في التأليف والموسيقى».
وختمت هدى الخميس: «ترفد الثقافة عمق وقوة العلاقات الدبلوماسية وتزيدها زخماً، والفنون هي الجسر الذي يوحدنا، ويخلق روابط تجتاز الحدود، لذا، فإن تقديمنا الفنانين الإماراتيين ضمن برنامج الإقامة الفنية في المملكة المتحدة، يترك للفن نفسه دوراً في قيادة هذا الدرب، في واحدة من العديد من الشراكات الناجحة التي عقدتها مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون مع المؤسسات الثقافية البريطانية لأكثر من عقدين، والتي بُنيت على أسس التعاون والصداقة الراسخة بين المملكة المتحدة والإمارات».
إرث ملهم
خلال الندوة الحوارية التي عُقدت 22 مايو/أيار ضمن مبادرة «الفنون في السفارات»، قال الشيخ خالد القاسمي، نائب رئيس بعثة الإمارات في لندن: «يمثل هؤلاء الفنانون الثلاثة أفضل ما في الثقافة الإماراتية، ويؤدون دوراً محورياً في تعزيز التبادل الثقافي بين الإمارات وأصدقائنا في المملكة المتحدة وخارجها. إنهم يبنون إرثاً يلهم الأجيال القادمة، ويشكلون جسراً بين الثقافات، ويعرضون المواهب الإماراتية الكبيرة. تستمر الإمارات في تأكيد مكانتها بصفتها حاضنة للتعبير الفني والإبداعي، مستندة إلى تراثنا العميق والغني، إضافة إلى الأساليب الحديثة في الأداء، وكنت فخوراً بأن أرحب بهذا الاحتفال بأفضل ما في الثقافة الإماراتية في السفارة».
من جانبه، أكد رجائي خوري، مؤسس صندوق السلام والازدهار، تميز الحفل في قصر كينسينغتون، مشيراً إلى أنه أول تعاون بين الصندوق ومجموعة أبوظبي للثقافة والفنون. وقال: «لم يكن هذا التعاون الأول بين فناني الإمارات والصندوق فحسب؛ بل شهد أيضاً العرض العالمي الأول لتأليف موسيقي من إبداع إيهاب درويش خُصّص لهذه المناسبة. أدهشني كيف أن فكرة بسيطة بدأت مزيجاً موسيقياً بين الأوبرا والموسيقى العربية، تحولت إلى علامة ثقافية فريدة تجمع جمهورها وفنانيها».
وأضاف: «في السابق، كان اختيار الأعمال الموسيقية يرتكز غالباً على احتياجات وأهداف الحفلات، أما هذا الحفل فهو منصة لستة فنانين في مراحل مختلفة من مسيرتهم المهنية، ومن خلفيات وأنماط موسيقية متنوعة، من دون وجود أجندة فنية محددة سوى تقديم الموسيقى بأفضل ما لديهم من قدرة».
وتابع: «يأتي هذا الحفل بعد ثلاثة أسابيع من التدريب والتوجيه المكثف الذي خضع له المطربون الإماراتيون مع فنانين محترفين مشهورين. وهو ثمرة فكرة رؤيوية تحققت بفضل هدى إبراهيم الخميس، عندما التقت قبل عامين بدوق غلوستر وبي».
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.