سياسة / اليوم السابع

هنا مر المسيح.. رحلة العائلة المقدسة فى أرض

كتبت ـ بتول عصام

الثلاثاء، 10 يونيو 2025 09:00 ص

تُعد رحلة العائلة المقدسة إلى واحدة من أهم وأقدس الرحلات في التاريخ المسيحي، وتحمل دلالات دينية وتاريخية وثقافية لا تزال آثارها قائمة حتى اليوم، حيث عبرت خلالها العذراء مريم والقديس يوسف والطفل يسوع أراضي مصر من شرقها إلى جنوبها، وباركوا مواضع عدة أصبحت مزارات مقدسة.

من سيناء إلى الدلتا

بدأت الرحلة من الحدود الشرقية لمصر عبر صحراء سيناء، حيث دخلت العائلة من منطقة الفرما (الواقعة بين العريش وبورسعيد)، ثم تحركت إلى تل بسطا بمحافظة الشرقية، وهناك سقطت الأوثان لحظة دخول السيد المسيح المدينة، مما أثار رعب سكانها، فغادرتها العائلة بسرعة.

محطات في الوجه البحري

واصلت العائلة مسارها إلى مسطرد، حيث غسلت السيدة العذراء الطفل يسوع وملابسه في نبع ماء لا يزال قائمًا حتى اليوم.

ثم توجهت إلى بلبيس واستظلت تحت شجرة عُرفت لاحقًا بـ"شجرة العذراء مريم".

وفي سمنود استُقبلت العائلة بحفاوة كبيرة، وتُحفظ هناك أداة من حجر الجرانيت يقال إن العذراء استخدمتها في إعداد الطعام.

أما في سخا بكفر الشيخ، فطُبع أثر قدم الطفل يسوع على حجر، لا يزال محفوظًا كأثر مقدس.
ثم انتقلت العائلة إلى وادي النطرون، الذي أصبح لاحقًا مركزًا هامًا للحياة الرهبانية القبطية.

من المطرية إلى الصعيد

في منطقة المطرية، استظلت العائلة تحت شجرة شهيرة، وانبع نبع ماء قام السيد المسيح ببركته، كما أنبتت الأرض نبات البلسم الذي يُستخدم حتى اليوم في صناعة "زيت الميرون المقدس".

من هناك، توجهت العائلة إلى مصر القديمة، حيث أقامت لبعض الوقت في المغارة الموجودة حاليًا داخل كنيسة أبو سرجة الأثرية، إحدى أبرز محطات مسار العائلة.

وفي المعادى، عبرت العائلة المقدسة نهر النيل، ودُشنت لاحقًا كنيسة العذراء المعروفة بـ"العدوية" في الموضع الذي انطلقت منه الرحلة إلى الصعيد.

من سمالوط إلى جبل قسقام

شملت الرحلة في صعيد مصر مناطق متعددة، منها:

أشنين النصارى والبهنسا بمحافظة المنيا.

جبل الطير في سمالوط، حيث يُعرف الموقع باسم "جبل الكف"، لأن كف السيد المسيح انطبع على صخرة كانت ستسقط على العائلة فأنقذهم.

الأشمونيين، ثم ديروط، فقرية مير، وصولًا إلى أهم محطات الرحلة: دير المحرق بجبل قسقام في أسيوط، حيث مكثت العائلة نحو 6 أشهر و10 أيام، وهو المكان الذي يُعرف باسم "بيت لحم الثانية".

ويُعتقد أن مذبح الكنيسة الأثرية بدير المحرق بُني على الحجر الذي كان الطفل يسوع يجلس عليه، ويعد هذا الدير من أهم المعالم الروحية في مسار العائلة المقدسة.

بعد وفاة الملك هيرودس، ظهر ملاك الرب مجددًا ليوسف النجار، وأمره بالعودة، فعادت العائلة المقدسة إلى فلسطين مرورًا بـ دير درنكة في جبل أسيوط، ثم إلى مصر القديمة، ومنها إلى المطرية وسيناء، قبل أن تستقر في الناصرة.

امتدت رحلة العائلة المقدسة لأكثر من ثلاث سنوات، وقطعت خلالها ما يزيد عن 2000 كم سيرًا على الأقدام. ولاتزال الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحتفل سنويًا بـ ذكرى دخول العائلة المقدسة إلى أرض مصر في 1 يونيو (24 بشنس وفقًا للتقويم القبطي)، مؤكدة على مكانة مصر كأرض بركة، وحاضنة للتاريخ المقدس.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا