هو وهى / انا اصدق العلم

علامة داخل العيون قد تنذر بالخرف المبكر

وفقًا لدراسة جديدة، قد تحمل الأوعية الدموية في الجزء الخلفي من العين مؤشرات مبكرة على الإصابة بالخرف.

على مدار السنوات الماضية، كشفت دراسات متعددة عن روابط مثيرة للاهتمام بين أمراض العين وزيادة خطر الإصابة بالخرف. واستطاع العلماء رصد ترسبات من بروتين أميلويد بيتا وهي سمة مميزة لمرض ألزهايمر داخل شبكية أعين بعض المرضى.

قبل ثلاث سنوات، توصل باحثون من جامعة أوتاغو في إلى أن ترقق الشبكية في منتصف العمر قد يكون مرتبطًا بالأداء المعرفي في مراحل الطفولة والرشد. تعد الشبكية النسيج الحساس للضوء الذي يغطي الجزء الخلفي من العين، وهي مرتبطة مباشرة بالدماغ.

اشتبه العلماء حينها بأن هذا الاكتشاف قد يمهد الطريق نحو تطوير اختبار بسيط للعين يقيّم خطر الإصابة بأمراض مثل ألزهايمر. وفي الدراسة الجديدة، تابع عدد من أعضاء الفريق البحثي فرضيتهم بخطوة إضافية.

توضح اختصاصية علم النفس آشلي باريت-يونغ من جامعة أوتاغو: «في دراستنا، ركزنا على الشبكية لأنها ترتبط مباشرة بالدماغ، ومن المحتمل أن العديد من العمليات المرضية المرتبطة بألزهايمر تنعكس على الشبكية، ما يجعلها مؤشرًا بيولوجيًا واعدًا للكشف المبكر عن خطر الخرف».

استعانت باريت- يونغ و فريقها بقاعدة بيانات دراسة دنيدن متعددة التخصصات للصحة والتنمية، وهي مشروع طويل الأمد تابع حياة 1037 فردًا من مواليد عامي 1972 و1973 في نيوزيلندا على مدار 45 عامًا.
في البحث الجديد، استخدم العلماء بيانات 938 مشاركًا في سن 45 عامًا، شملت صورًا للشبكية، وفحوصات للعين، إضافةً إلى اختبارات تقيم خطر الإصابة بألزهايمر وأشكال أخرى من الخرف في منتصف العمر.

كرر الفريق الجزء الأساسي من دراستهم المذكورة آنفةً، ففحصوا العلاقة بين تدهور القدرات المعرفية وسماكة طبقات الشبكية. وأبدوا اهتمامًا خاصًا بطبقة الألياف العصبية القريبة من التجويف الزجاجي (الجزء الهلامي الذي يملأ العين وطبقاتها المجاورة من خلايا العقدة والضفيرة الداخلية). وتعد طبقة الألياف العصبية مهمة لكونها تنقل الإشارات البصرية من العين إلى الدماغ.

درس الباحثون العلاقة بين صحة الأوعية الدقيقة في الشبكية وخطر الخرف، عن طريق قياس قطر الشرايين والأوردة الصغيرة فيها. وأوضح الفريق قائلًا: «هذه الأوعية تعكس صحة الجهاز القلبي الوعائي، بما في ذلك الأوعية الدموية الدماغية، التي ترتبط بأمراض ألزهايمر والخرف، لا سيما الخرف الوعائي».

ووجد الباحثون وفقًا للدراسة التي أُجريت للنيوزيلنديين المشاركين البالغين من العمر 45 عامًا، أن صحة الأوعية الدقيقة في الشبكية كانت مؤشرًا لخطر الخرف أقوى بكثير مقارنة بسماكة الألياف العصبية.

ولوحظ ارتباط ضعيف بين سمك طبقة الألياف العصبية وخطر الخرف، مع العلم أن هذا الارتباط لم يكن بقوة علاقته مع الأوعية الدقيقة.

وسجلت درجات خطر الخرف معدلات أعلى بين المشاركين الذين لديهم شرايين أضيق وأوردة صغيرة أوسع.
ومع ذلك، لن تُستخدم في الوقت الحالي أداةً سريرية، لأنها لا تزال محدودة جغرافيًا وتعتمد على الملاحظة، إضافةً إلى أن مقاييس الخطر المستخدمة تُظهر قدرةً تنبؤية عالية بخصوص احتمال الإصابة بالخرف في المستقبل، ولا تعد تشخيصًا مباشرًا للمرض.

يُعد هذا التقدم خطوة مهمة نحو مستقبل يمكن فيه لاختبار بسيط للعين أن ينبه الأطباء مبكرًا إلى خطر الإصابة بالخرف، ويوفر وقتًا ثمينًا للتخطيط والعلاج.

تختتم باريت-يونغ حديثها بالقول: «من المحتمل أن تكون علاجات ألزهايمر وبعض أنواع الخرف الأخرى أكثر فعالية إذا طبقت في المراحل الأولى من المرض».

نأمل أن نتمكن يومًا من استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل صور العين لتقديم لمحة عن صحة الدماغ، لكننا لم نصل إلى تلك المرحلة بعد.

اقرأ أيضًا:

الخرف: كم سنة يمكنك العيش بعد التشخيص؟

ما العلاقة بين الإصابة بمرض السكري وألزهايمر؟

ترجمة: أريج حسن اسماعيل

تدقيق : لين الشيخ عبيد

مراجعة: باسل حميدي

المصدر

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة انا اصدق العلم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من انا اصدق العلم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا