أحيا المنتخب العراقي الأول لكرة القدم الأمل عند جماهيره بعد فوزه المعنوي على مضيفه المنتخب الأردني 1 – 0 ضمن الجولة العاشرة من التصفيات المؤهلة لمونديال 2026 بأنه سيظهر بصورة مختلفة عن الصورة التي ظهر عليها في زمن مدربه السابق، الإسباني خيسوس كاساس، الذي حمله الجمهور والإعلام والمحللون الكرويون مسؤولية ضياع فرصة التأهل المباشر إلى المونديال من «أسود الرافدين» بسبب فلسفته العجيبة في تجريب اللاعبين حتى وصل العدد إلى أكثر من 100 لاعب في مدة لا تتجاوز السنوات الثلاث.

الذي أحيا الأمل عند الجمهور العراقي ليس الفوز على المنتخب الأردني على أرضه ووسط جمهوره، والذي بات من المنتخبات التي سنشاهدها في المونديال المقبل، لأن المنتخب الأردني كان قد ضمن التأهل سلفاً، وبالتالي فأن النتيجة لم تكن ذات تأثير فيه، برغم أنه كان يمني النفس بأن يحتفل بالتأهل من خلال تحقيق الفوز أو عدم الخسارة كأضعف الإيمان، لكن ما أحيا الأمل العراقي هو أن منتخب «أسود الرافدين» باتت له هوية تحت إشراف مدربه الجديد الأسترالي غراهام أرنولد، الذي وبرغم قصر المدة التي استلم فيها قيادة المنتخب العراقي، فإنه تمكن من رفع الروح المعنوية للاعبين، كذلك قيامه بمنح لاعبين بمستوى متميز فرصة الظهور في المباراة الأخيرة، ومن أبرز هؤلاء محمد قاسم، حسن عبد الكريم، سجاد جاسم والمحترف إيمار شير، فضلاً عن ماركو فرج، إذ أثبت هؤلاء اللاعبون خلال هذه المباراة مدى النظرة التعسفية للمدرب السابق كاساس، الذي فضل عليهم لاعبين أقل ما يقال عنهم أنهم لا يصلحون لخوض المباريات الدولية.

أيضاً نقطة أخرى منحت الأمل للجمهور العراقي، وهي أن مباريات الملحق الآسيوي ستقام في النصف الأول من شهر أكتوبر / تشرين الأول المقبل، ما يعني أن هناك فرصة طويلة أمام المدرب أرنولد لإعداد منتخب «أسود الرافدين» بشكل مثالي من أجل التنافس على إحدى بطاقتي التأهل المباشر للمونديال المقبل، إذ سيكون بمقدور أرنولد متابعة لاعبي المنتخب العراقي المحترفين في الدوريات الأوروبية، كما أنه سيطلع بشكل جيد على لاعبي فرق الدوري العراقي الذي بقيت منه 4 جولات فقط.