بورسعيد - محمد عزام

على ضفاف البحر المتوسط، تتحرك عقارب التنمية بسرعة نحو المستقبل، فميناء غرب بورسعيد، أحد بوابات مصر التجارية، يشهد اليوم تحولات استراتيجية ضخمة، تعكس الرؤية الطموحة للدولة فى تحويله إلى مركز إقليمى للتجارة والخدمات اللوجستية.

وفى إطار هذه الرؤية، تواصل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تنفيذ خططها الطموحة لتطوير بنيتها التحتية، من خلال مشروعين ضخمين يرسخان مكانة ميناء غرب بورسعيد كمحور لوجستى حيوى فى شرق المتوسط.

فى قلب الميناء، تتسارع أعمال تطوير رصيف عباس ضمن المحطة متعددة الأغراض، حيث يتم رفع كفاءته وزيادة جاهزيته لاستقبال السفن ذات الأحجام الكبيرة، من خلال تنفيذ أعمال توسعة بطول 670 مترًا وبعمق يصل إلى 14 مترًا.

ويستهدف المشروع تحقيق حجم تداول سنوى يبلغ مليون طن، مما يسهم فى تعزيز حركة التجارة الإقليمية والدولية، ودعم الأنشطة اللوجستية المختلفة، فى وقت تبلغ فيه تكلفته الاستثمارية نحو 1.8 مليار جنيه.

يأتى هذا التطوير فى إطار استراتيجية شاملة لرفع كفاءة موانئ المنطقة الاقتصادية، وتعزيز تنافسيتها على المستوى العالمى، بما يسهم فى جذب المزيد من الاستثمارات ويدعم خطط الدولة الطموحة للنهوض بقطاع النقل البحري.

وفى خطوة أخرى نحو تنويع الأنشطة داخل الميناء، دشنت شركة "نيوهورايزون تانك ترمينال" مشروع محطة صب سائل جديدة بتكلفة 1.6 مليار جنيه، على مساحة 15.6 ألف متر مربع.

تستهدف المحطة طاقة استيعابية تبلغ 310 ألف طن سنويًا، مع توفير 45 فرصة عمل مباشرة، ما يعزز من كفاءة تشغيل الميناء ويخدم السوقين المحلى والإقليمى فى مجال تداول المواد السائلة.

ويعكس المشروع جهود الدولة للتحول إلى مركز إقليمى للطاقة والخدمات البحرية، ويدعم طموحاتها فى جذب استثمارات نوعية فى قطاعات حيوية.

ختامًا، فإن ما يشهده ميناء غرب بورسعيد من تطورات نوعية فى بنيته التحتية وقدراته التشغيلية، ليس فقط تعزيزًا لموقعه الاستراتيجى، بل تجسيد عملى لرؤية مصر المستقبلية كدولة بحرية رائدة فى قلب التجارة العالمية.

رصيف عباس

محطة صب سائل