من الطبيعي أن تقع مسؤولية تربية الطفل بطريقة إيجابية وحسب أصول التربية الحديثة على عاتق الأم في الدرجة الأولى، ولكن لا يعني ذلك أن ينسحب دور الأب، فالأب يتحمل المسؤولية معها مناصفة دون تحيز، ولذلك فتربية الطفل تحتاج من الوالدين التنسيق والتعاون أولاً، وبعد ذلك يجب عليهما عدم الإسراف في الكثير من التصرفات أو القيام بتصرفات خاطئة بدافع الحب والتعلق والحنان؛ لأن الإفراط في هذه المشاعر يؤدي إلى نتائج عكسية هدامة تؤثر على شخصية الطفل بشكل كبير مستقبلاً. كثيراً ما تسمعين أن الاشخاص المحيطين بطفلك يصفونه بأنه جبان ومتردد، وتلاحظين أن طفلك فعلياً لا يستطيع مواجهة الآخرين، ولكنك لا تعرفين أن بعض الأسباب في وصول طفلك لهذه الحالة تعود إليكِ، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالمرشد التربوي عارف عبدالله؛ حيث أشار إلى 5 نصائح مهمة لكي تزرعي الشجاعة في طفلك منذ الصغر ومنها تحميله المسؤولية منذ صغره وعدم حكاية القصص المخيفة له وغيرها من النصائح في الآتي:
1- لا تحكي لطفلك قصصاً مخيفة ومرعبة لكي يصبح شجاعاً
اعلمي أن القصص التي تروينها لطفلك تلعب دوراً كبيراً في بناء وتكوين شخصيته، حيث إن قصص قبل النوم توسع خيال طفلك وتقوي لغته وثقته بنفسه فليس من الصواب أن تكون قصة ما قبل النوم عن الغيلان والأشباح والوحوش المخيفة سواء الوحوش الحقيقية أو الخيالية، لأن شعور الطفل بالخوف قبل النوم سوف يترسب بداخله ويستقر في وجدانه ويحوله لشخص جبان، وسوف يعاني من الكوابيس والأحلام المزعجة وهي مشكلة بحد ذاتها سوف تتطور مع الطفل وتسبب له مشاكل صحية ونفسيه وسلوكية.
احكِي لطفلك قصص الشجعان والأبطال واختاري القصص الحقيقية التي تزخر بها كتب التاريخ، ومن الممكن أن تبدئي بشخصيات خيالية تعمل على زرع الخير ومحاربة الشر ولكن في نطاق الحياة الاجتماعية وليس مثل قصص الخيال في الغابة مثلاً، فقصة البطل طرزان هي قصة لا تصلح للواقع الذي نعيشه بعكس البطل الذي ينقذ الأطفال من الغرق فهو الشخص الذي يظهر فجأة على الشاطيء أثناء الاستجمام وهكذا.
2- اتركي لطفلك حرية اختيار أشيائه الخاصة
خزانة ملابس الطفل
اعلمي أن تحميل الطفل المسؤولية منذ الصغر يعني أن يكون قوياً وشجاعاً في اتخاذ قرارات اتجاه المواقف الحياتية المختلفة، ولذلك فهناك علاقة بين الطفل الذي يتحمل المسؤولية مبكراً وفي كونه طفلاً شجاعاً قادراً على تجاوز المشكلات والتغلب عليها، وذلك لأن المسؤولية التي يحملها الطفل تساعده على التفكير المنظم والعقلاني، بحيث يستطيع التواصل مع المجتمع ومواجهته، والشجاعة ليست بالأفعال ولكن بالأقوال أيضاً.
اتركي لطفلك حرية أن يختار الأشياء التي تخصه فهذه اولى طرق تحمل المسؤولية واكتشاف الذات وتكوين الرأي وبناء الشخصية ويجب ان تتعرفي إلى كيفية تعليم الأطفال تحمل المسؤولية في المنزل والمدرسة فلا تقومي بكل المهمات بدلاً عن الطفل لكي لا ينشأ جباناً ومتردداً، وقد يصبح طفلاً منطوياً، ولذلك فيجب أن تخرجي به إلى السوق والمحال لاختيار ملابسه وأدواته المدرسية وحتى أصناف الطعام التي يحبها.
3- امتدحي أفعاله لا شخصيته لكي يكون شجاعاً
طفل واثق بنفسه
امتدحي أي موقف يعبر عن الشجاعة يقوم به طفلك، ويجب أن يشعر بأنكِ فخورة بما يقوم به من تصرفات وأن تبتعدي تماماً عن تدليل الطفل المفرط، وكذلك المدح بمناسبة ودون مناسبة للطفل، فمن الطبيعي أن تشعر الأم بأن طفلها هو أفضل وأجمل الأطفال في العالم ولكن من الخطأ أن تُشعري طفلك بذلك لأنه سوف يؤثر على شخصيته بشكل كبير ويجعله طفلاً متهاوناً ولا يشعر بالمسؤولية لأنه يعرف أن كل ما يقوم به سواء كان صواباً او خطأ فهو يعجبك.
توقفي عن عقاب الطفل أو الصراخ المستمر عليه واستبدلي هذا الاسلوب الخاطئ بأسلوب التعزيز والمدح والتشجيع وكوني دائماً محفزة لتصرفات طفلك الإيجابية وشجعيه عليها مهما كانت صغيرة، ولكن بدون تعظيم وتهويل ومن أجل أن يكون طفلك شجاعاً فدعي المواقف التي يتعرض لها ويواجهها بقوة هي التي تتحدث عنه.
4- دعيه يدافع عن نفسه بنفسه لكي يصبح شجاعاً
ضماد ذراع للطفل
ابتعدي تماماً عن قيامك بدور الحارس الخاص أي "البودي جارد" في حياة طفلك، ولذلك يجب أن تتوقفي تماماً عن الحماية الزائدة واللامعقولة له، بحيث تتحولين من أم إلى سجن للطفل بدافع خوفك غير الطبيعي عليه، وهذا خطأ كبير تقع به معظم الأمهات مما ينشئ بكل أسف طفلاً جباناً ومتردداً ويكون هذا الطفل غير قادر على مواجهة المجتمع، فيظل الطفل مهما كبر يدور في فلك الأم التي يراها هي الحصن والدرع الذي يحميه، والحقيقة أن الأم تضره ولا تفيده، فمن الضروري أن يخرج الطفل إلى الحياة وأن تتوقع الأم أن يصاب طفلها بجروح وخدوش مثلاً حين يلعب ويلهو بالدراجة مثل بقية الصغار.
لاحظي أن استخدام أسلوب الحماية الزائدة لطفلك وخوفك المفرط واللامحدود عليه من الأمراض مثلاً سوف يقلل من مناعة الطفل فعلياً، كما أن من أخطاء وعواقب الاهتمام الزائد بالأبناء أن ينشأ الطفل ضعيفاً ومهزوز الشخصية وقليل الثقة بنفسه وغير قادر على اتخاذ أي قرار مهما كان بسيطاً دون أن يعود للأم، ويصبح الطفل موضع سخرية من الآخرين وبلا شك فسوف يتعرض فعلياً للتنمر في محيط المدرسة والحياة العامة.
5- لا تظهري خوفك أمامه وكوني قدوته لكي يصبح شجاعاً
تذكري دائماً أنك يجب أن تكوني القدوة في حياة طفلك، ولذلك فهناك نوع من الأمهات يُعرف بالأم الهستيرية وهي التي تنقل حالة الخوف من أي شيء لأطفالها، وغالباً ما يكون لديها فوبيا من شيء ما فتنقله بصورة تلقائية أمام طفلها، بل إن شعور الطفل بالخوف من هذا الشيء سوف يكون مضاعفاً ومبالغاً به من الطفل لأنه يرى ويلاحظ مقدار خوف الأم وهي الشخص الكبير القوي في حياته.
كوني قدوة لطفلك في كل موقف تتعرضين له وحاولي ضبط أعصابك باستمرار لكي لا يكون طفلك منهاراً وضعيفاً، فالطفل يتعلم بالقدوة والتقليد والمحاكاة فلا ينبغي ان تتحدثي باستمرار عن الشجاعة وتنهارين عند أول موقف يتطلب منك ذلك أمام طفلك، فيجب أن تكوني صبورة وحكيمة في كل تصرفاتك.
قد يهمك أيضاً: أفضل 5 قصص أطفال عن الشجاعة والإصرار
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سيدتى ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سيدتى ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.