رسالة المدينة المنورة - محمود عبد الراضيالسبت، 14 يونيو 2025 10:49 ص يُعد المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة واحدًا من أعظم رموز الحضارة الإسلامية، ليس فقط بمكانته الدينية بل بما يختزنه من تفاصيل فنية مبهرة تجسّد عراقة الفن الإسلامي وأصالته. فمنذ اللحظة التي تطأ فيها أقدام الزائر أرض المسجد، تأسره تلك النقوش والخطوط العربية المنقوشة بعناية فائقة على الجدران والأعمدة والقباب، والتي تمثل صفحات خالدة من الجمال الروحي والتاريخي. وتتنوع الخطوط المستخدمة على جدران المسجد بين الخط الكوفي والمحقق والثلث، حيث برع الخطاطون عبر العصور في نقش آيات القرآن الكريم والأدعية النبوية على الأسطح الرخامية والخشبية بدقة فنية تعكس مدى التقدير لقدسية المكان. كما تتناغم هذه الخطوط مع الزخارف الهندسية والنباتية، مشكلة لوحة فنية متكاملة تدهش الناظرين وتشدّ أرواحهم إلى عمق الجمال الإسلامي. ولا تقتصر أهمية هذه النقوش على بعدها الجمالي فحسب، بل تحمل في طياتها دلالات حضارية عميقة، فهي توثق لحقب تاريخية متعاقبة شهدت توسعات وتجديدات متعددة، ترك فيها كل عصر بصمته على جدران هذا المكان الطاهر. وتحرص الجهات المعنية على صيانة هذه النقوش بشكل مستمر للحفاظ على قيمتها التاريخية والثقافية، بما يضمن بقاء هذا الإرث الفني ماثلًا للأجيال القادمة. وهكذا، لا تُعد زيارة المسجد النبوي مجرد رحلة روحية فحسب، بل هي أيضًا جولة في معرض مفتوح من الفنون الإسلامية التي تتحدث بلغة الجمال والقداسة، وتروي قصة الحضارة الإسلامية بكل ما فيها من رقي وسمو. المسجد النبوي المسجد النبوي المسجد النبوي الشريف المسجد النبوي