دبي: عمرو يسري في ظل التغيرات الاقتصادية المتسارعة، وتغير الوعي المالي، وبين الرغبة في تنمية الأموال، والميل إلى الأمان المالي، تزداد أهمية فهم التوجهات المالية للأفراد، حيث يقف العديد حائرين أمام خيارين جوهريين، الاستثمار لتنمية الأموال على المدى الطويل، أم الادخار لضمان الأمان المالي والسيولة. في استبيان حديث، أجرته «الخليج»، وشارك فيه عدد من الأفراد، داخل دولة الإمارات، ظهرت مؤشرات واضحة لتغير الأولويات المالية، خصوصاً في ظل التغيرات الاقتصادية، والبحث عن طرق نمو الأموال، والأمان المالي، فقد صرح 56.8% من المشاركين، بأنهم يفضلون توجيه أموالهم نحو الاستثمار، مقابل 43.2% يفضلون الادخار، وتؤكد هذه الأرقام، الميل المتزايد نحو الاستثمار، ورغبة الأفراد في تنمية أموالهم، بدلاً من الاكتفاء بتجميدها، في تحول واضح في السلوك المالي. الاستثمار يسبق الادخار تقدم الاستثمار على الادخار في التفضيلات، ما يعكس تحولاً تدريجياً في عقلية الأفراد وتوجهاتهم، فقد صرح 56.8% من المشاركين، بأنهم يفضلون توجيه أموالهم نحو الاستثمار، مقابل 43.2% يفضلون الادخار، ويعكس هذا الميل المتزايد نحو الاستثمار، رغبة الأفراد في تنمية أموالهم بدلاً من الاكتفاء بتجميدها. العائد يتقدم الأمان عن دوافعهم الأساسية، في اختيار الاستثمار أو الادخار، قال 55.6% إنهم يسعون إلى تحقيق عوائد مالية مرتفعة، بينما أبدى 44.4% تفضيلهم للأمان المالي، وعلى الرغم من التقارب في النسب، تقدم البحث عن العائد، على الأمان المالي، ما يشير إلى استعداد شريحة واسعة من العملاء، للمجازفة المدروسة، مقابل تنمية دخلهم، كما تدل هذه النتائج على أن الغالبية بدأت تنظر إلى المال، بصفته أداة نمو لا مجرد وسيلة حماية وأمان. استثمار يتجاوز التردد بيّن 66.7% من المشاركين أنهم يفضلون الاستثمار على المدى الطويل على الادخار، فيما أبدى 27.2% ترددهم، وذكروا أنهم غير متأكدين، بينما لم يقتنع 6.1% بفكرة الاستثمار طويل الأمد. هذه الأرقام تدل على أن الاستثمار طويل المدى، لم يعد خيار الأغلبية، بل أصبح توجهاً عاماً، مدفوعاً بوعي مالي متزايد، وربما بنماذج ناجحة في السوق، كما أن مبدأ الاستثمار، بدأ يجد موطئ قدم بين الأفراد، على الرغم من استمرار الحذر لدى البعض. المعرفة تعوق الاستثمار في تقييمهم لمعرفتهم الاستثمارية، قال 16% فقط إنهم يملكون معرفة ممتازة بأوجه وطرق الاستثمار، فيما وصف 39.5% معرفتهم بأنها جيدة، وفي المقابل، اعترف 38.3% بأن معرفتهم محدودة، بينما ذكر 6.2% أنهم لا يعرفون شيئاً عن طرق الاستثمار في الدولة، وتعكس هذه النتائج الحاجة الماسة، إلى برامج توعية بالاستثمار من الجهات المالية، لتعزيز ثقافة الاستثمار لدى الأفراد، حيث إن نسبة كبيرة من المشاركين، يعانون ضعف المعرفة أو الجهل الكامل بأساليب الاستثمار. استثمار تنقصه المدخرات عن أبرز العوائق التي تحول من دون خوض تجربة الاستثمار، قال 42% إنهم لا يملكون مدخرات كافية، بينما أشار 33.3% إلى خوفهم من الخسارة والمخاطر، وأكد 24.7% أن قلة المعرفة بالفرص الاستثمارية المتاحة، تشكل العائق الأكبر، وتظهر هذه الأرقام أن التحدي لا يقتصر على الجانب المالي، بل يمتد إلى الثقة والمعرفة أيضاً، وهذا ما يجب أن تقرأه شركات الاستثمار، والبنوك بعناية. التقاعد يتصدر الأهداف عن أهدافهم من الادخار أو الاستثمار، أجاب 64.2% بأن هدفهم الأساسي هو التقاعد، بينما ذكر 11.1% أنهم يسعون لشراء منزل، وقال 23.5% إن لديهم أهدافاً أخرى متنوعة، أما 1.2% اختارت «التعليم» بصفته هدفاً رئيسياً، ما يشير إلى أن التقاعد أصبح أولوية حقيقية عند البعض، ويفسر توجههم نحو خيارات تحقق عوائد طويلة الأمد. توجه يبرز الاهتمامات نتائج هذا الاستبيان تؤكد أن الاستثمار أصبح التوجه الغالب لدى الأفراد، لكن الفجوة المعرفية بطرق الاستثمار، لا تزال كبيرة، كما أن الادخار لم يفقد مكانته، بل يظل خياراً مفضلاً لمن يسعى إلى الأمان المالي، أو لا يملك فائضاً مالياً، كما أن الجهات المالية، بحاجة إلى تعزيز التوعية بطرق الاستثمار لدى الأفراد، وتقديم حلول استثمارية مرنة ومنخفضة المخاطر.