عمال التوصيل الآن يعتبرون ضرورة لأجيالنا الحالية، وسوف تتغير أشكال وأخلاقيات التعاطي معهم، فهم يظلون مختلفين عنا لغة وثقافة ومفاهيم ثقافية، ويعملون تحت ظروف صعبة في عمليات التوصيل المطلوبة منهم أو محاولة السرعة في أداء عملهم لتحقيق كسب سريع، لا أدعو إلى المعاملة الخشنة معهم أو نبذهم والتعامل معهم بتعالٍ وفوقية، ولكن يجب علينا الاحتفاظ بخصوصيتنا إلى أبعد حد، وعدم توثيق العلاقة مع مندوب توصيل لا نعرف عنه الكثير، قد تكون بعض العوائل لها ظروف خاصة وضعيفة لأسباب متعددة مثل كبار السن أو أن يكون ساكنو المنزل من النساء مثلاً، والبعض من طيبته وإنسانيته وانطلاقاً من قيمه وأخلاقه الذاتية قد يعطف على البعض منهم ويقدم له مالاً أو ما إلى ذلك، وقد يعطي انطباعاً بأنه صاحب ثروة مثلاً، ويكون محط أنظار البعض من ضعفاء النفوس من هذه الفئات. الوضع ليس بهذه الخطورة حتى الآن، ولكننا نقرأ ونسمع عن مآسٍ تصل للاعتداء والقتل في بعض مدننا لبعض الناس الطيبين من قبل بعضهم، والسبب هو الطيبة الزائدة من بعض الأشخاص، في أغلب الثقافات يرددون على مسامع أطفالهم في مراحل حياتهم نصائح تحذرهم من التحدث للغرباء أو أن الخطر يأتي من الغريب، وهذا باعتقادي من أحد الحلول للتعاطي مع مناديب التوصيل، وأن لا نفتح القصص والحكايا معهم وعن دولهم وعوائلهم وكم رواتبهم وكم من السنين لهم في البلد، علينا أن نكون محددين في التعاطي معهم بشكل مؤدب وفعال في إيصال الخدمة وبشكل سريع.
لا يعني هذا عدم وجود أدوار مهمة من قبل الجهات الرسمية ذات العلاقة في تنظيم وتدريب هذه العمالة التي تغلغلت في حياتنا، ولا يترك العمل في هذه المهنة لأصحاب شركات همهم الربح المادي بدون تقدير خطورة إحضار عمال بدون كشف ومعرفة عن خلفياتهم الثقافية والاجتماعية كما تطبق بعض الدول، حيث تطلب من مكاتب العمل تدريب الخادمات على العمل في المنازل وخلفية معقولة عن المجتمع الذي سوف يذهبن إليه.
أخبار ذات صلة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.