في صباح الأحد 15 يونيو 2025، خيمت أجواء الحزن على الوسط الفني بعد الإعلان عن وفاة المهندس محمد صلاح الشرنوبي، نجل الموسيقار الراحل صلاح الشرنوبي، والذي رحل عن عالمنا فجأة دون سابق إنذار.

الخبر الذي أكده أفراد الأسرة عبر منصات التواصل الاجتماعي أثار موجة من التعاطف والتساؤلات، خصوصاً مع الحديث عن أن الوفاة جاءت بشكل مفاجئ تماماً، دون أن يعاني الراحل من أي أمراض أو أزمات صحية مسبقة، بحسب تصريحات أحد المقربين من العائلة.

وفاة مفاجئة دون مقدمات

أحد المقربين من الأسرة كشف تفاصيل اللحظات الأولى التي تزامنت مع الوفاة لوسائل الإعلام، قائلاً: "الراحل لم يكن يشتكي من أي مرض، وكنا نعتقد أنه نائم بشكل طبيعي، لكن عندما ذهبنا لإيقاظه في الصباح، فوجئنا بأنه قد فارق الحياة، وكان قد خرج السر الإلهي بهدوء تام".

وأضاف: "ما حدث كان صدمة للجميع، ولم يكن في حسبان أي أحد، محمد كان بصحة جيدة طوال الأيام الماضية، ولم يظهر عليه أي علامات تعب".

إعلان الوفاة عبر مواقع التواصل

رامي الشرنوبي، شقيق الراحل، أعلن عن الخبر عبر حسابه الشخصي على فيسبوك، قائلاً: "إنا لله وإنا إليه راجعون.. توفي إلى رحمة الله أخويا الكبير، حبيبي، ونور عيني، محمد صلاح الشرنوبي".

فيما نشر الفنان محمد الشرنوبي، ابن عم الراحل، منشوراً مماثلاً عبر "إنستغرام"، نعى فيه ابن عمه بكلمات مؤثرة، قائلاً: "توفي إلى رحمة الله تعالى ابن عمي وحبيبي وأخويا الكبير، المهندس محمد صلاح الشرنوبي، نجل الموسيقار صلاح الشرنوبي، وشقيق زياد ورامي الشرنوبي".

تفاصيل الجنازة والدفن

بحسب ما أعلنته الأسرة، فإن صلاة الجنازة على الفقيد تُقام بعد صلاة الظهر اليوم الأحد، من مسجد عمر مكرم في ميدان التحرير بالقاهرة، على أن يُوارى جثمانه الثرى في مقابر الأسرة.

حتى اللحظة، لم تُعلن الأسرة عن موعد عزاء الراحل، واكتفت بنشر تفاصيل الجنازة وطلب الدعاء له بالرحمة والمغفرة، وسط حالة من الصدمة والذهول.

نبذة عن الأسرة الفنية

الراحل محمد هو الابن الأكبر للموسيقار الكبير صلاح الشرنوبي، الذي ترك بصمة لا تُنسى في تاريخ الموسيقى العربية، وله أربعة أبناء هم: محمد، عمر، زياد، ورامي.

وتحظى الأسرة بمكانة بارزة في الوسط الفني، إذ يتواجد عدد من أفرادها في مجالات متعلقة بالموسيقى والفن والإنتاج، ما جعل وفاة محمد الشرنوبي بمثابة فاجعة على مستوى شخصي وعائلي ومهني.

من هو صلاح الشرنوبي؟

رحلة مهندس ميكانيكا تحوّل إلى أيقونة ألحان في الموسيقى العربية

وُلد صلاح الدين أحمد الشرنوبي في 29 ديسمبر/كانون الأول 1957، بحي الأنفوشي بمدينة الإسكندرية، في بيئة شعبية انعكست تفاصيلها لاحقًا في نبرة موسيقاه ودفء ألحانه.

رغم حبه المبكر للموسيقى، اختار مسارًا أكاديميًا مختلفًا، فحصل على بكالوريوس الهندسة الميكانيكية عام 1979، وعمل مهندسًا لنحو عقد من الزمان قبل أن يُقرر ترك المهنة والتفرغ للموسيقى بداية من عام 1990.

وبعد انتقاله إلى القاهرة، بدأ الشرنوبي يشق طريقه في ساحة الألحان، بدعم موهبته وتثقيفه الذاتي، حيث تعلم العزف على العود والكمان، وأتقن النوتة الموسيقية دون دراسة أكاديمية متخصصة.

نشأته في الإسكندرية قرب الميناء أكسبته عشقًا خاصًا للموسيقى الشعبية السكندرية، من الموال والصهبا، وهو ما جعله يبتكر أسلوبًا موسيقيًا متفردًا أطلق عليه بعض النقاد اسم "مدرسة الشرنوبي"، حتى أن سيد مكاوي وصف فنه بأنه "أغنية مشرنبة"، في إشارة لجمعه بين الطرب الأصيل والروح الشعبية.

النجاحات والانطلاقة الكبرى:

رغم تعاونه مع أسماء عدة، كانت انطلاقته الكبرى مع وردة الجزائرية في أغنية "بتونس بيك"، التي تحولت إلى علامة موسيقية فارقة في التسعينيات. بعدها توالت النجاحات، وكتب ألحانه لأكبر نجوم العالم العربي، من نجاة الصغيرة وسميرة سعيد، إلى جورج وسوف وذكرى ووديع الصافي.

أعمال خالدة في ذاكرة الطرب:
من أشهر ألحانه:

• "حرمت أحبك" و"نار الغيرة" – وردة
• "اطمن" – نجاة الصغيرة
• "ع البال" – سميرة سعيد
• "كلام الناس" – جورج وسوف
• "وحياتي عندك" – ذكرى
• "يا غدار" – لطيفة