في مشهد مؤلم داخل نادي "غاردز بولو" المرموق في وندسور، انهار رجل الأعمال الهندي البارز سنجاي كابور، البالغ من العمر ٥٣ عاماً، أثناء مشاركته في مباراة بولو، بعد تعرضه لما يُعتقد أنها لسعة نحلة داخل الفم، ما تسبب في صدمة تحسسية تبعتها أزمة قلبية قاتلة.

الوفاة وقعت خلال مشاركة كابور مع فريقه "أوريوس" في الدور نصف النهائي لبطولة "كأس كوينز كارتييه"، ضد فريق "سوجان إنديان تايغرز". وتُعد هذه البطولة واحدة من أبرز أحداث البولو المرتبطة بالطبقة الأرستقراطية البريطانية. وكان نادي "غاردز" يتبع سابقاً للأمير فيليب، ويتولى الآن رئاسته الملك تشارلز الثالث.

سنجاي كابور Sanjay Kapoor صديق الأمير ويليام - Prince William وسفير غير رسمي في دوائر النخبة

لم يكن كابور مجرد ملياردير هندي أو رئيس مجلس إدارة شركة "سونا كومستار" العالمية، بل كان أيضاً أحد المقرّبين من الأمير ويليام، وريث العرش البريطاني. العلاقة بينهما لم تكن عابرة، بل توطدت عبر السنوات على ميادين البولو، حيث لعبا معاً في أكثر من مناسبة، في أجواءٍ لم تُتح سوى لقلة من صفوة المجتمع العالمي.

وتؤكد تقارير سابقة أن الأمير ويليام كان يكنّ تقديراً خاصاً لكابور، الذي لمع اسمه في الأوساط الأرستقراطية كواحد من القلائل القادرين على الاندماج بسلاسة في الدوائر الملكية.

وداع مؤثر يسبق الرحيل بلحظات

قبل وفاته بساعات فقط، كتب كابور منشوراً عبّر فيه عن حزنه العميق تجاه ضحايا حادث تحطم طائرة "إير إنديا" في أحمد آباد، قائلاً: "خبر مأساوي... أفكاري وصلواتي مع العائلات المتأثرة. لعلهم يجدون القوة في هذه اللحظات العصيبة." ولم يكن يدري أن هذا المنشور سيكون آخر ما يكتبه.

بين البزنس والمجد الرياضي

كابور كان أحد أعمدة القطاع الصناعي في الهند، وقاد شركته لتصبح من أبرز مورّدي مكوّنات السيارات الكهربائية في العالم. كما شغل مناصب محورية منها رئاسة رابطة مصنعي مكوّنات السيارات في الهند، وكان عضواً فاعلاً في مجالس السياسات الصناعية.

لكن بعيداً عن المكاتب والمؤتمرات، كان كابور عاشقاً شغوفاً للبولو، ونجح في أن يكون وجهاً مألوفاً في ساحات البولو التي يرتادها الأمير ويليام والأمير هاري والملك تشارلز.

من بوليوود إلى بلاط البولو

الحياة الخاصة لكابور لم تقلّ إثارةً عن حياته المهنية. فقد كان متزوجاً من نجمة بوليوود كاريسما كابور، قبل أن تنتهي علاقتهما وسط خلافات علنية.

وبعدها تزوج من بريا ساشديف كابور، عارضة الأزياء السابقة وسيدة الأعمال، وأنجب منها طفلاً عام ٢٠١٨. وقد لازمته الأضواء دائماً، سواء في المناسبات الاجتماعية أو في مباريات البولو التي جمعته بكبار القوم.

وفي حين أن كابور اشتهر بعلاقاته الملكية، خصوصاً صداقته بالأمير ويليام، وتواجده الدائم في ساحات البولو النخبوية، فإن سيرته لم تخلُ من الجدل. فزوجته السابقة، كاريسما كابور، كانت قد تحدثت سابقاً عن علاقته المضطربة معها، مدعيةً أنه استغل شهرتها ليظهر في الإعلام، وتركها لرعاية طفلهما المريض بينما شارك في مباراة بولو مع الأمير ويليام.

صمت الميدان.. وصدى الوداع

نادي "غاردز" عبّر عن "الصدمة والحزن العميق"، مؤكداً أن كابور سقط على أرض الملعب خلال المباراة، وأن الحادث لم يكن ناتجاً عن اللعب، في حين طلبت رابطة البولو البريطانية احترام خصوصية عائلته، مشددة على دعمها الكامل لهم في هذه اللحظات العصيبة.

كما نعته جامعة "أشوكا" ومدرسة "دون" الرفيعة في الهند، مؤكدين أن كابور كان "رائداً، ومحباً للرياضة، ومؤمناً بإمكانية نشر البولو خارج نخبة القصور".