اقتصاد / صحيفة الخليج

96 %من روّاد الأعمال يحققون رئاسة مشاريعهم

تشير دراسة حديثة، أجرتها شركة «أودوبي»، إلى أن عدداً كبيراً من روّاد الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة، يشعرون بأنهم حققوا أهدافهم، التي دفعتهم لتأسيس أعمالهم الخاصة، ومن أبرز هذه الأهداف تحقيق توازن أفضل بين العمل والحياة الشخصية. ومع ذلك، فإن هذا التوازن المنشود لا يخلو من ثمن، إذ يُظهر التقرير أن معظم هؤلاء الروّاد يقضون وقتاً أطول في التفكير بأعمالهم، والعمل عليها، مقارنة بما كانوا يفعلونه عندما كانوا موظفين لدى الغير.

جاءت هذه النتائج في تقرير «أودوبي» لعام 2025 حول «توازن الحياة المهنية والشخصية لروّاد الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة»، والذي استند إلى آراء 386 من روّاد الأعمال الفرديين و632 من أصحاب المشاريع الصغيرة.

وأظهرت الردود أن الحرية المهنية، والاستقلالية في اتخاذ القرار، وتحديد جدول العمل الذاتي تُعدّ من أبرز الفوائد، التي يتمتّع بها أصحاب الأعمال، إلا أن الجانب السلبي يتمثل في تداخل العمل مع الحياة الشخصية بشكل مزعج أحياناً.

وصرّح نحو 60% من المشاركين بأن توازن حياتهم المهنية والشخصية، تحسّن منذ إطلاق أعمالهم، وهذا مؤشر إيجابي. لكن في المقابل، قال نحو 25% إنهم يعملون أكثر من 50 ساعة أسبوعياً، وهو رقم يتجاوز المعدّل الطبيعي لساعات العمل للموظفين بدوام كامل. كما أشار البعض إلى أنهم يواصلون العمل، حتى بعد الساعة العاشرة مساءً، في نحو ثمانية أيام شهرياً، ما يؤكد أن العمل بات يغزو أوقات الراحة.

ضغط نفسي مستمر

ليست ساعات العمل الطويلة وحدها التي تثقل كاهل روّاد الأعمال، بل إن الضغط النفسي المستمر والتفكير الدائم في تفاصيل العمل، يلعبان دوراً كبيراً في تقويض التوازن المطلوب، فقد أشار أكثر من 80% من المشاركين إلى أنهم فقدوا النوم ليلاً، بسبب الانشغال الذهني بمشاكل العمل، أو التفكير في التطوير والنمو أو القلق من الشؤون المالية.

كما قال ثلث المشاركين إنهم اضطروا لتفويت مناسبات أو لقاءات عائلية مهمة، بسبب متطلبات العمل، فيما أعرب قرابة نصفهم عن شعورهم بالذنب، لأن العمل يستحوذ على وقتهم مع الأسرة.

روّاد أعمال متحمسون

على الرغم من هذه التحديات والضغوط، لا يشعر معظم روّاد الأعمال بالندم على قرارهم بتأسيس مشاريعهم الخاصة، بل على العكس، فإن التجربة تمنحهم إحساساً بتحقيق الذات والسيطرة على المستقبل. فقد أظهر التقرير أن:

96% من المشاركين أطلقوا مشاريعهم بدافع الرغبة في تحديد جداول أعمالهم بأنفسهم. و83% أرادوا تجسيد رؤيتهم من خلال مشروع خاص. و79% سعوا للسيطرة على مستقبلهم المالي. و91% حلموا بابتكار منتجات أو خدمات جديدة. و79% تمنّوا السفر بشكل أكثر مرونة.

والمثير للاهتمام أن 96% من المشاركين قالوا إنهم حققوا حلمهم، بأن يصبحوا رؤساء أنفسهم. أما 4% الباقون، فلم يُفصَح عن الأسباب التي جعلتهم يشعرون بأنهم لم يحققوا هذا الهدف، رغم امتلاكهم لشركاتهم.

ذكاء اصطناعي يتصدر

يدرك روّاد الأعمال أن التحسّن الحقيقي في توازن حياتهم، يتطلب تغييرات فعلية. أظهر التقرير أن 45% من المشاركين يخططون لجعل تحسين توازن الحياة المهنية والشخصية من أولوياتهم، عام 2025.

ومن أبرز الأدوات التي يخططون لاستخدامها لتحقيق ذلك: الذكاء الاصطناعي. فقد أعرب نحو 40% عن نيتهم في اعتماد الذكاء الاصطناعي، لتقليل أعباء العمل الروتيني وتوفير الوقت.

أما من استخدم هذه التقنية بالفعل، فقد أشار إلى أنه استطاع توفير نحو 26 ساعة شهرياً، بفضل الأتمتة، التي توفرها هذه التطبيقات. وتشمل المهام التي يتم تسليمها للذكاء الاصطناعي: توليد الأفكار، وتحديد فرص المبيعات، وأتمتة المحاسبة، وإدخال البيانات، ومعالجة المستندات، والرد على استفسارات العملاء، وكذلك تحليل البيانات، وتخصيص الرسائل التسويقية.

وأكد التقرير أن 56% من روّاد الأعمال يستخدمون الذكاء الاصطناعي، ضمن سير العمل، مع ملاحظة أن روّاد الأعمال الفرديين يستخدمونه بنسبة 17% أكثر من أصحاب المشاريع الصغيرة، وبلغت نسبة الوقت الموفر أسبوعياً نحو 6 ساعات، أي ما يعادل 310 ساعات سنوياً.

إنسانية ريادة الأعمال

لا تقتصر تحديات روّاد الأعمال على الجوانب المهنية فحسب، بل تمتد لتشمل تأثيراً مباشراً على حياتهم الاجتماعية والعاطفية، فالكثير من المؤسسين يجدون أنفسهم عالقين بين شغفهم بمشاريعهم ورغبتهم في الحفاظ على علاقات صحية ومستقرة مع العائلة والأصدقاء. وأظهرت الدراسة أن بعض الروّاد يشعرون بالعزلة، خصوصاً أولئك الذين يعملون بمفردهم. هذه العزلة قد تؤثر في الصحة النفسية، وتزيد من الشعور بالإرهاق والاحتراق الوظيفي، خاصة عندما لا يكون هناك دعم كافٍ أو تواصل منتظم مع المجتمع المحيط. ويرى خبراء التنمية البشرية أن النجاح الحقيقي في ريادة الأعمال، لا يقاس فقط بالأرباح أو الاستقلال المالي، بل أيضاً بمدى قدرة الشخص على الحفاظ على علاقات متوازنة، وتخصيص وقت لنفسه وللأشخاص المقربين منه. وبدأت بعض المجتمعات الريادية بالفعل بتبنّي هذا المفهوم، من خلال تشجيع التواصل بين روّاد الأعمال، وتأسيس مجموعات دعم، وتنظيم فعاليات تتيح لهم تبادل الخبرات ومشاركة التحديات بعيداً عن العزلة.

تحديات قابلة للتحكم

على الرغم من الضغط النفسي، والساعات الطويلة، والتضحيات الاجتماعية التي قد تفرضها ريادة الأعمال، إلا أن غالبية من يخوضون هذا الطريق يجدون فيه مكافآت معنوية ومادية كبيرة. ومع استمرارهم في تطوير أساليب العمل، خصوصاً من خلال اعتماد أدوات الذكاء الاصطناعي وتحسين تنظيم الوقت، يبدو أن التوازن المنشود بين العمل والحياة لم يعد بعيد المنال، بل في متناول اليد لمن يعرف كيف يستثمر وقته وطاقته بحكمة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا