مضت أربعة أيام على الحرب الإيرانية الإسرائيلية، وأثار الدمار لحق بكل منهما، وسيتضاعف البلاء، ولن تستطيع أي دولة منهما حسم المعركة؛ لأن المستهدف لكل منهما صعب التحقيق، وخلال يومين اتضح لكل منهما الخسائر التي يمكن لها أن تزداد في حال استمرار الحرب، والأفضل أن تظل الدول الكبرى في حالة الحياد مع السعي إلى التهدئة ونزع فتيل الحرب، فحرب الدولتين سيوصلهما إلى قناعة أن الخسائر فادحة ومنهكة للطرفين، ساعتها سيبحثان عمن يتدخل لإنهاء تلك الخسائر. ومن البدء ظهرت النية في إيقاف ما هو حادث، أو المساندة، فمع أول إنهاك شعرت به إسرائيل طالبت أمريكا بالدخول معها في الحرب، إلا أن القيادة الأمريكية اختارت طريق المفاوضات من البدء، وهي باحثة عن السلم لكي يكون طريقاً سالكاً للمشاريع التجارية الضخمة، كما أن انقياد أمريكا والدول الغربية لمساندة إسرائيل يؤجج الوضع ويمكّن حلفاء إيران من التدخل، وهذا يؤدي إلى اتساع رقعة الحرب، واتساعها يدخل الجميع في مسائل حسابية لن يكون لها أي نتيجة حاسمة، ولأن النتائج مخيبة لكل الدول المشاركة في الحرب، فمن الفطنة الدخول إلى صالات المفاوضات بدلاً من الدخول إلى ميادين المعارك.. هذا هو الوضع المبسط جدّاً لأي نزاع دموي، وإذا كانت السيطرة نزعة سلطوية فمن الدهاء اختيار بديل يحل محل الحرب، وأعتقد ان الصين قد أبصرت الطريق، ومشت فيه، وهو طريق التجارة، وهو طريق يحتاج إلى العمل والإنتاج المثمر، وكما قيل: المال وطن وقوة أيضاً، فلتكن التجارة هي الميدان الحربي الحديث بدلاً من الأسلحة الفتاكة التي تنتج الدمار والخراب لكل الدول المتحاربة.أعلم أن هذا القول تبسيط مخل لما يحدث عالمياً، كما أني أعلم أن إسرائيل باحثة عن التوسع، وإيران تقابلها برغبة مساوية في دفع أي توسع على حساب الأرض والبشر. إيران وإسرائيل لكل منهما توجه أربك هذه المنطقة (المسكينة) .. وأعتقد أن طريق المنافسة التجارية خير سلاح، فهو سلاح يؤدي إلى الإنتاجية والرخاء.وهذه المنطقة تقاتل بالسلاح والموت منذ مئات السنوات، فلتكن فكرة التجارة هدنة لإلقاء السلاح الدموي واستبداله بسلاح التجارة.. ولأن هذا القول رقيق الفكر، وعديم الجدوى، دعوني أذّن في مالطا كما يحلو لي. أخبار ذات صلة