حصل الدكتور أحمد بن علي العيافي، على درجة الدكتوراه من قسم الصحافة والإعلام الجديد بكلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، عن أطروحته: “معالجة الصحف السعودية لقضايا السياحة في ضوء رؤية المملكة 2030: دراسة مزجية في إطار نظريتي الأجندة والتأطير”، بإشراف علمي من أستاذ الصحافة والإعلام الجديد المشارك الدكتور شجاع بن سلطان البقمي، ومناقشة علمية من الأمير الأستاذ الدكتور نايف بن ثنيان آل سعود، وعميد كلية الإعلام والاتصال الدكتور سعود بن عبدالله السهلي.

وقد تمثلت عينة الدراسة في الصحف السعودية، الآتية: الجزيرة، عكاظ، الوطن، سبق، المواطن، عاجل. خلال الفترة من 1/7/2023م وحتى 8/8/2024م، باستخدام البحث المزجي من خلال تصميمه (التتابعي التفسيري) عبر مرحلتين، المرحلة الأولى: تم فيها استخدام البحث الكمي من خلال أداة تحليل مضمون الصحف السعودية عينة الدراسة. فيما أعقبها في المرحلة الثانية: استخدام البحث النوعي من خلال أداة المقابلة المتعمقة مع القيادات الصحفية والقائمين بالاتصال السياحي في نفس الصحف عينة الدراسة. بالإضافة إلى استخدام المنهج المقارن، والذي تمثل في الاختبار الإحصائي لقيمة (z).

وتوصل “العيافي” في نهاية تحليل رسالته إلى استنباط وبناء نظرية مجذرة في الصحافة السياحية السعودية، تنطلق من أن الصحافة السعودية تمثل أداة فعالة لتعزيز الوعي المجتمعي المحلي بالقطاع السياحي، ودعم تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، من خلال تبني عدة استراتيجيات تشمل تنويع المحتوى السياحي، واستخدام الأدوات الصحفية المبتكرة، والتركيز على الحقائق والإحصائيات، بالإضافة إلى التغطية والمعالجة الصحفية الشاملة للقضايا السياحية التي تعكس التزام الصحافة بتقديم محتوى متكامل يدعم تحقيق التنمية المستدامة والاقتصاد الوطني والتنوع السياحي، وذلك نظراً لأن الصحف السعودية تعمل كوسيط بين القوى الفاعلة في القطاع السياحي والمجتمع المحلي، مما يعزز من الشفافية ويزيد من الوعي بجهود تطوير منظومة السياحة في المملكة.

دور الصحافة السعودية

إذ تميز دور الصحافة السعودية في تقديم مواد صحفية سياحية متنوعة تغطي مختلف الجوانب السياحية: كالمواقع الأثرية، والفعاليات السياحية، والمشاريع الكبرى للسياحة؛ وهذا التنوع يعكس التزام الصحافة السعودية بتقديم محتوى شامل يلبي احتياجات الجمهور، ويبرز أهمية القطاع السياحي، والاعتماد على أدوات صحفية حديثة، ومحتوى مرئي يعزز من تجربة الجمهور المتمثل في السائح. وهذا الدور المناط بالصحافة السعودية يجعل منها شريكاً إعلامياً في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030.

وقد أوصت الدراسة بضرورة تدريب الكوادر الصحفية المتخصصة لتطوير مهاراتهم البحثية والتحريرية الصحفية مما يسهم في إنتاج محتوى سياحي دقيق وجذاب، يتجاوز التغطية الإخبارية إلى المعالجة الصحفية التي تسلط الضوء على القضايا ذات الأولوية الوطنية.

كذلك أوصت الدراسة بإبراز قصص النجاح المحلية في قطاع السياحة التي تتحقق بسواعد الشباب السعودي لتحفيز الإلهام والثقة لديهم، من خلال الاتساق مع تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، ويعزز من الوعي المجتمعي بأهمية قطاع السياحة.

أيضاً أوصت الدراسة بتنظيم حملات صحفية لتثقيف الجمهور بأهمية الفرص السياحية، من خلال قياس الأطر الاجتماعية التي يتفاعل معها الجمهور. بالإضافة إلى الاستثمار في التقنيات الحديثة لإنتاج محتوى سياحي جذاب، من خلال تحسين استخدام العناصر البصرية كالصور والفيديوهات والإنفوجرافيك، لإنتاج محتوى مرئي ومسموع ومقروء.

واقترحت الدراسة إجراء دراسات صحفية لقياس مدى تأثير التغطية الصحفية للمناطق الإدارية بالمملكة الأقل حضوراً على مستوى اهتمام الصحف السعودية. بالإضافة إلى إجراء دراسات صحفية لقياس تأثير اتساق المعالجة الصحفية مع قطاع السياحة ومدى تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030.