في خضم التداعيات السياسية المتصاعدة في المنطقة، والتطورات العسكرية بين إيران وإسرائيل، وما أفرزته هذه الأزمة من توتر إقليمي اضطر بعض الدول إلى إغلاق مجالاتها الجوية، فضلاً عن الواقع الخطير الذي لا يحتمل المزيد من التصعيد، وجَّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وزارة الحج والعمرة بتسهيل جميع احتياجات «الحجاج الإيرانيين»، وتوفير كل الخدمات لهم، حتى تتهيأ الظروف لعودتهم إلى وطنهم وأهاليهم سالمين.شدّد البيان الصادر عن وزارة الحج والعمرة الذي جاء تنفيذاً لتوجيه خادم الحرمين على أن المملكة تضع خدمة الحجاج في مقدمة أولوياتها، ولن تسمح أن تؤثر الظروف السياسية في المنطقة على حق أي مسلم في أداء ركن الحج، ومؤكدًا أن جميع الترتيبات اللوجستية والتنظيمية الخاصة بالحجاج الإيرانيين تسير بانسيابية، بالتنسيق مع بعثة شؤون الحجاج التابعة للجمهورية الإسلامية الإيرانية.جاء الموقف السعودي -غير المستغرب- ليجسّد القيم التي تأسّست عليها هذه البلاد العظيمة ودور قياداتها التاريخي والإنساني كخُدّام للحرمين الشريفين وترسيخًا لصورتهما الرمزية لوحدة المسلمين، لا موضعًا للفرقة أو التمييز، كما بعثت هذه المبادرة برسالة طمأنينة إلى الشعوب الإسلامية وللعالم أجمع بأن المملكة ستظل دائمًا ملاذًا للسلام، وأن مكة أرض للعبادة الخالصة بمعزل عن التجاذبات والصراعات السياسية، وأن هذه الأرض ستبقى على الدوام محضنًا للإنسانية والسلام.ختامًا.. هذه المبادرة ليست مجرد توجيه تنظيمي، بل رسالة سامية تحمل في جوهرها مبادئ الإسلام الحقيقية، القائمة على التسامح، والوحدة، والكرامة الإنسانية، وتعكس بوضوح أن المملكة، قيادةً وشعبًا، تتعامل مع الحج على أنه فريضة جامعة لا تخضع لحسابات سياسية، بل تُدار بروح المسؤولية والعدل والمساواة والإنسانية. أخبار ذات صلة