التصعيد الإسرائيلى الإيرانى أخذ تحولًا دراماتيكيًا على كل المستويات، وذلك بإعلان صريح من الطرفين التخلي عن سياسات الاحتواء وضبط النفس والحروب القصيرة، وتبنى نهجًا أكثر جرأة يعتمد على استعراض القوة والمواجهة المباشرة، بل وصل أن هذا التحول لا يقتصر على المؤسسات الأمنية والعسكرية، بل يمتد إلى تفكير العديد من النخب والرأى العام الداخلى، ما يعنى الدفع نحو مستقبل غامض تتخلله المواجهة بدلاً من الاحتواء.
أما الحديث عن السيناريوهات، فما حدث من قبل هجوم إسرائيل أوقف قطار المفاوضات مع الولايات المتحدة، وذهب الجميع إلى التصعيد بالرد والرد على الرد، وبالتالي دخلت إسرائيل في مواجهة مباشرة بلا عودة، فيما وضعت إيران نفسها أمام عدة احتمالات كلها أسوأ من بعضها، حتى ولو استخدمت كل وأوراقها الفاعلة وأبرزها خطوة لإغلاق مضيق هرمز، لكن الخطور - حال قامت إيران بهذا - سيتحول العالم كله ضدها، وليس من المستبعد أن تتدخل قوى غربية، على رأسها الولايات المتحدة، حتى ولو بدرجات مختلفة، لتنفيذ إجراءات في غاية الخطورة.
أما سيناريو التهدئة، - فاعتقادى - مرهون بإدراك اسرائيل أن إيران قادرة على إلحاق الضرر بها، وأن البرنامج النووى الايرانى لايمكن تدميره بالكامل، وأن النظام الإيرانى لن ينهار بسهولة، وبالتالى التصعيد الايرانى قد يمتد لأهداف أخرى تضر بالمصالح الأمريكية بشكل عام وبالممرات الملاحية التجارية، لخلق أزمة اقتصادية يعانى منها الجميع.
إذن، فرصة التهدئة ترتبط بأحد نظريات التفاوض المسماه "مأزق الضرر المتبادل" مع عدم القدرة على تحقيق الأهداف بالكامل، وعدم القدرة على الخروج من هذه المعضلة إلا بمساعدة طرف ثالث.
أما الاتجاة نحو سيناريو التصعيد المتزايد، فسيؤدي – حتما - إلى دفع إيران لتغيير طبيعة تعاونها الدولي، عبر نقل التكنولوجيا أو تسريب التقنية النووية كوسيلة للانتقام، خصوصاً إلى حلفائها مثل حزب الله أو الحوثيين، أو حتى جهات غير دولية يصعب تتبعها، وبهذا يتحول الصراع من صراع دولة إلى صراع شبكي لا يمكن احتوائه،
نقول هذا، لأن المتتبع، يجد أن هجمات اليوم الرابع ركزت على البنى التحتية في كلا البلدين، وتوعدت إيران بتنفيذ ضربات صاروخية أشد تدميراً ضد أهداف حيوية في إسرائيل، وبالتالى، فإن ما يحدث يؤكد أن طرفى الصراع أجريا استعدادات سابقة كثيرة، فلكل منهما قائمة أهداف محسوبة، وعلى الرغم من أنهما يحاولان إخفاء حقيقة الأضرار، فما من شك في أنها كبيرة ومؤلمة، ربما لا تكون متناسبة، فضربات إسرائيل في إيران أكبر وأضخم وتُستخدم فيها أسلحة عديدة متطورة، لكن الموقف لا يخلو من مفاجآت إيرانية في المواقع التي تستهدفها.
إذن، من الصعب تصور تراجع إسرائيل وكذلك من الصعب أيضا تصور استسلام إيران، لأن أى خطوة سياسية الآن من جانب إيران، ستكون في جوهرها ومجملها، استسلام، ما يدفع إسرائيل إلى مواصلة تدمير كل القدرات الإيرانية، والعمل في الوقت نفسه على تصعيد قيادة سياسية قادرة على التفاهم أو الحوار، لكن حتى الآن، فإسرائيل كسبت ميدانيًا وحققت إنجازات وليست انتصارات، لكنها دخلت مرحلة استنزاف أمني واقتصادى.. فيما حققت إيران انتصارات رمزية، لكن خسرات العديد من قاداتها فضلا عن خسائر اقتصادية كبيرة واضرار على مستوى المنشآت النووية والصارويخة تحتاج وقت كبير وجهود كبيرة لتعويضها..
وأخيرا.. رغم إنجازات إسرائيل، لكن لا زال نتنياهو لا يملك تفويضاً بحرب مفتوحة طويلة، ويصعب أيضا على إيران خوض نزاع طويل يهزُّ ركائز هيبتها واقتصادِها ويكشف ضعفات نظامها، لكن المؤكد أن الرئيس الأمريكى هو ترامب المفاتيح الحل، ووحده يستطيع ترجيحَ كفة إسرائيل في المعارك، ووحده يستطيع استدعاء نتنياهو إلى طاولة التفاوض.. إذن مستقبل التصعيد مرهون بقرار ترامب
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.