شهدت دولة الإمارات زيادة ملحوظة في عدد أصحاب الثروات المرتفعة، خلال عام 2024، حيث زاد عدد الأفراد الذين يمتلكون مليون دولار فأكثر بنسبة 5.8%، مقارنة بالعام السابق، ما يعادل نحو 13 ألف مليونير جديد، خلال عام واحد فقط، وذلك وفقاً لتقرير «الثروة العالمية 2025» الصادر عن مجموعة «يو بي إس» السويسرية. وبهذا الإنجاز، جاءت الإمارات في المرتبة الثانية عالمياً من حيث نسبة الزيادة في عدد المليونيرات، بعد تركيا التي سجلت نمواً بنسبة 8.4%. وتأتي هذه الزيادة في سياق نمو عام في الثروات العالمية، إلا أن التوزيع الجغرافي لهذا النمو كان غير متساوٍ. وأشار التقرير إلى أن إجمالي عدد أصحاب الملايين في الإمارات بلغ نحو 240 ألف مليونير، بنهاية عام 2024، لتحتل بذلك المرتبة الثانية إقليمياً بعد السعودية، التي سجلت قرابة 339 ألف مليونير. وعلى مستوى توزيع الثروات، يشير التقرير إلى أن 62% من إجمالي الثروات في الإمارات مخصصة للأصول المالية مثل الأسهم والصناديق، في حين تمثل العقارات والأراضي نحو 48% من الثروة غير المالية. أما الديون، فتبقى عند مستوى منخفض نسبياً يبلغ 9% فقط. وقال نيلز زيلكنز، رئيس إدارة الثروات في الشرق الأوسط لدى «يو بي إس»: «لا تشهد السعودية والإمارات نمواً في أعداد أصحاب الملايين فحسب، بل أيضاً مكاسب ملحوظة في الثروة المتوسطة، خاصة في الإمارات حيث ارتفعت بنسبة تفوق 23%، منذ عام 2020». وأضاف أن كلا البلدين يستعد لمرحلة انتقالية كبيرة في الثروات بين الأجيال، إذ يُتوقع أن يُعاد توزيع نحو 122 مليار دولار في السنوات المقبلة، ضمن ما يسمى «التحول الجيلي للثروة». ووفقاً للتقرير، شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ككل نمواً إيجابياً في الثروة، لكنها جاءت في آخر قائمة المناطق التي حققت نمواً، مقارنة بمناطق أخرى مثل أمريكا الشمالية وأوروبا الشرقية، التي شهدت نمواً بنسبة تجاوزت 11% و12% على التوالي. وبلغ إجمالي عدد أصحاب الملايين عالمياً 60 مليون شخص يمتلكون مجتمعين نحو 226.47 تريليون دولار، فيما بلغت الزيادة الإجمالية في عدد المليونيرات في العالم، خلال عام 2024 نسبة 1.2%، أي أكثر من 684 ألف شخص. وفيما يتعلق بتوزيع الثروة على المستوى العالمي، أشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة والصين تستحوذان معاً على أكثر من نصف الثروات الشخصية في العالم، من بين 56 سوقاً تمثل أكثر من 92% من الثروة العالمية. وألقى التقرير الضوء أيضاً على التحوّل الجيلي في الثروة، حيث يُتوقع أن يتم نقل ما يفوق 83 تريليون دولار عالمياً، خلال الـ20 إلى 25 سنة المقبلة. وفي منطقة الخليج، تُقدّر عمليات نقل الثروة المتوقعة في السعودية بـ103 مليارات دولار، وفي الإمارات بـ19 مليار دولار، وهو ما يعادل على التوالي 4.6% و1.4% من إجمالي الثروة الخاصة في كل بلد.