أكد عدد من المختصين في مراكز تبرعات الدم، لـ«عكاظ»، أن التبرع بالدم من أعظم الأعمال الإنسانية، التي تمتزج فيها الدماء بين الأجساد لتبث الحياة، وكشف مشرف المختبرات بمستشفى الملك عبدالعزيز بجدة ياسر المولد، أن التبرع بالدم إجراء طبي تطوعي يتم بنقل الدم أو أحد مركباته من شخص سليم معافى إلى شخص مريض يحتاج للدم ما يسهم في إنقاذ حياة الآخرين، مشيراً إلى أنه يتم جمع 450-500 مل تقريباً من دم المتبرع أثناء عملية التبرع. وأوضح أن أنواع التبرع بالدم تشمل جميع مكوناته، الخلايا الحمراء والبلازما والصفائح الدموية، وأهمية التبرع بالدم تأتي عند حدوث مضاعفات للسيدات الحوامل، مثل حالات النزف قبل الولادة أو خلالها أو بعدها، وكذلك المرضى أثناء العمليات الجراحية مثل عمليات القلب، الأوعية الدموية، جراحة زراعة الأعضاء وغيرها، وللمصابين بأمراض الدم، وفي الحوادث، ومرضى السرطان. ولفت مشرف المختبرات بمستشفى الملك عبدالعزيز بجدة المولد، إلى أن من شروط التبرع بالدم، أن يكون المتبرع بصحة جيدة ولا يعاني من أي أمراض معدية، وأن يتراوح عمر المتبرع من 18-65 سنة، وأن لا يقل وزنه عن 50 كجم، وأن تكون نسبة الهيموجلوبين للرجال من 14-17 جم، وللنساء من 12-14 جم، وأن يكون النبض بين 50-100 في الدقيقة، ولا تزيد درجة الحرارة على 37 درجة مئوية، وأن يكون معدل ضغط الدم أقل من 120/80 ملم زئبق.ولأهمية التبرع بالدم والتحفيز للتبرع به، صدرت توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بمنح ميداليات استحقاق للمواطنين والمواطنات والمقيمين، لقاء تبرع كل منهم بدمه عشر مرات، كما يحرص أمراء المناطق على حملة التبرع بالدم، مؤكدين أهمية التبرع لما فيه من أسباب صحية مفيدة للإنسان، مشيرين، إلى أن التبرع يسهم في إنقاذ حياة مريض أو جريح، ويعود بالمنفعة للمتبرع ويساعد في الوقاية من الأمراض، إضافة إلى كسب الأجر والثواب.ونشرت وزارة الصحة عبر موقعها الرسمي حقائق حول مساعدة عملية نقل الدم في إنقاذ ملايين الأرواح سنوياً، والدعم لإجراء العمليات الطبية والجراحية المعقدة، إلى جانب أن هذه العملية تؤدي دوراً أساسياً في إنقاذ أرواح الأمهات والأطفال في إطار رعايتهم، مشيرة إلى أن نحو 12700 مركز تبرُّع بالدم في 170 دولة، أبلغت عن جمع 100 مليون تبرّع.مع كل قطرة دم قصة حياة تُولد من جديد، ونبض يعود، وأمل يُستعاد، في الرابع عشر من يونيو من كل عام، تحتفي الإنسانية بيوم التبرع بالدم، احتفاءً بأولئك الذين يمدّون أيديهم بسخاء، فيهبون من دمائهم ما يعيد الحياة لأشخاص تداركهم المرض، ليرتفع النداء في هذا اليوم بـ«تبرّع بقطرة دم لتهدي الحياة».انطلقت المبادرة العالمية منذ 2005م، بقرار من جمعية الصحة العالمية، في دعوة مفتوحة لبث روح العطاء وترسيخ ثقافة التبرع الطوعي من أجل تأمين دم آمن وكافٍ لكل محتاج في أي زمان وظرف.وتتبوأ المملكة العربية السعودية، مكانةً متقدمة عالمياً وعربياً في التبرع الطوعي بالدم، بفضل ما توليه القيادة الرشيدة من دعم سخي للقطاع الصحي، وجهود وزارة الصحة التي جعلت من التبرع بالدم ثقافة مجتمعية متجذرة تنتشر عبر المراكز والحملات في أرجاء الوطن.وحلَّ السعوديون في المركز الأول عالمياً من بين 28 دولة، في الإقبال على التبرع بالدم بنسبة 58%، في دراسة أجرتها مؤسسة «أبسوس آند موري» البريطانية.هل أنت مؤهل للتبرع؟لماذا الاحتفال باليوم؟فني المختبرات بمركز صحي الفضيلة التابع لمستشفى الملك عبدالعزيز محمد سليم الجيزاني، قال: إن التبرع بالدم عمل إنساني نبيل يساعد على إنقاذ حياة من يحتاج إليه، وبادرة إنسانية رائعة، تدل على البذل والعطاء، إلا أنه قد يكون خطراً على المتبرع والمتبرع له، لذلك لا بد من معرفة فوائد وأضرار وشروط التبرع، إذ يعد التبرع واجباً وطنياً يجب التوعية بضرورته لإنقاذ حياة المرضى، لذا تحتفل السعودية في الرابع عشر من يونيو من كل عام، باليوم العالمي للتبرع بالدم، موضحاً، أن الدم يعد ضرورياً لحياة الإنسان لاحتوائه على مكونات تنقل الأكسجين في جميع أنحاء الجسم ومحاربة العدوى، ويعتمد العديد من المرضى على عمليات نقل الدم لعدد من الحالات الطبية، ويمتلك الجسم السليم آلية لتجديد إنتاج المزيد من الدم خلال فترة ما بين 4 إلى 6 أسابيع، لذلك، فإن التبرع بنصف لتر يعدّ كمية صغيرة من إجمالي إمداد الجسم بالدم.وعن الأعراض الصحية بعد التبرع، قال فني المختبرات بمركز صحي الفضيلة التابع لمستشفى الملك عبدالعزيز الجيزاني: إن التبرع بالدم لا يشكّل أية أعراض مؤلمة، ما عدا الإحساس بوخز إبرة سحب الدم، إضافة للشعور بالدوار أو الضعف لدى بعض الأشخاص؛ لهذا السبب، ينصح المتبرع بالجلوس وأخذ قسط من الراحة لعدة دقائق قبل مغادرة مركز التبرع بالدم، كما ينصح أيضاً بتناول وجبة خفيفة وشرب الماء أو العصير مباشرةً بعد التبرع بالدم.وزنك أقل.. لا تتبرعمن جانبه، يرى أخصائي المختبرات بمركز صحي الأمير عبدالمجيد حسين الشيخي، أن التبرع بالدم له فوائد صحية للمتبرع أيضاً، مثل تنشيط الدورة الدموية والمساعدة على تجديد خلايا الدم، كما أنه يعزز الشعور بالمسؤولية الاجتماعية والانتماء إلى المجتمع، موضحاً بأن هناك شروطاً بسيطة يجب أن تتوافر في المتبرع، مثل التمتع بصحة جيدة، وأن يزيد وزنه أكثر من 50 كيلوجراماً. كما يُنصح بالتبرع بشكل منتظم كل بضعة أشهر، بحسب إرشادات الجهات الصحية، مختتماً أن التبرع بالدم هدية حياة لا تقدر بثمن، وعمل بسيط يمكن أن ينقذ أرواحاً كثيرة، لذا يجب علينا جميعاً نشر الوعي وتشجيع الآخرين على هذه المبادرة النبيلة.فصائل نادرةأخصائي المختبرات الدكتور ياسر بابكر، قال إن فوائد التبرع بالدم تتمثل في إنقاذ الأرواح، ودعم المرضى ذوي الفصائل النادرة، وتحسين صحة المتبرع، وهو عمل إنساني نبيل، موضحاً بأن فصائل الدم تنقسم إلى مجموعات رئيسية وبعض هذه الفصائل نادرة، ما يجعل التبرع أمراً حيوياً لا يقدّر بثمن، خصوصاً عند الحاجة إلى أنواع معينة من الفصائل لإنقاذ الأرواح. ويتم تصنيف فصائل الدم وفقاً لنظامين رئيسيين: نظام (A. B. AB. O)، العامل الريسوس (Rh)، هذا العامل يحدد إذا ما كانت الفصيلة موجبة أو سالبة، وهناك بعض الفصائل النادرة التي تقل نسبة وجودها في السكان، من أبرزها، AB، وتوجد في أقل من 1% من الناس، وتعتبر-A و-B نادرة نسبياً، و-O رغم أنها نادرة نسبياً لكنها تعتبر متبرعاً عالمياً لجميع أنواع الفصائل. وهناك بعض الحالات النادرة للغاية مثل فصيلة Bombay أو أشخاص يفتقدون بعض المستضدات النادرة، وفي هذه الحالة تحتاج إلى متبرعين من نفس الفصيلة النادرة. ويضيف أخصائي المختبرات بابكر: تمثل فصائل الدم النادرة تحدياً طبياً حقيقياً عند الحاجة لنقل الدم، ويعتبر التبرع أحد أهم الأعمال الإنسانية التي تساهم في إنقاذ الأرواح، ويمكن أن يكون الأمل الأخير لشخص في أمسّ الحاجة.أنتم صنّاع الأملالأخصائية الاجتماعية نورة السفياني تقول: إن التبرع بالدم يُعد من أسمى صور العطاء الإنساني، فهو لا يُنقذ الأرواح فحسب، بل يُجسّد روح التعاون والتكافل في المجتمع، والمتبرعون يمثلون قوة دعم حقيقية، وتُسهم تضحياتهم في بناء مجتمع صحي متماسك، وينتقل الأثر من الفرد إلى الجماعة، ومن المريض إلى أسرته ومحيطه. فالتبرع المنتظم يضمن وفرة المخزون الإستراتيجي للدم، ويمنح الأمان الصحي للمجتمع بأسره، وتضيف: «الشكر والعرفان لكل من بادر بالتبرع بدمه، فأنتم صناع الأمل، وشركاء الحياة. وندعو الجميع إلى المبادرة بهذا العمل الإنساني، فالمجتمع القوي هو من يقف أفراده إلى جانب بعضهم في وقت الحاجة».100 مليون متبرع أخبار ذات صلة