كتب: محمد الأحمدى - تصوير ماهر إسكندرالجمعة، 20 يونيو 2025 12:00 م بمجرد أن تطأ قدماك دير مارجرجس البطريركي للروم الأرثوذكس في مصر القديمة، تدرك أنك أمام صرح تاريخي وروحي يجمع بين عراقة الماضي وبساطة الإيمان العميق. هذا الدير، الذي يُعد درة ثمينة وبناءً شامخًا، ليس مجرد معلم أثري، بل هو مركز حيوي يجذب وفودًا كنسية متنوعة وزوارًا مسلمين على حد سواء، جميعهم يأتون لطلب حاجاتهم الخاصة من القديس مارجرجس، في مشهد يعكس أسمى معاني العيش المشترك. يشهد الدير على قوة الإيمان والبركات المنسوبة للقديس مارجرجس من خلال مئات اللوحات المنتشرة في أرجاء الدير، والتي تحمل عبارات الشكر والامتنان. فبينما تقرأ "شكرًا للسيد المسيح والقديس مارجرجس الروماني على معجزة شفاء والدتي من عدة أمراض خطيرة"، تجد أيضًا عبارات مؤثرة أخرى مثل "شكرًا مارجرجس على نجاح ابنك جون في الشهادة الإعدادية"، و"شكرًا مارجرجس لأنك ثبت بنتك في الشغل"، و"شكرًا يا مارجرجس على النجاح في الثانوية العامة مريم ملاك"، و"شكرًا مارجرجس على كلية الطب أنطون نبيل أمين". هذه اللوحات ليست مجرد كلمات، بل هي قصص حية تروي معجزات تُنسج يوميًا بفضل شفاعة القديس. الدير ليس فقط مكانًا للعبادة والتبرك، بل هو متحف حي يضم كنوزًا أثرية لا تقدر بثمن. ففيه مجموعة من أيقونات قديسين تعود للقرون الـ11 إلى الـ15، وسبع كنائس صغيرة تمثل أيام الأسبوع. كما يحتضن برجين رومانيين كان يمر خلالهما نهر النيل، ويُعتقد أنهما يحويان أقدم مقياس لنهر النيل أسفل برج الكنيسة، في دلالة على أهمية الموقع عبر العصور. يحتوي الدير أيضًا على آثار تعود لعصور وأزمنة مختلفة، بالإضافة إلى أيقونة نادرة للسيدة العذراء سميت بـ "عذراء القاهرة". وتزيد من عراقة المكان وجود توابيت لقديسين وبطاركة الإسكندرية مصنوعة من الجرانيت المصري، مما يضفي على الدير هالة من الوقار والقداسة. داخل الكنيسة الرئيسية، يُلفت الانتباه منبران؛ أحدهما لتلاوة الإنجيل باللغة اليونانية، لغة الإنجيل المقدس الأصلية، والآخر بالعربية، في تعبير عن التنوع اللغوي والثقافي للمصلين والزوار. وفقًا لتصريحات الأرشمندريت الدكتور ذمسكينوس الأزرعي، رئيس الدير والأمين العام السابق لمجلس كنائس مصر، لـ "اليوم السابع"، يُعد دير مارجرجس البطريركي للروم الأرثوذكس في مصر القديمة واحدًا من أقدم وأعرق الأديرة في أرض الكنانة، ومثالًا مشرفًا للعيش المشترك. وأوضح الأزرعي أن الدير يقع في منطقة "بابليون مصر"، التي كانت مركزًا هامًا في العصرين الروماني والبيزنطي. وتزداد القيمة الروحية للموقع بمرور وإقامة العائلة المقدسة فيه بعد قدومها إلى مصر، مؤكدًا أن كل مكان مر به السيد المسيح يعتبر موقعًا مقدسًا، مما يجعل أرض مصر "أرضًا مقدسة" بحد ذاتها. وأضاف الأزرعي أن هناك أكثر من 25 محطة في مصر لمسار العائلة المقدسة، وأن التاريخ والتقليد المسيحي يؤكدان أن العائلة المقدسة تركت أثرًا مميزًا ومقدسًا في "بابليون" إضاءة الشموع بالدير أيفونة رحلة العائلة المقدسة أيقونات البطاركة والقديسيين أيقونات القديسيين أيقونات دير مارجرجس جانب من إضاءة الشموع جانب من أيقونات القديسيين دير مارجرجس البطريركى مدخل دير مارجرس البطريركى