منوعات / صحيفة الخليج

جداريات أسوان.. وجوه بسطاء تلوّن الشوارع

القاهرة: «الخليج»

تستقبل مدينة أسوان المصرية زوارها على مدار العام بتلك الرسوم المبهجة التي حولت العديد من الشوارع والأبنية في المدينة إلى ما يشبه صالة فنية مفتوحة تروي عبر ملامح أهل الجنوب، قصة تلك الحضارة العظيمة التي قامت على ضفتي النيل، منذ فجر التاريخ.
تنتشر عشرات من البورتريهات لأشخاص بسطاء على العديد من الأبنية وأسوار المنشآت الأهلية والرسمية على حد سواء في أسوان، تتويجاً لمبادرة فنية أطلقتها في عام 2009 الفنانة التشكيلية مها جميل، وهي واحدة من بنات أسوان وخريجة كلية الفنون الجميلة، قبل أن ينضم اليها لاحقاً زوجها علي عبد الفتاح وفنانون شباب، ليشرعوا بجهد خاص في تلوين شوارع المدينة التاريخية، بتلك الوجوه النابضة بالحياة والحب.
بدأت مها جميل مشروعها الملهم لتزيين شوارع المدينة المعروفة بـ«أميرة في » في عام 2009، وكانت لا تزال تدرس في كلية الفنون الجميلة الى جانب زميلها علي عبد الفتاح. وتروي قصة البداية قائلة: عرضنا الفكرة على محافظة أسوان فلاقت استحساناً كبيراً، فبدأنا أول عمل لنا على كورنيش النيل، وحظي بإعجاب الأهالي والسائحين على حد سواء، وهو ما دفعنا إلى تدشين المبادرة فعلياً عام 2011 بمشاركة عدد من الفنانين الشباب من أبناء المدينة.
على مدار أكثر من عشر سنوات، رفعت مها جميل شعار «الفن من الناس إلى الناس»، وهو ما يبدو واضحاً في العديد من الجداريات التي نفذتها، وتبرز من خلالها ملامح بسطاء من أهالي المدينة بأسلوب فني يعكس روح أسوان، وتاريخها الحافل بثقافات متنوّعة. وتقول مها جميل: «تعمدنا طوال تلك السنوات أن نرسم من نراهم في حياتنا اليومية، لأننا نؤمن بأن كل فرد في تلك المدينة الطيبة يستحق أن يكون بطلاً للوحة فنية».
تستهدف مها جميل من تجربتها الفنية الرائدة أن يتحول الشارع الى مرآة حقيقية للناس، وتعزيز حركة السياحة في المدينة التاريخية، التي تستقبل في موسم الشتاء من كل عام، عشرات من الوفود السياحية من مختلف دول العالم. وتقول عن ذلك: «نؤمن أنا وزوجي بأن الفن يجب ألا ينحصر في جدار ملون، وإنما يجب أن يحافظ على وظيفته الأساسية باعتباره وسيلة لتغيير الوعي، عبر ابتكار أسلوب بصري حديث، يدمج بين العراقة والحداثة.
امتدت أنامل مها جميل خلال السنوات الأخيرة، لتزين واحدة من أشهر القرى في أسوان، وهي قرية غرب سهيل التي تتميز بكونها مجتمعاً نوبياً خالصاً، فشرعت في تزيين البيوت بعشرات من الرسوم التي تجسد ملامح الوجوه النوبية الطبية. وتقول عن ذلك: كانت تجربة فريدة، لأن الناس في غرب سهيل عفويون وبسطاء جداً، ووجوههم معبّرة حتى دون أن يتكلموا».
في العام الماضي، فازت مها جميل بجائزة الدولة التشجيعية، بسبب مبادرتها الملهمة التي أدرجت ضمن مشروع الهوية البصرية لأسوان، ولعبت الجائزة دوراً كبيراً في إشعال همة الفنانة الشابة وزوجها، فراحا يبحثان عن أحياء جديدة، ومساحات أكبر في أسوان، لتزيينها بجداريات فائقة الجمال، تدعو في مجملها، حسبما تقول، إلى التفاؤل والأمل.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا