منوعات / صحيفة الخليج

مجموعات زملاء العمل.. دوام شاق على «واتس آب»

تحقيق: مها عادل
مجموعات التواصل الاجتماعي المتعلقة بالعمل ظاهرة موجودة في كل مكان، يجدها الكثيرون وسيلة شبه رسمية لا تتطلب التعقيدات التي تستغرقها مراسلات البريد الإلكتروني الرسمية وتؤدي للتواصل بسرعة وسهولة بين زملاء العمل ورؤسائهم، فتحقق الكثير من الكفاءة في تبادل الأفكار والمعلومات وتكون أحياناً بديلاً عن اجتماعات العمل الطويلة التي يعتبرها البعض معطلة.
ورغم هذه المميزات، فإن البعض قد يرى لهذه المجموعات وجوهاً سلبية أو يجد أن بعض الزملاء يسيئون استخدامها بشكل يزعج الآخرين ويقلل من فاعليتها.
يقول حسام محمود، مهندس، عن رؤيته لفاعلية هذه المجموعات: «جروبات» التواصل الاجتماعي عبر الهاتف مثل «واتس آب» وغيره أصبحت منتشرة في كل أماكن العمل، خاصة بعد تجربة «كوفيد 19» التي أدخلت مفهوم العمل من المنزل إلى حياة الكثير من الموظفين والعاملين في مجالات مختلفة من الأنشطة الاقتصادية والخدمية. ويؤيد حسام محمود هذه المجموعات بشدة، مبرراّ ذك بالقول: أنا مهندس معماري أعمل في موقع إنشاءات والعمل يستمر عبر ورديات طوال اليوم، ولذلك يكون من المفيد جداً أن نتواصل مع أفراد المناوبات السابقة أو اللاحقة لسؤالهم عن بعض التفاصيل أو لتمرير بعض المعلومات لهم. في الماضي، كنا نستخدم المكالمات أو الرسائل النصية، لتحقيق هذا التواصل ولكن «الجروب» الخاص على «واتس آب» يتيح لنا إمكانيات أكبر بكثير من المكالمات أو البريد الإلكتروني، يمكن أن تكون الرسالة التي نرسلها مزيجاً من تسجيل صوتي وصور ونصوص أو كلمات مختصرة أو شكل معبر عن استحسان فكرة ما أو تساؤل حول معلومة.
ويتابع: وكلما توسعنا في العمل، نجد أنفسنا نحتاج إلى المزيد من «الجروبات»، فأنا عضو في أكثر من 7 مجموعات تختص كلها بمشروع أعمل به، فهناك واحدة تضم المهندسين فقط وأخرى تجمع المهندسين بالعمال الذين يعملون في وردية واحدة، وثالثة للطرفين من العاملين في أوقات مختلفة، ومجموعة تضيف الموظفين الإداريين وواحدة للرؤساء التنفيذيين أيضاً، وأشعر أحياناً أن التركيز في التفرقة بين هذه المجموعات وما يجب أن يقال في كل مجموعة يستهلك مني بعض الجهد، ولكن هذا لا يقلل من تأييدي لها.


مرفت الشريف، موظفة، تقول: النواحي الإيجابية لاستخدام مجموعات التواصل الاجتماعي بالعمل تتساوى أحياناً مع تأثيراتها السلبية في الموظفين، فمن ناحية، تقدم فرصة لتمرير المعلومات والأفكار وأحياناً طلب استشارات طارئة من الزملاء، وتقدم فرصة جيدة لتعزيز العلاقات الإنسانية بين الزملاء فنهنئ بعضنا بالمناسبات المختلفة ونقدم المواساة في حال المرض والأزمات، ولكن التأثيرات السلبية تتمثل في تقليل الشعور بالخصوصية وتحويل مناقشات العمل إلى أمور عامة يطلع عليها جميع الزملاء والرؤساء، والأسوأ في رأيي هو أن الوصول للموظف يكون متاحاً على مدار اليوم.
وتضيف: من غير المعقول أن أجد رسائل وتعليمات ومعلومات ترسل لي بعد مواعيد العمل أو في نهاية اليوم ومديري يلومني على أنني لم أتلقها أو أرد عليها في حينه، ولكنني تفاديت هذا الضرر بإغلاق العمل بعد ساعات الدوام حتى أستطيع التركيز مع بيتي وأسرتي.
وترى مرفت الشريف أن هذه المجموعات يجب أن تتضمن قواعد صارمة تتعلق بمواعيد التواصل فيها، بحيث يمكن تلقي الرسائل لساعة أو ساعتين مثلاً بعد انتهاء الدوام وفي ساعات محددة خلال العطلات والإجازات ولكن بعد ذلك يجب أن يتاح للموظف أن يغلق هاتفه ويتفرغ لشؤونه الخاصة.
وتضحك سعيد، معلمة بإحدى المدارس الخاصة، وهي تتذكر موقفاً حدث لها قبل سنوات قبل أن تأتي للعمل في ، وتقول: كنت حديثة التخرج عندما عملت في مدرسة بعقد مؤقت، وكان أهم واجباتي أن أحل محل المدرسين والمدرسات الذين يضطرون للغياب أو عدم الحضور في الحصص المقررة. وهكذا وجدت أن أفضل طريقة لتنظيم العمل أن أنشئ مجموعة على «واتس آب» أضفت إليها كل المدرسين ومدير المدرسة، لم يكن هذا الأمر منتشراً وقتها ولكننا وجدنا فوائد كبيرة لهذه الطريقة وكان التواصل بين الجميع يتم بيسر وبساطة.
تضيف: كثير منا كانوا يستخدمون الحروف الإنجليزية في كتابة كلمات على الطريقة التي يسمونها «العربيزي» أو «الفرانكوأراب»، وفي أحد الأيام احتاج ناظر المدرسة للتواصل معنا فأضفته إلى المجموعة، وانتهى اليوم وعدنا للتواصل بطريقتنا ولكننا وجدنا ناظر المدرسة (وكان أستاذاً في اللغة العربية) يعلق على مشاركات كتبها أحد الزملاء بطريقة «العربيزي» ويعنفه على هذا، ويعيد صياغة كل ما نكتبه من كلمات بهدف تصحيح لغتنا العربية، وهكذا تحول الأمر إلى عقاب وزاد صعوبة التواصل عبر المجموعة لأننا أصبحنا نتحدث فيها بالفصحى وكتابة أي تعليق كان يستغرق وقتاً للكتابة والمراجعة والتأكد، وأي خطأ كان يعرضنا للإحراج على الملأ، فأنشأنا مجموعة خفية بعيداً عن أعين الناظر وقل استخدامنا للأولى.
محمود زكي، موظف بشركة تأمين، يقول: مجموعات العمل المخصصة للتواصل بين الموظفين والقيادات فقدت جدواها لتراجع العمل عن بُعد بعد انتهاء الجائحة، وأصبحت تهدر الوقت وترهق الموظفين وتفتقد الدقة والتنظيم، خاصة في الأعمال التي تتطلب الدقة أو تكون لها اعتبارات قانونية تتعلق بالسرية مثل أعمال البنوك أو المؤسسات المالية.
ويضيف: لي تجربة مزعجة في إحدى الشركات التي عملت بها، إذ كانت مجموعة «واتس أب» تستخدم باستمرار لإرسال رسائل تبريكات وتعازٍ
لا تمت للعمل بصلة ولكنها تسبب إزعاجاً. وكنت أجد بعض الزملاء يعاتبونني لأنني لا أشترك في هذه الرسائل التي تتضخم باستمرار حتى يضيع الهدف الأساسي من إنشاء المجموعة، لذلك أخبرت الزملاء بأنني أوقفت حسابي في التطبيق الإلكتروني وأن من يريد التواصل معي في شؤون العمل يمكنه أن يفعل ذلك عبر البريد الإلكتروني الخاص بالشركة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا