تحل، اليوم السبت، الذكرى الرابعة والعشرين على رحيل سندريلا الشاشة العربية الفنانة المتألقة سعاد حسنى، التى تركت بصمة لا تُمحى فى قلوب جمهورها وعشاق فنها، سعاد حسنى لم تكن مجرد ممثلة عابرة؛ بل أيقونة فنية استطاعت أن تمثل بصدق هموم وأحلام ومشاكل مختلف شرائح المجتمع المصرى وطبقاته، بدءًا من الأرستقراطية وحتى الفلاحة، ومن العاملة البسيطة إلى الطالبة الجامعية والمرأة المتزوجة، جسدت ببراعة قصصهن، وخلّدت أوجاعهن وأفراحهن في أعمالها التي تجاوزت حدود الزمان والمكان. ولدت سعاد حسني في حي بولاق بالقاهرة يوم 26 يناير 1943، في كنف أسرة فنية من أصول سورية، كان والدها محمد حسني البابا خطاطًا شهيرًا، ورثت منه الفن والإبداع، بينما كان جدها حسني البابا مطربًا معروفًا، وشقيقه الممثل الكوميدي أنور البابا من أبرز فناني جيله. في عالم السينما، بدأت رحلتها بفيلمها الأول "حسن ونعيمة" عام 1959، حيث أسرت القلوب بدور نعيمة، وأكملت مشوارها الفني بتقديم 91 فيلمًا سينمائيًا، من بينهم أعمال خارج مصر، إلى جانب المسلسل الأيقوني "هو وهي" الذي جمعها بالفنان أحمد زكي. وكان آخر أفلامها "الراعي والنساء" عام 1991، لتكون نهاية مشوار سينمائي امتد لأكثر من ثلاثة عقود. تميزت سعاد حسني بموهبة استثنائية جعلتها تتنقل بين الكوميديا والتراجيديا والأدوار المعقدة بسلاسة وتلقائية، كما أبدعت كفنانة استعراضية بصوتها العذب الذي خلّد أغاني مثل "بانو بانو" و"خلي بالك من زوزو"، التي ما زالت تتردد في أذهاننا حتى اليوم. سعاد حسني لم تكن مجرد فنانة، بل كانت رمزًا يعبر عن قوة المرأة وحضورها في الفن العربي، وفي مثل هذا اليوم عام 2001، رحلت عن عالمنا تاركة خلفها إرثًا فنيًا خالدًا سيظل شاهدًا على عبقريتها وبراعتها لسنوات قادمة.