تم النشر في: 21 يونيو 2025, 8:22 صباحاً يمر مدار السرطان، أحد أبرز الدوائر العرضية على سطح الأرض، داخل أراضي المملكة العربية السعودية لمسافة تقارب 1380 كيلومتراً، مما يجعل المملكة في المرتبة الرابعة عالمياً من حيث طول امتداد هذا المدار بعد الهند والصين والجزائر، وفق ما أوضحه أستاذ المناخ الدكتور عبدالله المسند. ويمثل مدار السرطان أقصى نقطة شمالية تتعامد عليها أشعة الشمس بشكل مباشر مرة واحدة في العام، وتحديداً في الحادي والعشرين من يونيو، وهي الظاهرة التي تُعرف بالانقلاب الصيفي. ويُعد هذا الخط العرضي، الواقع عند دائرة 23.4 درجة شمالاً، من الركائز الأساسية لفهم المناخ والفلك والوقت والجغرافيا، إلى جانب خط الاستواء، ومدار الجدي، والدائرتين القطبيتين الشمالية والجنوبية. ويمر مدار السرطان بعدد من المواقع البارزة داخل المملكة، منها شمال يبرين، وبلدات الحلوة وحوطة بني تميم، إضافة إلى جنوب الحريق ونعام، ومناطق في جنوب الرين وحلبان والخاصرة، كما يعبر جنوب مهد الذهب وشمال السويرقية، وأيضاً جنوب اليتمة ومناطق بدر والرايس. وأشار الدكتور المسند إلى أن العديد من الدول التي يعبرها هذا المدار تقوم بوضع معالم تعليمية ولوحات تعريفية عند نقاط تقاطعه مع الطرق العامة، بهدف تعزيز الوعي الجغرافي وتحفيز السياحة العلمية، مؤكداً أن هذا النوع من المعالم يُسهم في إبراز الأهمية الفلكية والجغرافية لمثل هذه الظواهر الطبيعية. ودعا الجهات المختصة في وزارة النقل ووزارة البلديات والإسكان ووزارة السياحة وهيئة المساحة الجيولوجية إلى دراسة إنشاء معالم تعليمية دائمة في المواقع التي يعبرها المدار داخل السعودية، مشيداً بمبادرات سابقة في مناطق مثل حوطة بني تميم وغيرها. وختم المسند بدعوة إلى عدم التعامل مع مدار السرطان على أنه مجرد دائرة عرضية، بل كظاهرة فلكية تستحق أن تُعرف وتُوثق وتُبرز كعنصر علمي وسياحي وثقافي.