في الوقت الذي يرى فيه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أن الحرب على إيران قريبة جدًا من تحقيق أهدافها، وأن القتال سيتوقف فور استكمال العملية، انقسمت الأصوات في الداخل الإسرائيلي بين من يطالبون بالاستمرار حتى إسقاط النظام الإيراني، وآخرين يريدون التوقف فورًا. وزعم "نتنياهو" أنه تمكن من كسر المحور الإيراني، ونقل الحرب إلى أراضي طهران، حيث باتت الأجواء مفتوحة ويستطيعون ضرب جميع الأهداف في أي وقت، معلنًا أنهم قريبون جدًا من تحقيق أهداف الحرب، والمتمثلة في إزالة تهديدات الصواريخ الباليستية والبرنامج النووي الإيراني. حرب استنزاف ولن تنتهي تلك العملية التي يراها رئيس الحكومة الإسرائيلية تاريخية قبل أن تحقق كل أهدافها، وفي الوقت نفسه، لن تستمر لتتجاوز ما هو ضروري لتحقيق الأهداف، معلنًا عدم السماح للقوات الإسرائيلية بالانجرار إلى حرب استنزاف، ويرى أنه فور تحقق الأهداف ستكتمل العملية ويتوقف القتال. واختلفت الأصوات في الداخل الإسرائيلي حول استمرار الحرب من عدمها، كان على رأسهم يوسي كوهين، رئيس الموساد السابق، الذي أكد، بحسب القناة السابعة الإسرائيلية، أن الحرب لم تنتهِ بعد، ولا تزال هناك بُنى تحتية تحتاج إلى التأكد من زوالها، حيث لا تزال هناك مواقع نووية تحتاج إلى التدمير. الخطوة التالية لكن بالنسبة له، فإن تلك الأهداف ليست كافية، وينبغي أن تكون الخطوة التالية هي الإطاحة بالنظام الإيراني، حيث أضاعوا سنوات طويلة كان بإمكانهم فيها الهجوم، مهاجمًا إدارة بايدن التي لم تسلك هذا الطريق، مقترحًا على رئيس الوزراء الإسرائيلي انتهاز الفرصة الحالية والعمل على سقوط النظام في إيران، وإقصاء المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي. ليس ذلك فقط، بل طالب الأوروبيين بالانضمام إلى حملة إزاحة النظام الإيراني، وتشجيع من يقوم بذلك، مشددًا على أنه لا بد من اغتنام ما وصفه بالفرصة الاستثنائية لإسقاط النظام الإيراني، زاعمًا أن المعلومات الاستخباراتية التي تساعد في تلك القضية موجودة ويمكن استغلالها للقضاء على البنية التحتية للنظام الإيراني. أسبوع واحد على العكس من ذلك، نقلت يديعوت أحرونوت عن آخرين تأكيدهم على أن دولة إسرائيل عليها أن تنهي تلك العملية خلال الأسبوع الحالي على أقصى تقدير، مع تحقيق أقصى قدر من الإنجازات، مشيرين إلى أن الإيرانيين لن يسعوا إلى حرب استنزاف، ولن تكون مفيدة أيضًا لإسرائيل، التي ستدخل بسببها في نفق مظلم. ويخشى الإسرائيليون من استمرار تدفق الصواريخ الباليستية الإيرانية التي تخترق الدفاعات الجوية الإسرائيلية، حيث يمكن لصاروخ باليستي واحد، وفقًا لصحيفة جيروزاليم بوست، أن يدمر أحياء بأكملها ويهجّر الآلاف، وهو ما حدث بالفعل؛ مما يتسبب في خسائر بشرية مفجعة وتكاليف اقتصادية فادحة. رد انتقامي وازدادت المخاوف من السيناريو المرعب بالنسبة للإسرائيليين، والمتعلق برد إيران الانتقامي على مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب، وقيامها بقصف منشآت نووية رئيسية في إيران بالصواريخ الخارقة للتحصينات، حيث كان من ضمن أحد السيناريوهات المتوقعة أن تقوم إيران بزيادة وتيرة الهجمات على إسرائيل من أجل تكبيدها خسائر فادحة.