كشفت دراسة علمية جديدة أن القيلولة خلال النهار، خصوصاً في ساعات الظهيرة المبكرة، قد تكون مرتبطة بزيادة مخاطر الوفاة المبكرة. أجرى البحثون الدراسة بمتابعة عادات النوم لأكثر من 86 ألف شخص بالغ في منتصف العمر، يتمتعون بصحة جيدة، ولا يعملون في ورديات ليلية. وأظهرت النتائج، التي تم تقديمها في مؤتمر SLEEP 2025، أن الأفراد الذين يمارسون القيلولة بانتظام يواجهون مخاطر وفاة مبكرة بنسبة تصل إلى 20% مقارنة بمن لا يأخذون قيلولة. ويرى الخبراء أن النعاس أثناء النهار قد يكون علامة تحذيرية تشير إلى اضطرابات في النوم الليلي أو مشكلات صحية كامنة، مثل اضطرابات النوم، الخرف، أو أمراض القلب. وأوضح البروفيسور جيمس رولي من مركز راش الطبي في شيكاغو، والذي لم يشارك في الدراسة، أن هذه النتائج تؤكد أهمية سؤال الأطباء لمرضاهم عن عادات القيلولة، مشيراً إلى أن هذا السؤال يجب أن يكون جزءاً من التقييم الروتيني للنوم. وركزت الدراسة على أشخاص ليست لديهم مشكلات صحية كبيرة في بداية الدراسة، ما ساعد على استبعاد التفسيرات الأخرى للنعاس النهاري المفرط. وتم قياس النوم على مدى أسبوع باستخدام جهاز «أكتيغراف»، وهو جهاز صغير يشبه الساعة يراقب أنماط النوم والاستيقاظ، واعتبرت القيلولة أي نوم يحدث بين الساعة 9 صباحاً و7 مساءً. وخلال فترة متابعة استمرت 11 عاماً، توفي 5189 مشاركاً، ولاحظ الباحثون أن كبار السن يميلون إلى النوم لفترات أطول في وقت لاحق من النهار. وبعد استبعاد عوامل مثل التدخين وشرب الكحول ومدة النوم الليلي، تبين أن القيلولة غير المنتظمة ترتبط بزيادة مخاطر الوفاة بنسبة 14%. كما وجد أن الأشخاص الذين ينامون لفترات طويلة خلال النهار، خصوصاً بين 11 صباحاً و1 ظهراً، يواجهون زيادة في المخاطر بنسبة 7%. وقالت البروفيسورة تشينلو غاو، الباحثة الرئيسية من كلية الطب بجامعة هارفارد: «تساهم دراستنا في سد فجوة معرفية بإظهار أن ليس فقط وجود القيلولة، بل مدتها، انتظامها، وتوقيتها قد تكون مؤشرات مهمة للمخاطر الصحية المستقبلية، القيلولة جزء أساسي من دورة النوم والاستيقاظ على مدار 24 ساعة، وقد تحمل آثاراً صحية خاصة بها». وحذر الباحثون من أن القيلولة الطويلة أو غير المنتظمة قد تعكس مشكلات صحية مثل أمراض القلب، السكري من النوع الثاني، الاكتئاب، أو الخرف. كما أشارت دراسات أخرى إلى أن التأثير قد يكون مرتبطاً باضطراب الساعة البيولوجية أو تراكم النفايات في الدماغ نتيجة النوم أثناء النهار. وتأتي هذه النتائج بعد دراسة بارزة العام الماضي أشارت إلى أن نحو نصف حالات مرض الزهايمر يمكن الوقاية منها من خلال معالجة 14 عاملاً مرتبطاً بنمط الحياة، مثل فقدان السمع، ارتفاع الكوليسترول، وقلة التمارين الرياضية. ويؤثر مرض الزهايمر على نحو 982 ألف شخص في المملكة المتحدة، وتسبب الخرف في وفاة 74,261 شخصاً في عام 2022، ما يجعله السبب الرئيسي للوفاة في البلاد. أخبار ذات صلة