تحيى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الأربعاء 25 يونيو، الموافق 18 بؤونة حسب التقويم القبطي، ذكرى واحدة من أبرز محطاتها التاريخية والدينية، وهي افتتاح الكاتدرائية المرقسية الجديدة بالأنبا رويس في العباسية عام 1968، في عهد قداسة البابا كيرلس السادس، البابا الـ116 في سلسلة باباوات الكنيسة المرقسية.
ويأتي هذا الحدث في ذاكرة الأقباط كتتويج لحقبة روحية ووطنية مميزة، إذ تزامن الافتتاح مع عودة رفات القديس مار مرقس الرسول، كاروز الديار المصرية ومؤسس الكرسي الإسكندري، من مدينة البندقية الإيطالية، حيث استقرت رفاته هناك لأكثر من أحد عشر قرنًا منذ القرن التاسع الميلادي، قبل أن تُعاد إلى أرض مصر في مشهد مهيب عانق فيه التاريخ القداسة.
وشهدت الكنيسة القبطية في هذا اليوم المجيد، الموافق لعام 1684 للشهداء، احتفالًا تاريخيًا ضخمًا أقيم في الكاتدرائية المرقسية الجديدة التي شُيّدت على أرض دير الأنبا رويس، والذي كان يُعرف قديمًا بـ"دير الخندق"، ترأس الاحتفال البابا كيرلس السادس، بمشاركة رسمية وشعبية غير مسبوقة، تجسدت في حضور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، رئيس جمهورية مصر العربية آنذاك، والإمبراطور هيلا سيلاسي الأول، إمبراطور إثيوبيا، إلى جانب عدد كبير من رؤساء الكنائس وممثلي الطوائف المسيحية من مختلف دول العالم.
وتخللت الاحتفالية كلمات رسمية وروحية ألقيت بعدة لغات، عبّر من خلالها المتحدثون عن فرحتهم بوحدة الكنيسة وعظمة الحدث، وجاء في مقدمتهم البابا كيرلس السادس، والبطريرك مار أغناطيوس يعقوب الثالث بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، والكاردينال دوفال ممثلًا عن الكنيسة الكاثوليكية، بالإضافة إلى بطريرك إثيوبيا، وبطريرك موسكو وكل روسيا، والسكرتير العام لمجلس الكنائس العالمي.
وفي ختام الكلمات، انتقل البابا كيرلس السادس يرافقه الرئيس عبد الناصر والإمبراطور هيلا سيلاسي إلى مدخل الكاتدرائية الجديدة، حيث قاموا بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية التي توثق هذا اليوم التاريخي، في رسالة تؤكد على عُمق العلاقات الروحية بين مصر والكنيسة، وبين الشرق والغرب.
وقد شهد هذه المناسبة أكثر من ستة آلاف مشارك من المصريين والأجانب، فضلًا عن تغطية إعلامية واسعة من مختلف الصحف ووكالات الأنباء العالمية، كما قامت الإذاعة والتلفزيون المصري بنقل الحدث مباشرة، في مشهد يعكس مكانة الكنيسة القبطية على الساحة العالمية.
ويُعد افتتاح الكاتدرائية المرقسية في العباسية، وما رافقه من عودة رفات مار مرقس، أحد أعظم الإنجازات في التاريخ المعاصر للكنيسة، إذ رُسّخت به معاني الهوية القبطية والانفتاح المسكوني والتواصل مع الكنائس الشقيقة، في إطار من الاحترام المتبادل.
وحتى اليوم، تظل الكاتدرائية المرقسية في العباسية مركزًا روحيًا ووطنيًا بارزًا، ومنبرًا للسلام والصلوات، ووجهةً يقصدها الأقباط والمحبون من مختلف أرجاء العالم لإحياء هذا التذكار المجيد.

افتتاح الكاتدرائية المرقسية بالعباسية

الرئيس جمال عبدالناصر والبابا كيرلس السادس

تذكار افتتاح الكاتدرائية
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.