الشرقية- فتحية الديبالخميس، 26 يونيو 2025 03:00 ص تعد الزراعة من أهم القطاعات الاقتصادية التى تساهم فى تحقيق الأمن الغذائى وتوفير فرص العمل، وتستحوذ على دور محورى فى تعزيز الاستدامة الاقتصادى، وفى ظل هذة الاهمية يواصل قطاع الزراعة فى مصر توجيه اهتمام كبير نحو تطوير المشروعات الزراعية التى تساهم فى رفع كفاءة الإنتاج وزيادة العوائد الاقتصادية. وأطلق مجموعة من طلاب الفرقة الرابعة بكلية تكنولوجيا وتنمية جامعة الزقازيق، مشروعين تخرج، الأول بعنوان" دراسة جدوى مالية لمزرعة الكلية، والثانى " تقيم الممارسات المحاسبية فى مزرعة الكلية، ونال المشروعان على اشادة الدكتور" أحمد رميح" عميد كلية تكنولوجيا وتنمية جامعة الزقازيق بقدرة الطلاب وحرصهم على تقديم حلول حقيقية قابلة للتطبيق فى سوق العملء،مؤكدا على أهمية دعم هذه الابتكارات على المستوى الزراعى والتجارى. ويقول الدكتور "محمد البرماوى" أستاذ المحاسبة بالقسم شعبة العلوم المالية والادارية، أن مجموعة من الطلاب أعدوا مشروع التخرج بعنوان "تقييم الممارسات المحاسبية فى مزرعة كلية التكنولوجيا والتنمية جامعة الزقازيق وفقًا لمعيار المحاسبة المصرى رقم 35 المعدل سنة 2023، والذى ينظم المعالجة المحاسبية للأنشطة الزراعية. يركز المشروع على تسجيل وتقييم الأصول البيولوجية، والمنتجات الزراعية عند الحصاد، وفق نموذج القيمة العادلة مطروحًا منها تكاليف البيع. تشمل الدراسة معالجة العمليات المحاسبية الخاصة بالإنتاج النباتى وتربية النحل. يهدف المشروع إلى التحقق من مدى التزام المنشآت الزراعية بالمعايير الحديثة لتعزيز الشفافية والمقارنة. يسعى المشروع إلى تقييم مدى التزام المؤسسات الزراعية الصغيرة فى مصر بتطبيق متطلبات معيار المحاسبة المصرى رقم (35) المعدل لعام 2023، وقياس تأثيره على جودة وشفافية المعلومات المالية. وتأتى أهمية الدراسة من الطبيعة الخاصة للنشاط الزراعى، الذى يعتمد على أصول بيولوجية تتسم بالنمو الطبيعى والتغير المستمر، مما يفرض تحديات محاسبية تتطلب معايير دقيقة وملائمة، أهمها القياس بالقيمة العادلة، واعتمدت الدراسة منهجًا مزدوجًا يجمع بين المنهج الوصفى التحليلى لرصد الجوانب النظرية والتشريعية، والمنهج التطبيقى من خلال تحليل حالة فعلية لمؤسسة زراعية تعليمية وهى مزرعة كلية التكنولوجيا والتنمية جامعة الزقازيق وتم تحليل المعالجة المحاسبية للأصول البيولوجية قبل وبعد تعديل المعيار، وتقييم مستوى الإفصاح المحاسبى، وقياس انعكاس ذلك على القوائم المالية، إلى جانب استكشاف التحديات التى تواجه تطبيق القيمة العادلة فى البيئة الزراعية المصرية. وتابع "البرماوى" أن المشروع كشف عن وجود قصور فى التزام المؤسسات بتطبيق المعيار نتيجة لعوامل أبرزها: غياب الأسواق النشطة، وصعوبة التقدير الموضوعى، وارتفاع التكلفة المرتبطة بعمليات القياس، وأوصت الدراسة بالدعوة إلى تعميم استخدام معيار المحاسبة المصرى رقم 35 فى المؤسسات الزراعية الصغيرة وذلك من خلال تعزيز البنية المعلوماتية للمؤسسات الزراعية وبناء نماذج مبسطة للتطبيق الفعلى تأخذ فى الحسبان محدودية الإمكانيات الفنية والبشرية فى تلك البيئات، وتطوير نظم المعلومات المحاسبية بما يتماشى مع خصوصية الأصول البيولوجية، إلى جانب إصدار أدلة تطبيقية مبسطة، وبرامج تدريبية للمحاسبين، بما يسهم فى تحسين جودة التقارير المالية وزيادة درجة الامتثال المهنى ودعم إنشاء قواعد بيانات مركزية للأسعار الزراعية المحلية تنشر بشكل دورى على مستوى المحافظات،وفكانت الدراسة التطبيقية تمثل مثالًا واقعيًا ناجحًا يظهر كيف يمكن لهذا المعيار أن ينقل القوائم المالية من مجرد سجلات تقليدية إلى أداة تحليل واتخاذ قرار متطورة. ويقول الدكتور"أحمد لطفي" القائم بأعمال رئيس قسم المحاسبة شعبة العلوم المالية والادارية،إن فكرة المشروع الثانى، الذى أعده الطلاب تتناول مشروع" دراسة الجدوى المالية تقييم الجدوى الاقتصادية لمزرعة كلية التكنولوجيا والتنمية جامعة الزقازيق" وإن المشروع يُعد فرصة حقيقية للاستثمار الزراعى المسؤول والمستدام،ومن ثم، فإن التوصية النهائية تتمثل فى تنفيذ المشروع وفقًا الهيكل التمويلى والخطة التشغيلية والمالية المقترحة، مع تطبيق نظام للرقابة المالية الدورية لضمان تحقيق الأهداف المرجوة. يشمل المشروع تحليل التكاليف الاستثمارية والتشغيلية، والإيرادات المتوقعة من الأنشطة الزراعية والإنتاج الحيوانى أو النحلي. تم إعداد الدراسة باستخدام بيانات واقعية، مع حساب مؤشرات الربحية مثل صافى القيمة الحالية ومعدل العائد الداخلي. يهدف المشروع إلى تحديد مدى جدوى التوسع فى النشاط الزراعى وتعظيم العائد الاقتصادي. ويساعد فى اتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة تحقق الاستدامة والكفاءة. وتبين أن التوصيات المالية بخصوص تنفيذ المشروع، هى المضى قدمًا فى تنفيذ المشروع: نظرًا لأن المؤشرات المالية تشير بوضوح إلى جدوى المشروع، فإن التوصية الأساسية تتمثل فى البدء الفورى فى تنفيذ المشروع وفقًا للخطط التشغيلية والمالية المقترحة، خاصةً أن المشروع قادر على تغطية نفقاته التشغيلية وتوليد فائض مالى جيد خلال فترة قصيرة، والاعتماد الجزئى على التمويل الذاتى لتقليل أعباء الفائدة: ينصح بأن يكون جزء كبير من التمويل من مصادر ذاتية (تمويل داخلى من الجامعة أو الشركاء) لتقليل حجم القروض وتقليص الأعباء التمويلية الناجمة عن الفوائد، مما يُحسن الربحية الصافية للمشروع، واستخدام القروض فقط فى الأصول الثابتة: يوصى بتوجيه التمويل البنكى نحو الأصول طويلة الأجل مثل المعدات والمبانى والمنشآت، فى حين يُفضل تغطية التكاليف التشغيلية من مصادر ذاتية أو من دورة رأس المال العامل لتقليل الاعتماد على الدين قصير الأجل، وخلصت الدراسة المالية إلى أن المشروع الزراعى المقترح لمزرعة كلية التكنولوجيا والتنمية جامعة الزقازيق يتمتع بجدوى مالية قوية تجعله مشروعًا واعدًا من حيث العائد على الاستثمار والاستدامة الاقتصادية. فيما أعربت الدكتورة" جيهان العميري" وكيل كلية تكنولوجيا وتنمية جامعة الزقازيق لخدمة المجتمع وتنمية البيئة، عن سعادتها بما أنجزه الطلاب من مشروعات واكتسابهم من الخبرات ما يؤهلهم لسوق العمل، موضحة أنه يوجد علاقة كبيرة بين دور خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وارتباط ذلك بالمشاريع وخاصة مشاريع التخرج للطلاب بالكلية، وحاولنا ربطها بالتغيرات التى تحدث، وفى ظل التغيرات المناخية والتنمية المستدامة حاولنا جعل مشاريع الطلاب تطبيقية، بحيث يمكن الاستفادة منها لخدمة المجتمع.