أكد الرئيس دونالد ترامب، أن إيران لم تتمكن من نقل المواد النووية من منشأة فوردو، مكرراً ما قاله وزير الدفاع بيت هيغسيث، الذي أعلن أن الضربات على ثلاثة مواقع نووية كانت ناجحة، وهاجم وسائل الإعلام لتشكيكها في نتائج العملية. وكتب ترامب في منشور على منصته «تروث سوشال»، «لم يتم إخراج شيء من المنشأة إذ إن ذلك كان سيستغرق وقتاً طويلاً وسيكون خطيراً جداً، و(المواد) ثقيلة جداً ويصعب نقلها»، وذلك في إشارة إلى موقع فوردو الذي قصفته قاذفات «بي – 2» الأميركية. وذكر أن الصور التي التقطتها الأقمار الاصطناعية لعدد كبير من السيارات والشاحنات الصغيرة خارج الموقع قبيل الغارة الأميركية، لا تظهر إلا فرقاً تحاول حماية منشأة فوردو بالاسمنت «لتغطية القسم العلوي» للموقع. وفجر الأحد، ضربت قاذفات أميركية من طراز «بي – 2» موقعين نوويين إيرانيين بقنابل خارقة للتحصينات من طراز «جي بي يو – 57»، في حين أطلقت غواصة صواريخ «توماهوك» مجنّحة على موقع ثالث. تحطيم وتدمير القدرات النووية وكان هيغسيث، الذي لقّبه ترامب بوزير «الحرب»، قال في وقت سابق، للصحافيين في البنتاغون «لقد هيأ الرئيس ترامب الظروف لإنهاء الحرب» التي استمرت 12 يوماً بين إسرائيل وإيران و«القضاء… وتحطيم، وتدمير القدرات النووية لإيران». وصرّح وزير الدفاع «سواء كانت أخبار سي إن إن الكاذبة، أو إم إس إن بي سي أو نيويورك تايمز، فقد كانت هناك تغطية منحازة للتقييم الأولي». واعتبر أن الوثيقة «تم تسريبها لأن شخصاً ما كان لديه أجندة لمحاولة تعكير صفو الأوضاع وإظهار الأمر وكأن هذه الضربة التاريخية لم تكن ناجحة». وأشار إلى تصريحات مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إي) جون راتكليف، قائلاً إن معلومات الاستخبارات تظهر أن البرنامج النووي تضرر بشدة، وأن إعادة تشييده ستستغرق سنوات. وأكّد راتكليف في بيان أنّ «هذا الأمر يستند إلى معلومات جديدة من مصدر/طريقة موثوق بها ودقيقة تاريخياً، تفيد بأنّ منشآت نووية إيرانية رئيسية عديدة قد دُمّرت وإعادة بنائها قد تستغرق سنوات عدّة». ولم يجزم وزير الدفاع بأن الضربات أدت إلى تدمير اليورانيوم المخصب وأجهزة الطرد المركزي، لكنه نقل عن مسؤولين في الاستخبارات أن المنشآت النووية دمرت، من دون أن يقدم تفاصيل كثيرة. وقال «إذا كنت تريد أن تعرف ما يحدث في فوردو، فمن الأفضل أن تذهب إلى هناك وتحصل على مجرفة كبيرة، لأنه لا يوجد أحد تحت الأرض الآن»، في إشارة إلى الموقع النووي المقام في باطن جبل جنوب طهران. وكانت العملية الأميركية ضخمة، إذ شاركت فيها أكثر من 125 طائرة، من بينها قاذفات شبح ومقاتلات وطائرات تزود بالوقود جواً، فضلاً عن غواصة صواريخ موجهة. «تشكيك» أميركي وأوروبي وبحسب وثيقة سرية نشرتها شبكة «سي إن إن»، الثلاثاء، فإنّ الضربات لم تؤدّ سوى إلى تأخير البرنامج النووي لبضعة أشهر فقط، من دون تدميره بالكامل. وأثار نشر هذه الوثيقة غضب ترامب، الذي أعلن أن هيغسيث سيعقد مؤتمراً صحافياً، «للدفاع عن كرامة طيارينا الأميركيين العظماء». وذكرت صحيفة «فاينانشال تايمز»، أن دولاً أوروبية تعتقد أن مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب لايزال سليماً إلى حد كبير. ونقلت عن مصدرين مطلعين على تقييمات أولية للاستخبارات، أن العواصم الأوروبية تعتقد أن مخزون إيران البالغ 408 كيلوغرامات من اليورانيوم المخصب بما يقارب مستويات الأسلحة لم يكن مُركزاً في فوردو، أحد موقعيها الرئيسيين للتخصيب، وقت الهجوم الأميركي. وأقرّت طهران الأربعاء بتضرّر منشآتها النووية بشكل كبير جرّاء القصف الإسرائيلي والأميركي خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً. وقال العديد من الخبراء بعد الهجمات، إن إيران ربما نقلت مخزوناً من اليورانيوم عالي التخصيب القريب من الدرجة اللازمة لصنع أسلحة من منشأة فوردو قبل الهجوم عليها صباح الأحد، وربما تخفيه مع مكونات نووية أخرى في مواقع غير معروفة لإسرائيل والولايات المتحدة ومفتشي الأمم المتحدة. وأظهرت صور أقمار اصطناعية من شركة «ماكسار تكنولوجيز» «نشاطاً غير معتاد» في فوردو يومي الخميس والجمعة ووجود عدد كبير من المركبات تنتظر أمام مدخل المنشأة. وقال مصدر إيراني رفيع المستوى لـ «رويترز»، يوم الأحد إن معظم اليورانيوم عالي التخصيب بنسبة 60 في المئة، الذي يقارب الدرجة اللازمة لصنع الأسلحة، نقل إلى موقع لم يُكشف عنه قبل الهجوم. أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية لا ترى سبيلاً للتعامل مع اليورانيوم المخصب… إلا عبر اتفاق | القدس – «الراي» | يرى مسؤولون في الاستخبارات العسكرية والأجهزة الأمنية الإسرائيلية، أن التوصل إلى اتفاق مع إيران هو السبيل الوحيد للتعامل مع كميات اليورانيوم المخصب المتبقية في أراضيها. وذكرت هيئة البث الإسرائيلية (كان 11)، أن هذه القضية ستكون محور المحادثات المرتقبة مع طهران، بعدما أعلن الرئيس دونالد ترامب، عن جولة مفاوضات جديدة مع إيران تُعقد «الأسبوع المقبل». وتحوم تكهنات عدة حول مصير مخزون إيران من اليورانيوم بعد الضربة الأميركية، فجر الأحد، خصوصاً وأن الأمر يتعلق بـ408 كيلوغرامات من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة. وكانت هيئة البث العام نقلت عن مصادر، أن واشنطن وجّهت تحذيراً إلى طهران، غداة الهجوم على منشآتها النووية، دعتها فيه إلى عدم الاقتراب من المواقع التي تم استهدافها. وفي سياق متصل، مارست الإدارة الأميركية ضغوطاً على إسرائيل لنشر إعلان رسمي حول الأضرار التي لحقت بالبرنامج النووي، بحسب مصادر مطلعة. والأربعاء، أعلنت اللجنة الإسرائيلية للطاقة الذرية، أن «الضربة الأميركية على منشأة فوردو دمّرت البنية التحتية الحيوية للموقع وجعلت منشأة التخصيب غير قابلة للتشغيل». وأضافت أن «الهجمات الأميركية، والضربات الإسرائيلية على مكونات البرنامج النووي، أدّت إلى تراجع قدرة إيران على تطوير سلاح نووي لسنوات عديدة». وكان لافتاً أن بيان اللجنة الإسرائيلية للطاقة الذرية نُشر أولاً من قبل البيت الأبيض، قبل أن يصدر رسمياً عن مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. ويقدّر مسؤولون أمنيون أن البرنامج النووي «تضرر بشكل كبير»، لكنهم يتجنبون الجزم بالقضاء عليه، مشيرين إلى أن المشروع «تراجع سنوات إلى الوراء». ومساء الأربعاء، نقلت القناة 12 عن مصادر مطلعة أن التقديرات ترجح تراجع البرنامج النووي، بما يتراوح بين عامين ونصف العام إلى ثلاث سنوات. وبحسب ما أوردته القناة، فإن البرنامج الصاروخي شهد هو الآخر تراجعاً يتراوح بين عام وعامين، نتيجة الضربات الإسرائيلية.