في مشهد جنائزي مهيب، الجمعة، شيعت قرية كفر السنابسة المصرية جثامين 18 فتاة صغيرة، لقين مصرعهن خلال بحثهن عن لقمة العيش، بعد اصطدام المركبة التي تقلهن بشاحنة نقل، فيما أعلنت السلطات توقيف السائق المتسبب في الحادثة، الذي كشفت تقارير أنه كان نائمأً خلال الحادثة.

عرائس الجنة في كفر السنابسة

ولف الحزن الآلاف من سكان قرية كفر السنابسة الذين لم يصدقوا هول المشهد، بعد وصول جثماين الضحايا الذين أطلق عليهن «عرائس الجنة» وجميعهن من العاملات باليومية، وتراوح أعمارهن بين 13 و16 عاماً، واعتدن العمل في مزارع العنب.

وشيعت الجنازات في الليل، وسط صراخ الأمهات والآباء ممن فقدوا فلذات أكبادهم، على ضوء المصابيح، وعلى وقع الدعاء والتكبير، حيث حمل الأهالي جثامين الفتيات واحدة تلو الأخرى، كانت كل منهم معيلة لأسرتها.

مواصلة التحقيقات

وتواصل السلطات التحقيق في الحادث، الذي وقع صباح الجمعة، بعدما اصطدمت سيارة نقل ثقيل بالحافلة التي تقل العاملات، وأسفر عن وفاة 19 شخصاً، بينهم 18 فتاة من كفر السنابسة، وإصابة 4 آخرين.

وأعلنت محافظة المنوفية حالة الحداد، موجهة بسرعة صرف التعويضات، وتقديم الرعاية والدعم لأسر الضحايا، بينما باشرت النيابة العامة التحقيق في أسباب الحادث، وضبط المتورطين فيها.

تحليل المخدرات لسائق الشاحنة

وسرعان ما ألقت جهات التحقيق القبض على سائق الشاحنة المتهم بالتسبب في الحادث، وأمرت بحبسه، 4 أيام على ذمة التحقيقات، وإجراء تحليل المخدرات لبيان تعاطيه للمواد المخدرة من عدمه.

وبحسب التقارير المتداولة، فقد كان سائق شاحنة النقل المتسبب في الحادث، نائماً أثناء القيادة، وفور وقوع الحادث فر هارباً قبل أن تتمكن الأجهزة الأمنية من ضبطه وإحالته للجهات المختصة بالتحقيق معه في الحادث، كما تم سحب عينة منه للتأكد من تعاطيه أو عدم تعاطيه مواد مخدرة وقت وقوع الحادث.

«فتيات العنب» 

ونعى رواد مواقع التواصل الاجتماعي الضحايا الذين أطلق عليهن لقب فتيات العنب، إذ كنّ يعملن بأجر يومي لا يتجاوز 130 جنيهًا مصريًا (نحو 2.5 دولار)،وبعضهن تركن مقاعد الدراسة في سن مبكرة بسبب ضيق الحال لمساعدة أسرهن.

وقرر اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية، التكفل الكامل بتنظيم مراسم العزاء الجماعي للضحايا، في قرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف، مسقط رأس الضحايا.

شيخ الأزهر ينعى فتيات قرية كفر السنابسة

من جهته، نعى شيخ الأزهر الشريف الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، فتيات قرية كفر السنابسة، معرباً عن خالص تعازيه لأهالي القرية وأسر بناتنا اللائي ارتقين في هذا الحادث الأليم، وخالص عزائه لأسرة السائق، داعياً لاتخاذ الإجراءات اللازمة للحيلولة دون تكرار هذه الحوادث.