عيسى هلال الحزامي ** في الشارقة كل شيء غير.. الرؤية والمشهد، الشكل والمضمون، التربية والتعليم، التراث والتاريخ، الثقافة والفنون، وغيرها وسواها من المعالم الحسية المصورة ومن المعاني الضمنية المجردة، ولو امتد الخط على استقامته سيشمل كل شيء من ساحلها الشرقي إلى الغربي، ولو استرسلت في استعراض كل ما هو «غير» في الإمارة الباسمة، ستكون للرياضة بألعابها وأنشطتها، ومؤسساتها وأنديتها، وملاعبها وميادينها، خصوصية كبيرة، وإذا كانت شهور الشتاء تشهد الحضور التنافسي للرياضة من خلال المسابقات والبطولات الرسمية، فشهور الصيف تختلف كلياً، لأنها ببساطة لا تعترف بالإجازة كراحة سلبية، أو كوقت فراغ بلا فائدة، ولذا كانت وما زالت «عطلتنا غير» في الشارقة. ** ابتداء من اليوم تنطلق الدورة ال11 لبرنامجنا السنوي، الذي أصبح علامة من علامات الصيف عند كل الأسر والعائلات، ومن عام لآخر نطور ونحدث ونضيف ونعدل حتى يواكب كل المستجدات، ومع شعارات محددة لكل الأنشطة في أسابيعه الخمسة، ستكون الإمارة بمجتمعها وماضيها وحاضرها ومستقبلها في إبداعات المشاركين وفي المسابقات والبطولات المختلفة، ويمكنني الادعاء بأن هذه التوليفة الشرجاوية ننفرد بها، لأنها توفر باقة منتقاة من الأنشطة والفعاليات يصعب أن تجتمع معاً، ولذا كان مسرح «عطلتنا غير» ممتداً في كل أرجاء الإمارة عبر شبكة أنديتها الرياضية والمتخصصة، وهي شبكة واسعة وكبيرة بحمد الله. ** وحتى لا نبتعد عن هويتنا الرياضية، وحتى يجد كل مشارك الحافز الذي يحركه والهواية التي يتمناها، كان التنافس حاضراً في كل الأنشطة بما في ذلك الثقافية والمجتمعية، كما كانت الجوائز والهدايا والكؤوس والميداليات حاضرة لمكافأة المتميزين والمتفوقين، وفي منظومة كهذه يصعب أن تجد مشاركاً خاسراً، فالكل رابح، والنجاح محصلة جهود فرق عمل عديدة ومتنوعة.. من داخل المجلس، ومن الأندية، ومن المؤسسات والجهات الراعية، ومن المتطوعين الذين يصلون الليل بالنهار في المنتديات والمعسكرات والزيارات وخلافه، والشكر موصول مقدماً لكل هؤلاء وأولئك، لأن من دونهم لن يتحقق أي نجاح. ** خلاصة القول.. في «شارقة سلطان» مدرسة المثل والقيم والمبادئ، التي تبني وتعلم وتؤسس الإنسان، مفتوحة على مدار شهور العام، والتعاون والانسجام موجود طوال الوقت بين المؤسسات بكل المجالات لترجمة توجيهات صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، فالإنسان هو الغاية والهدف دائماً وأبداً، مثلما هو الحال بهذا المقال، فالإنسان هو المتن وهو العنوان.