كتبت : أمانى سميرالثلاثاء، 01 يوليو 2025 07:00 ص تشكل صناعة السيارات العالمية خارطة الطريق نحو المستقبل نظرا لقوة هذه الصناعة وتحكمها في اقتصادات دول عالمية، وقد تفوقت الشركات الصينية على العديد من الشركات الأوروبية في عدة قطاعات، خاصة في صناعة " السيارات الكهربائية" والتقنيات المتصلة بالطاقة المتجددة، ومع ذلك، لا يزال هناك تحديات تواجه الشركات الصينية في أوروبا، وهناك مجالات أخرى تتفوق فيها الشركات الأوروبية. أولا: إيجابيات التفوق الصيني من خلال صناعة السيارات الكهربائية: حققت الصين تقدماً كبيراً فى صناعة السيارات الكهربائية، وأصبحت رائدة عالمياً في هذا المجال، حيث سيطرت الصين على تصنيع وتصدير واستهلاك سلع الطاقة المستدامة، مما يعكس تفوقها فى هذا المجال، رغم بعض المشكلات التي تواجه الشركات الصينية تنظيميا وقانونيا فى أوروبا، مما يعيق توسعها، ويواجه المستثمرون الصينيون فى أوروبا منافسة شرسة من الشركات الأوروبية والشركات العالمية الأخرى مثل تكلفة الإنتاج فى أوروبا أعلى مقارنة بالصين، مما يؤثر على قدرتها التنافسية. ثانيا: التفوق للسيارات الصيني وتراجع الأوروبى والأمريكى تُسيطر شركات صناعة السيارات الصينية على ثلث الإنتاج العالمي تقريبًا، متصدرة المشهد في الأسواق الدولية، مما عزز من ريادة “بكين” في إنتاج السيارات الكهربائية، خاصة وان “الصين” تملك سيطرة واضحة على سلاسل توريد البطاريات، ما يمنح سيارات الصين ميزة تنافسية، جعلها تتوسع في الصادرات، بفضل استثمارات محلية ضخمة في البحث والتطوير والبنية التحتية لصناعة السيارات. ثالثا: قطاع السيارات الهايبرد على المستوى العالمي كشف أحدث تقرير صادر عن رابطة مصنّعي السيارات الأوروبية، ان الإنتاج العالمي للسيارات بلغ نحو 75.5 مليون وحدة، وقد سجل الاتحاد الأوروبي تراجعا بنسبة 6.2%، في وقت فقد فيه القطاع ثقة المستثمرين مقارنة بقطاعات صناعية أخرى، كما تراجع إنتاج أمريكا الشمالية بنسبة 3.2% ليبلغ 11.4 مليون سيارة. رابعا : مبيعات السيارات العالمية في 2024-2025 في المقابل، شهدت أمريكا الجنوبية نموا طفيفا بنسبة 1.7%، بدفع من أداء البرازيل التي رفعت إنتاجها إلى نحو 1.9 مليون سيارة، بزيادة 6.3%، لكن الصين تفوقت على الجميع، محققة نموا في الإنتاج بنسبة 5.2%، مما منحها حصة سوقية قدرها 35.4% من الإنتاج العالمي، في حين سجلت اليابان وكوريا الجنوبية انخفاضا في الإنتاج بنسبة 8.6% و1.2% تواليا. بينما الصين – واصلت زخمها خلال 2024 و2025، حيث بلغت مبيعات سياراتها نحو 23 مليون وحدة، أي 31% من إجمالي المبيعات العالمية، مما يعكس انتقال مركز الثقل في هذه الصناعة شرقا. خامسا : صناعة السيارات في 2025 شهدت صناعة السيارات الصينية نموا هائلا خلال العقد الأخير، لا سيما في مجالات السيارات الكهربائية والهجينة، مما مكّن الشركات الصينية من تجاوز أسماء كبرى في الصناعة مثل فورد، جنرال موتورز، وفولكس فاجن، خصوصا في أسواق الدول الناشئة والنامية. بدورها، أعلنت وكالة الطاقة الدولية أن عام 2024 شهد إنتاج 17.3 مليون سيارة كهربائية، بزيادة نسبتها نحو 25% عن عام 2023، وكانت حصة الصين منها 12.4 مليون سيارة، أي ما يفوق 70% من مجمل الإنتاج العالمي. وإليكم أربعة أسباب لهيمنة الصين على صناعة السيارات في العالم؟ دعم نقدي قياسي: حيث قدّمت حكومة بكين، دعما استثنائيا لصناعة السيارات الكهربائية منذ 2009، بلغ مجموعه أكثر من 230.9 مليار دولار أميركي حتى عام 2023، وفقا لمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية.. وتنوّع هذا الدعم بين إعانات نقدية، قروض بفوائد مخفضة، وإعفاءات ضريبية، مما مكّن شركات محلية صينية مثل “بي واي دي” و”نيو” من تسريع الابتكار وخفض كلفة الإنتاج. نموذج التكامل العمودي لتقليص التكاليف: وبالفعل تصنع الشركات الصينية معظم مكونات سياراتها داخليا، بما يشمل البطاريات والمحركات، وهذا يقلص التكاليف بنسبة تصل إلى 30%، ويقلل الاعتماد على سلاسل التوريد الخارجية، مما يمنحها مرونة أكبر مقارنة بالمصنعين الغربيين. السيطرة على صناعة البطاريات: حيث تمتلك الصين حصة الأسد في إنتاج البطاريات، وتوفر نحو 80% من الخلايا المستخدمة عالميا، وتستند هذه السيطرة إلى تفوق في تكرير المواد الخام مثل الكوبالت والليثيوم والنيكل والغرافيت، ويؤكد معهد ماساتشوستس أن هذا التفوق نتيجة خطة طويلة الأجل بدأت قبل أن تعي الدول الغربية أهمية هذه الموارد. استثمار ضخم في البحث والتطوير: فالشركات الصينية لا تعتمد فقط على الدعم الحكومي، بل تستثمر بكثافة في البحث والتطوير، فقد أنفقت شركة “بي واي دي” وحدها نحو 2.84 مليار دولار على البحث والتطوير في النصف الأول من 2024، بزيادة سنوية بلغت 42%. أسعار تنافسية وجودة مقبولة: حيث تقدم الشركات الصينية سيارات بأسعار تقل بنسبة تصل إلى 50% مقارنة بالسيارات الغربية، مع الحفاظ على معايير جودة تلبي تطلعات المستهلك.. أما في مجال السيارات الكهربائية، فالفجوة السعرية أكبر، حيث تشير بيانات منصة “جوانجيا أوتو” إلى أن السيارات الكهربائية الصينية أرخص بنسبة 53% من نظيراتها المستوردة.