كشف مخرج فيلم Avatar جيمس كاميرون أن فيلم Oppenheimer للمخرج كريستوفر نولان كان "تنصّلاً أخلاقياً إلى حد ما"، وذلك أثناء حديثه عن خططه لفيلمه القادم Ghosts of Hiroshima.

وكان قد تم الكشف خلال العام الماضي أن كاميرون، والذي يعتبر ثاني أعلى المخرجين تحقيقاً للإيرادات في التاريخ، سيتوقف مؤقتاً عن صناعة أفلام Avatar ليُخرج فيلماً مقتبساً عن كتاب "Ghosts of Hiroshima" للكاتب تشارلز بيليغرينو.

ووصف كاميرون مبتكر فيلمه المقتبس هذا بأنه "فيلم سينمائي صارم لا يُساوم"، يركّز على القصة الحقيقية لرجل نجا من القنبلتين اللتين سقطتا على هيروشيما وناغازاكي خلال الحرب العالمية الثانية.

ومن المقرر إصدار كتاب Ghosts of Hiroshima في 5 أغسطس، دون تحديد موعد لعرض النسخة السينمائية بعد. إلا أن كاميرون تحدث بالتفصيل عن المشروع في مقابلة مع موقع Deadline، حين سُئل عن إمكانيات فيلمه في ظل النجاح الهائل الذي حققه فيلم Oppenheimer، والذي تجاوز المليار دولار في شباك التذاكر وفاز بسبع جوائز أوسكار.

فأجاب كاميرون: "نعم… من المثير للاهتمام ما الذي اختار نولان الابتعاد عنه"، قبل أن يُلمّح إلى أن Ghosts of Hiroshima قد لا يحظى بنفس جاذبية Oppenheimer الجماهيرية. وأضاف: "انظر، أحببت أسلوب صناعة الفيلم، لكني شعرت بأنه كان تنصّلاً أخلاقياً إلى حد ما".

وتابع كاميرون موضحاً: "لأن أوبنهايمر لم يكن غير مدرك لآثار ما يصنعه. هناك مشهد وجيز واحد فقط في الفيلم نرى فيه، ولا أحب أن أوجّه نقداً لأفلام المخرجين الآخرين، لكنه مجرد لحظة قصيرة يرى فيها جثثاً متفحمة بين الجمهور، ثم ينتقل الفيلم ليستعرض لنا كيف أثّر ذلك فيه بعمق. لكنني شعرت أن الفيلم تهرّب من الموضوع. لا أعلم إن كانت الاستوديوهات أو كريستوفر من اعتبر أن ذلك موضوع جدلي لا يجب الاقتراب منه، لكنني أريد أن أواجه هذا الموضوع الجدلي مباشرة. هذا أسلوبي الجنوني في العمل".

وكان نولان قد ردّ سابقاً على هذا النوع من الانتقادات التي وُجّهت لفيلم Oppenheimer، خاصة فيما يخص عدم تصويره للفظائع الفعلية التي خلّفها قصف هيروشيما وناغازاكي. ففي أكتوبر 2023، صرّح المخرج سبايك لي: "طالما أن الفيلم يمتد لثلاث ساعات، كنتُ أتمنى أن تُضاف بعض الدقائق لتُظهر ما حصل للشعب الياباني. الناس تبخّروا. وظلّت أجساد الناس تحتوي على إشعاعات لسنوات عديدة لاحقة. نولان يمتلك سلطة قوية، إنه يملي على الاستوديوهات ما يجب أن تفعله. كنتُ لأود أن يُظهر نهاية الفيلم ما أحدثته تلك القنبلتين في اليابان".

من جهته، أوضح نولان أن فيلمه Oppenheimer يركّز على أوبنهايمر نفسه، وبالتالي يتمحور حول ردود أفعاله تجاه الأحداث، قائلاً لمجلة Variety في نوفمبر 2023: "يقدّم الفيلم تجربة أوبنهايمر من منظور ذاتي. وكان من نيّتي منذ البداية أن ألتزم بذلك تماماً. سمع أوبنهايمر عن القصف النووي في نفس توقيت بقية العالم. أردتُ أن أُظهر شخصاً بدأ يدرك تدريجياً العواقب غير المقصودة لأفعاله. الموضوع لا يتعلّق فقط بما أعرضه، بل أيضاً بما لا أعرضه".

وحين أشار موقع Deadline أن نولان ربما يأمل في أن يروي أحدهم تلك القصة لاحقاً، ردّ كاميرون قائلاً: "حسناً، سأرفع يدي. سأقوم أنا بذلك يا كريستوفر، لا مشكلة. تعالَ إلى العرض الأول لفيلمي وقل كلاماً لطيفاً…".

ويبدو أن فيلم Ghosts of Hiroshima سيكون مختلفاً تماماً عن Oppenheimer، كما يبدو أنه سيستغرق وقتاً طويلاً قبل تنفيذه. إذ أوضح كاميرون أنه لم يكتب كلمة واحدة من السيناريو بعد، قائلاً: "أنا لست في هذه الحالة الذهنية الآن".

ومع ذلك أشار إلى أنه يضع الجمهور في اعتباره أثناء التفكير في الفيلم: "ما مقدار الجحيم الذي يمكن أن يستوعبه الجمهور ويستمر بعده في التحمّل؟".

وأضاف: "أعتقد أنك بحاجة إلى عرض تلك الفظائع على شكل لمحات، ويجب أن تضعها في سياق يربطها بأشخاص تهتم لأمرهم. هناك الكثير من التحديات في سرد هذه القصة. يمكنك أن تقول: 'كن جريئاً ولا تُساوم'، لكني لا أريد أن أكون جريئاً لدرجة تجعل الناس يغادرون القاعة بعد 15 دقيقة. يجب أن تحافظ على تسلسل سردي يبقيها ضمن سياق. لكن كما قلت، أنا أتّبع نهج ستيفن، وهو عرض ما حدث".

وهنا يُشير كاميرون إلى فيلم Saving Private Ryan للمخرج ستيفن سبيلبرغ، والذي يستلهم منه كاميرون أسلوبه، قائلاً: "أريد أن أفعل لما جرى في هيروشيما وناغازاكي، ما فعله سبيلبرغ للهولوكوست وإنزال النورماندي في Saving Private Ryan. لقد أظهر الأمور كما حدثت بالفعل".

وأضاف كاميرون: "اسمع، قد يكون هذا هو الفيلم الأقل ربحاً من بين جميع أفلامي، لأنني لن أكون متساهلاً، ولن أُجامل أو أُلطّف".