أكد الدكتور سعيد البطوطي، رئيس المجموعة الاستشارية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة، أن التحالفات العالمية بين شركات الطيران باتت أحد أبرز ملامح صناعة النقل الجوي الحديثة، مشيرًا إلى أن هذه التكتلات تُشكَّل بهدف التعاون في التشغيل والتسويق والمبيعات، وتوزيع المسارات الجوية، وتوفير النفقات وتعزيز التنافسية، فضلًا عن تحسين الخدمات وتحقيق أقصى استفادة من الأسواق.

وتُعد تحالفات الطيران نموذجًا ناجحًا للتكامل العالمي، إذ تسمح للشركات الأعضاء باستخدام صالات الانتظار المشتركة، وتبادل نقاط برامج المسافر الدائم، وأولوية الصعود للطائرات، ما يسهم في تحسين تجربة الركاب وتعزيز ولائهم.

ويوجد حاليًا ثلاث تحالفات كبرى تهيمن على السوق العالمي.

أولها تحالف ستار، وهو الأقدم والأكبر، تأسس عام 1997، ويضم حاليًا 25 شركة طيران، من بينها شركات عربية بارزة مثل مصر للطيران والخطوط الجوية الإثيوبية والتركية. ويغطي التحالف أكثر من 1330 وجهة في 192 دولة، ويشغّل أكثر من 18,500 رحلة يوميًا بأسطول يتجاوز خمسة آلاف طائرة، ويخدم نحو 641 مليون مسافر سنويًا.

أما تحالف وان وورلد، فقد تأسس عام 1999، ويضم 15 شركة طيران منها الخطوط القطرية، والطيران العماني، والخطوط الملكية الأردنية، والخطوط المغربية. يقوم التحالف بتنفيذ 4.6 مليون رحلة تغطي 900 وجهة حول العالم، ويخدم نحو 500 مليون مسافر.

فيما تأسس تحالف سكاي تيم عام 2000، ويضم 18 شركة طيران منها الخطوط السعودية وطيران الشرق الأوسط والخطوط الفرنسية والهولندية والكورية، ويُنفّذ أكثر من 13,600 رحلة يوميًا إلى أكثر من ألف وجهة في أكثر من 160 دولة، وينقل سنويًا نحو 624 مليون راكب.

وشدد البطوطي على أن هذه التحالفات لم تعد ترفًا، بل ضرورة استراتيجية في ظل تحديات التشغيل، وارتفاع تكاليف الوقود، والمنافسة من الشركات منخفضة التكاليف. كما أن دخول ناقلات عربية كبرى ضمن هذه التحالفات يعكس تطورها واندماجها في الاقتصاد العالمي، ويمنحها قدرة تنافسية أعلى وفرصًا أوسع للتوسع والابتكار في تقديم خدماتها.