في ظاهرة سماوية نادرة تُبهر علماء الفلك والهواة على حد سواء، سيقوم قمر تيتان، أكبر أقمار كوكب زحل، بإلقاء ظله على سطح الكوكب خلال صيف عام 2025، ما يُشكل مشهدًا أشبه بـ"ثقب مظلم" يعبر قرص زحل اللامع، في حدث لا يتكرر إلا مرة كل 15 عامًا.

يرتبط هذا الحدث بظاهرة تُعرف باسم الاعتدال الزحلي أو عبور مستوى الحلقات، حيث تصبح حلقات زحل مائلة تمامًا في خط الرؤية من الأرض، لتبدو وكأنها تختفي. وقد حدث هذا الاصطفاف في مارس 2025، ما مهّد لبدء موسم عبور ظل تيتان، والذي لن يتكرر قبل عام 2040.

ووفقًا لموقع Space، فإن تيتان، الذي يدور حول زحل مرة كل 16 يومًا، سيلقي بظله على الكوكب عدة مرات خلال الأشهر المقبلة، ومن المتوقع حدوث 10 عبورات للظل خلال عام 2025، كان آخرها في 16 يونيو، فيما ستحدث العبوريات السبعة المتبقية في التواريخ التالية:
• 2 يوليو
• 18 يوليو
• 3 أغسطس
• 19 أغسطس
• 4 سبتمبر
• 20 سبتمبر
• 6 أكتوبر

ويُشبه عبور ظل تيتان ظاهرة الكسوف القمري، حيث يظهر على زحل كـ”بقعة سوداء” صغيرة ومتحركة، وهي ظل القمر نفسه. هذا المشهد لا يُرى إلا في فترات خاصة جدًا عند تساوي ميل الحلقات، ما يجعل هذا الحدث فرصة نادرة لا تُفوّت لمحبي الفلك.

لكن مشاهدة هذه العبوريات تتطلب استعدادًا جيدًا، حيث يُوصى باستخدام تلسكوب قوي لا يقل عن تكبير ×200 لرؤية القمر وظله بوضوح. وسيرى المشاهدون في أمريكا الشمالية زحل في سماء الفجر المنخفضة، لذلك يُنصح باستخدام برامج فلكية لتحديد الأوقات الدقيقة للعبور حسب الموقع الجغرافي، مع التأكد من صفاء السماء وخلوها من الغيوم.

ويشير تقرير Sky & Telescope إلى أن مدة العبور تختلف خلال الموسم؛ إذ تستمر الأحداث الأولى عدة ساعات، بينما تُختصر فترة ظهور الظل تدريجيًا حتى يصبح مرئيًا لبضع دقائق فقط في أكتوبر.

هذا الحدث يمثل فرصة علمية وتثقيفية نادرة، سواء لمراقبة تفاعل الأجسام السماوية، أو لفهم ديناميكيات زحل وأقماره بشكل أفضل. إنه تذكير جميل بجمال الكون وتعقيده، وفرصة لمراقبة إحدى أروع الظواهر الفلكية التي لا نشهدها إلا كل عقد ونصف من الزمن.