أعلنت دائرة الصحة – أبوظبي، الجهة التنظيمية لقطاع الرعاية الصحية في الإمارة، عن شراكة طموحة مع جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو ومعهد الجينوم المبتكر، تهدف إلى بحث تأسيس أول مراكز من نوعها للجراحة الجينية في العالم ليكون مقرها في أبوظبي وكاليفورنيا، وجاء ذلك خلال زيارة استراتيجية قام بها وفد من منظومة الرعاية الصحية في أبوظبي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يهدف التعاون لتحفيز جهود الإمارة لتصدر مشهد الطب الجيني وتطوير العلاجات الجينية الشخصية، لتقديم خدمات رعاية صحية مبتكرة بأسلوب جديد كلياً يعود بالنفع على المجتمع العالمي.800 ألف عينةوتنسجم هذه الشراكة مع رؤية أبوظبي الرامية لتوظيف علوم الجينوم في مجالات الصحة العامة ودفع عجلة التحول نحو الرعاية الشخصية والوقائية، ويتصدر برنامج الجينوم الإماراتي هذه الجهود المبذولة في أبوظبي، إذ نجح بوضع التسلسل لأكثر من 800 ألف عينة جينية حتى أمس، سعياً لإنشاء إحدى أكثر قواعد البيانات الجينية الوطنية تنوعاً على مستوى العالم، ودعم هذا البرنامج بالفعل العديد من المبادرات مثل النظام الوطني لتقارير الصيدلة الجينية، مع توافر أكثر من 160 ألف تقرير الآن للمساعدة في تصميم الخطط العلاجية بناءً على الملفات الجينية للأفراد، ومن الإنجازات الأخرى إدخال الاختبار الجيني ضمن برنامج فحوص ما قبل الزواج، وإطلاق برنامج الفحص الجيني لحديثي الولادة، وتطوير منصة الجينوم المرجعي الإماراتي، ويجري تعزيز هذه الجهود عبر صقل مهارات أكثر من 100 طبيب إماراتي في مجال طب الجينوم والمشورة الجينية ضمن برامج تدريبية متقدمة، بما يُسهم في تعزيز الخبرات المحلية في هذا المجال الحيوي.وستتيح المراكز الجديدة تشخيص وتصحيح الحالات الجينية المعقدة في مراحل مبكرة لتحسين النتائج العلاجية، وستستفيد من تقنيات كريسبر وستقدم إجراءات علاجية مخصصة مبنية على الملف الجيني للمريض قادرة على الارتقاء بالنتائج العلاجية ما يُمهد لمستقبل واعد للرعاية الصحية.وقالت الدكتورة نورة خميس الغيثي، وكيلة الدائرة: «يعكس هذا التعاون التزام أبوظبي بالابتكار في المجالات العلمية المتقدمة، حيث تأتي مع جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو ومعهد الجينوم المبتكر، الذي يُعد إحدى أبرز المؤسسات العالمية المعنية بالعلاج الجيني، للمساهمة بتعزيز إمكاناتنا على توظيف الرعاية المدعومة بعلوم الجينوم ضمن منظومتنا الصحية بما يقدم فرصة استثنائية لتصحيح الحالات الجينية قبل الولادة، ويقي من الأمراض المزمنة ويحد من تكاليف الرعاية الصحية على المدى الطويل، بما يعزز صحة وسلامة أفراد المجتمع في أبوظبي وخارجها».وستسهم هذه الشراكة في تعزيز القدرة على التوصّل لحلول مبتكرة وتقديمها بكفاءة بما يلبي الاحتياجات الفعلية ويعود بالنفع على المرضى المصابين بأمراض وراثية ونادرة معقدة، وذلك عبر جمعها مع البنية التحتية الصحية المتطورة في أبوظبي وقدراتها في مجال البيانات الجينية إلى جانب الريادة العالمية لجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو في علاج الأجنة والأطفال والبحوث السباقة وإمكانات التحرير الجيني لدى معهد الجينوم المبتكر.وقالت الدكتورة تيبي ماكنزي، مديرة مجلس إدارة مركز الخلايا الجذعية بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو: «يشهد القطاع الطبي اليوم تطوراً استثنائياً، حيث تلوح في الأفق فرصة سانحة لتطوير علاجات تُنقذ حياة المرضى الذين يعانون من حالات وراثية معقدة، متطلعين إلى إمكانية تطوير برامج تجمع بين الخبرات متعددة التخصصات، وتُحقق ترابطاً في الخطوات العديدة ما بين تشخيص الأمراض الوراثية وتطوير وتنفيذ استراتيجية آمنة لجراحة الجينوم».تقنية كريسبروقال الدكتور فيودور أورنوف، أستاذ العلاج الجزيئي في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، ومدير علاجات «كريسبر» في مجلس معهد الجينوم المبتكر وداناهير: «يشهد هذا العام إنجازاً بارزاً في مجال العلوم والطب، وهو علاج لتحرير الجينات بتقنية كريسبر، صُمم وقُدّم عند الطلب لرضيع يعاني من خلل خلقي حاد في التمثيل الغذائي في وقت قياسي، تتمثل مهمة معهد الجينوم المبتكر، كما حددتها مؤسسته، جينيفر دودنا، الحائزة على جائزة نوبل لعام 2020 لتحرير الجينات بتقنية كريسبر، في جعلها معياراً للرعاية الطبية، بغض النظر عن مكان ولادة هذا الطفل.وأطلقت أبوظبي علاج كاسجفي للمرة الأولى في دولة الإمارات، وهو أوَّل علاج بتقنية التحرير الجيني كريسبر-كاس9، لمرضى فقر الدم المنجلي والثلاسيميا، إضافة إلى برنامج الطب الشخصي الدقيق لعلاج الأورام، الذي قدّم رعايةً مخصصة لأكثر من 250 مريضاً بالسرطان.