كتب عبد الحليم سالم

تُعد شركة نيازا "النصر للأجهزة الكهربائية والالكترونية " ، إحدى شركات وزارة قطاع الأعمال العام ، إحدى أقدم وأعرق شركات قطاع الأعمال العام، والتي كانت فيما مضى رائدة في تصنيع لمبات الإضاءة في مصر والشرق الأوسط، لكنها تراجعت بشكل كبير في السنوات الأخيرة بفعل عدة عوامل، أبرزها المنافسة الشرسة من المنتجات المستوردة، والتطور السريع في تكنولوجيا الإضاءة مثل اللمبات الليد (LED) والموفرة للطاقة.

ومع توجه الدولة نحو التحول للاقتصاد الأخضر وترشيد استهلاك الكهرباء، فإن هناك فرصة حقيقية لإحياء "نيازا" من جديد، إذا ما أُعيد تأهيلها وتحديث خطوط إنتاجها لتواكب التقنيات الحديثة في إنتاج لمبات LED الموفرة والصديقة للبيئة. ويمكن للشركة أن تعود بقوة للمنافسة، لا سيما مع ارتفاع أسعار اللمبات المستوردة، ووجود سوق محلي ضخم يستهلك ملايين الوحدات سنويًا.

وأعلنت الشركة القابضة للصناعات الكيماوية عن تعيين الكيميائي عبد المجيد حجازي، رئيسا تنفيذيا وعضو منتدبا لشركة نيازا ، مما يمثل اضافة قوية تساهم في انطلاق مصانع الشركة ، بما يمتلكه من خبرات كبيرة اخرها توليه رئاسة شركة كيما .

كما يمكن الاستفادة من الطاقات البشرية الموجودة بالشركة، والخبرة التراكمية في قطاع الإضاءة، إذا ما تم تدريبها وتحديث معدات الإنتاج، مع إدخال شراكات مع القطاع الخاص أو مستثمرين أجانب لديهم خبرة تكنولوجية، بهدف نقل التكنولوجيا وتوطينها.

الدولة تملك اليوم محفزات عديدة، منها دعم الصناعة المحلية، وتفضيل المنتج المصري في المشتريات الحكومية، مما قد يمنح "نيازا" ميزة تنافسية في توفير إمدادات الإضاءة للمصالح الحكومية والمدارس والمستشفيات. كما أن إمكانية التوسع في تصنيع وحدات الطاقة الشمسية المتكاملة مع وحدات الإضاءة يمكن أن يفتح بابًا جديدًا للإيرادات.

إجمالًا، يمكن القول إن عودة نيازا مرهونة بوجود إرادة استثمارية حقيقية، ورؤية فنية واضحة لتحديث المنتجات والتوسع في السوق، وربط ذلك باستراتيجية الدولة للتحول للطاقة النظيفة وخفض الاستيراد، مما يجعل الشركة أحد روافد النهضة الصناعية في مصر مجددًا.