حققت الفنانة القطرية الأمريكية صوفيا الماريا إنجازا جديداً بفوزها بجائزة Frieze Artist Award لعام 2025 عن مشروعها الجريء الذي يمزج بين الكوميديا السوداء والفن المعاصر، لتكرس مكانتها كإحدى أبرز الفنانات العربيات اللواتي يعبرن عن قضايا الهوية والاضطراب النفسي والمجتمعي بأسلوب بصري مبتكر.
تعد جائزة Frieze من أرفع الجوائز التي تُمنح للفنانين الصاعدين أو في منتصف مسيرتهم، وتوفر دعما ماليا لإنتاج عمل جديد يُعرض ضمن فعاليات Frieze London في حديقة Regents Park، ويُلقى الضوء عليه من قبل أبرز النقاد ومتابعي الفن المعاصر حول العالم.
فوز صوفيا الماريا بجائزة عالمية
قدمت صوفيا الماريا مشروعا بعنوان Wall Based Work a Trompe LOL وهو عبارة عن نادٍ كوميدي داخل خيمة مخصصة للفن، حيث يتم تقديم عروض مباشرة تضم فنانين كوميديين يتفاعلون مع الجمهور ضمن مشاهد مرتجلة. هذه العروض لا تهدف فقط للإضحاك، بل تحمل طابعا نقديا يفتح أبواب التأمل والسخرية من الواقع في آنٍ واحد.
يمثل المشروع محاولة لدمج الأداء الحي بالفن البصري في صيغة تتحدى المألوف، وتستخدم الضحك كأداة للكشف عن التوترات الكامنة في المجتمعات المعاصرة، وتحديدا في ظل ما وصفته الماريا بـ القلق الجماعي في زمن ما بعد الحقيقة.
لجنة تحكيم دولية تشيد بالتجربة
ضمت لجنة تحكيم الجائزة هذا العام نخبة من الأسماء البارزة في عالم الفن، مثل إيفا لانغريت مديرة Frieze في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، وميلاني بوكوك من مؤسسة Ikon، وكريس روكليف من Forma، وقد أجمعت اللجنة على أن المشروع يتميز بجرأته وبمقاربته الفريدة للفن بوصفه تجربة تفاعلية ومؤثرة.
قالت اللجنة إن صوفيا الماريا نجحت في تحويل منصة كوميدية إلى مساحة اعتراف جماعي، حيث يمكن للفرد أن يرى ذاته داخل الجماعة ويشعر بوجوده داخل واقع معقد، ما يجعل العمل يتجاوز الطابع الفني إلى التأثير العاطفي والفكري.
جذور ثقافية مزدوجة
ولدت صوفيا الماريا في واشنطن من أم أمريكية وأب قطري، ونشأت بين الخليج والولايات المتحدة، ما منحها وعيا خاصا بالتداخل الثقافي وبالأسئلة المتعلقة بالهوية والانتماء. انعكست هذه الخلفية بوضوح في أعمالها الفنية التي عرضت في مؤسسات مرموقة مثل تيت بريتن، وبينالي البندقية، ومتحف ويتني.
تستخدم الماريا وسائط متعددة مثل الفيديو والتركيب والنصوص والمجسمات، وتدمج بينها لتنتج أعمالا تنبش في الذاكرة الجماعية، والسياسات الثقافية، ونظرة الآخر للعالم العربي. وقد عُرفت بتقديمها لرؤية ما بعد استعمارية تقلب الصورة النمطية وتسترجع الرواية من منظور جنوبي.
الكوميديا كمرآة للاضطراب
تؤمن صوفيا الماريا بأن الكوميديا ليست فقط وسيلة للهروب، بل أداة مقاومة، تظهر التناقضات وتحرض على المواجهة. ترى أن الضحك الجماعي في المساحات العامة يمكن أن يكون بمثابة طقس جماعي يُحرر الألم ويُفسح المجال للتفكير. وبالنسبة لها، فإن فن الأداء ليس مجرد استعراض، بل حوار مفتوح مع الآخر ومع الذات.
مشروعها الذي فاز بالجائزة ليس مجرد نكتة ممتدة، بل بنية سردية تتطور كل يوم مع تغير الممثلين وتفاعل الجمهور، ما يجعله مشروعا حيا نابضا يطرح أسئلة بلا إجابات جاهزة.
Frieze Artist Award ودورها في دعم الأصوات الجديدة
تشكل جائزة Frieze منصة مثالية لاكتشاف أصوات جديدة، حيث تقدم للفنانين مساحة للعرض والدعم الفني والنقدي، وتُظهر كيف يمكن أن تتقاطع مفاهيم الهوية والانتماء واللغة ضمن أعمال معاصرة. فوز صوفيا الماريا هذا العام يعكس حرص الجائزة على دعم الأعمال التي تكسر الحدود التقليدية بين أشكال الفن المختلفة وتقدم مضمونا يتجاوز الزخرف إلى جوهر التجربة الإنسانية.
سياق فني وسياسي
يتزامن هذا الفوز مع تصاعد الاهتمام العالمي بالفن القادم من منطقة الخليج، وخصوصا من النساء اللواتي يعبرن عن واقعهن بأصوات مستقلة. في هذا الإطار، تعتبر تجربة صوفيا الماريا نموذجا للفن الذي لا يكتفي بإثارة الإعجاب، بل يُقلق ويُحرّض على إعادة التفكير في العالم من حولنا.
الفن كما تقدمه الماريا ليس ترفا ولا زينة، بل ضرورة للنجاة وسط زحام القضايا، وهو ما جعلها تفوز بإجماع كبير من لجنة التحكيم ونالت إعجاب جمهور المعرض. وسط احتفاء جماهيري وفني كبير.
ما بين نساء سعوديات وأخريات إماراتيات وقطريات، تتنوع إنجازات المرأة العربية في الكثير من القطاعات حول العالم، ليستمر بذلك مسلسل الإنجازات الذي تنسجه المرأة العربية بحروف من ذهب.
شاهدي أيضاً: سيدات عربيات حلّقن في الفضاء بإنجازات لا تنسى
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.