أكد أسطورة كرة القدم الإسبانية، كارلوس بويول، أن قيادته للمنتخب الإسباني شكّلت لحظة فارقة واستثنائية في مسيرته الرياضية، مشيراً إلى أن تمثيل بلاده يومياً على أعلى المستويات كان شعوراً يفوق الوصف، لما يحمله من مسؤولية وطنية وشرف كبير. وقال بويول، خلال مشاركته في القمة العالمية للرياضة في دبي، إن الشهرة لم تكن يوماً هدفه الأساسي، بقدر ما كانت المسؤولية المترتبة على ارتداء قميص المنتخب والدفاع عن ألوان «لاروخا» في مرحلة مفصلية من تاريخ الكرة الإسبانية. وأوضح قائد المنتخب الإسباني السابق أن المنتخب في تلك الفترة ضم لاعبين ينتمون إلى مدارس كروية مختلفة، في مقدمتها برشلونة وريال مدريد، ورغم حدة المنافسة بين الناديين على مستوى الأندية، فإن أجواء المنتخب كانت نموذجية، حيث سادت روح الانسجام والكيمياء العالية داخل غرفة الملابس، دون أي انقسامات أو صراعات، وهو ما شكّل أحد أبرز أسرار النجاح. وأشار بويول إلى أن التتويج بكأس العالم 2010 لم يكن مجرد إنجاز عابر، بل مثّل تحولاً حقيقياً في عقلية المنتخب الإسباني، إذ ترسخت منذ ذلك الحين هوية واضحة قائمة على اللعب الجماعي، واستمرت الأفكار نفسها حتى مع تعاقب الأجهزة الفنية. وأضاف أن لقب مونديال 2010 جاء تتويجاً لجيل استثنائي نجح في تجاوز الخلافات وتحويل التنوع والاختلاف إلى مصدر قوة، لافتاً إلى أنه رغم التحديات التي ظهرت لاحقاً بفعل المنافسة بين لاعبي برشلونة وريال مدريد، فإن المنتخب حافظ على وحدته، وواصل نجاحاته بالتتويج ببطولة أمم أوروبا 2012. واختتم بويول تصريحاته بالتأكيد على أن عام 2010 شكّل نقطة انطلاق لعقلية جديدة داخل المنتخب الإسباني، قائمة على الإيمان بالقدرات الذاتية والعمل الجماعي والطموح لكتابة التاريخ، معتبراً تلك المرحلة من أجمل وأهم الفترات في مسيرته الكروية.