(روضة المعارف الوطنية بالقدس .. تاريخ يأبى النسيان)، كتاب جديد صدر لجبرتي المسرح، الدكتور سيد علي إسماعيل الكتاب، كما ذكر جبرتي المسرح، حاول الكيان الصهيوني وغيره من المتصهينين عرقله صدوره ومنعه!! وجاء في إهداء الكتاب:إهداء إلى الشعب الفلسطيني الصامد .. المُقاوم إلى المدرسة العمرية بالقدس إلى جميع مدارس روضة المعارف في فلسطين والسعودية والأردن إليكم الرواية الحقيقية!! الكتاب يحمل أدق التفاصيل لتاريخ مجهول، غير مكتوب، وغير منشور في أي كتاب من قبل – بهذه التفاصيل الدقيقة – عن تاريخ القدس وفلسطين! فالتاريخ الموجود في هذا الكتاب هو تاريخ لمكان حاربه الاحتلال الإنجليزي وحاول إغلاقه طوال عشرات السنين!! وبعد نكبة 1948، وبعد احتلال القدس استولى الكيان الصهيوني على مبانيه – الموجودة حتى الآن وتشغلها «المدرسة العُمرية» بالقدس – وغيّر اسمه حتى لا تنطق حجارته بحقيقة تاريخه! ويقول د. سيد علي إسماعيل : إن ما حدث في السابع من أكتوبر 2023 جعل العالم كله يستفيق، حيث أعادت أحداثه «قضية فلسطين» المشروعة إلى الواجهة، بعد أن حاول الكيان الصهيوني طمسها طوال «77» سنة! فالعالم الآن على قناعة تامة بحق الشعب الفلسطيني في العيش بكرامة في دولة مستقلة عاصمتها «القدس»!! وللأسف الشديد ظن الكيان الصهيوني بإخفائه وإحراقه وتزييفه لوثائق الدولة الفلسطينية – قبل النكبة – أنه نجح في فرض روايته الكاذبة بأنه استولى على أرض بلا شعب!! ونسى هذا الكيان البغيض أن «الرواية الحقيقية» للشعب الفلسطيني – داخل دولته الفلسطينية وعلى أرض فلسطين – قبل النكبة، ستظل بارزة للعيان مهما حاول إخفاءها!! يروي الكتاب تاريخ فلسطين بصورة حقيقية موثقة، ولا يستطيع الكيان الصهيوني التشكيك في معلومة واحدة فيه!! هذا الكتاب خطوة ثانية في مشروع كبير، بدأه الجبرتي بكتاب «المسرح في فلسطين قبل النكبة» الذي أصدرته وزارة الثقافة الفلسطينية في طبعتين 2021 و2022. وقال الجبرتي: سأستمر في استكمال مشروعي لإثبات وتوثيق «الرواية الحقيقية» للحياة الفنية الفلسطينية قبل النكبة، وتحديداً حول «تاريخ المسرح الفلسطيني قبل النكبة»، و«تاريخ السينما في فلسطين قبل النكبة»، و«تاريخ المقاهي الفنية في فلسطين قبل النكبة»، معتمداً في مشروعي هذا على أمرين لا ثالث لهما: «الوثائق» و«الصحف الفلسطينية» التي صدرت قبل النكبة منذ عام 1908 إلى 1948، كونها توثق الأحداث في وقتها، ومهما حاول الكيان الصهيوني إخفاءها، سيفشل .. لأنها تحكي «الرواية الحقيقية» للشعب الفلسطيني على أرضه، وهي الرواية التي سينقلها مشروعي للأجيال القادمة!! كتاب «روضة المعارف الوطنية بالقدس .. تاريخ يأبى النسيان»، هو وثيقة تاريخية توثق وتؤرخ لأهم مكان تعليمي، ليس في القدس ولا في فلسطين فقط .. بل في العالم العربي كله!! هذا المكان هو «روضة المعارف الوطنية بالقدس» الذي أنشأه الشيخ «محمد الصالح» عام 1906 كُتّاباً فأصبح مدرسةً تألقت فاستحقت أن تكون كليةً! وهذه الكلية هي مصنع الرجال الذي صنع أعلاماً عربية وفلسطينية قبل النكبة! هذه الكلية هي أرقى نموذج تعليمي تربوي في تاريخ المدارس الوطنية بالقدس!! وكلية روضة المعارف، كما ذكر الجبرتي في مقدمته، عبارة عن مُجمع مدارس شمل أوقاف خمس مدارس، ما زالت مبانيها موجودة حتى الآن في البلدة القديمة بالقدس تحت اسم «المدرسة العُمرية»!! وروضة المعارف هي أول مدرسة وطنية في تاريخ فلسطين التعليمي تُدرِّس علومها باللغة العربية منذ عام 1906، وكانت تستورد الكتب لطلابها من مكتبات مصر وأميركا ولندن، وكان بها مختبر للطبيعة والكيمياء به أحدث الآلات والأدوات المستوردة من ألمانيا، وكانت أول مدرسة وطنية فلسطينية تُضاء بالكهرباء، وأول مدرسة يصل إليها ماء النبع بالمواسير، وأول مدرسة تستخدم الراديو في التعليم! وأول مدرسة بها أول مرصد فلكي في فلسطين لقياس درجة الحرارة بالسنتيجراد، وكمية الأمطار بالمليمترات وفقاً لشهور السنة! وأول مدرسة تُدخل تعاليم الكشافة إلى مدارس فلسطين عام 1911، وأول مدرسة وطنية فلسطينية تُدخل رياضة كرة القدم في فلسطين ومدارسها الوطنية، عندما فازت بالكأس الفضية لحكومة فلسطين المخصصة لأقوى فرقة مدرسية عام 1928، وهو عام إنشاء الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم! أما أكبر إنجاز رياضي لروضة المعارف أنها أدخلت الألعاب الأوليمبية في فلسطين عام 1931 قبل أن تُمارس في فلسطين بصفة رسمية احترافية على مستوى الأندية! كان المتفوق من خريجي روضة المعارف يحصل على ميداليتين ذهبيتين: الأولى مهداة من «عبد الكريم الغزنوي» عضو المجلس التنفيذي لحكومة البنغال في الهند، والأخرى مهداة من مفتي القدس الحاج «أمين الحسيني» رئيس المجلس الإسلامي الأعلى! وكان يحق لجميع خريجي روضة المعارف استكمال دراساتهم في الجامعة الأميركية ببيروت والقاهرة، والأزهر الشريف، وكلية دار العلوم، وكلية طب دمشق ودار المعلمين في بغداد دون امتحان للقبول، حيث إن مستوى خريج روضة المعارف العلمي يفوق مستوى خريج المدارس الثانوية الأخرى! لذلك استكمل بعض الخريجين دراساتهم – بالإضافة إلى ما سبق – في جامعات مونبيليه بفرنسا، وليفربول وكمبريدج وإكسفورد بإنجلترا، وروبرت كوليج بإستامبول، ورتكارز نيو جسري بأميركا. والجدير بالذكر أن لكلية الروضة مجلة مدرسية، فاقت في قيمتها وأهميتها أغلب المجلات المدرسية الفلسطينية والعربية، حيث كتب فيها كبار أعلام العصر، أمثال: الدكتور «مهدي علام» أستاذ التربية، والدكتور «أحمد ضيف» أستاذ الأدب العربي بدار العلوم العليا، والدكتور «عبد الوهاب النجار»، والدكتور «محمد خلف الله» عضو بعثة وزارة المعارف المصرية بجامعة لندن، و«محمد بك الشريقي» مفتش المعارف في إمارة شرق الأردن، والدكتور «وليم فانديك» الأستاذ بالجامعة الأميركية ببيروت، و«محمد أحمد جاد المولى» بالمجمع اللغوي الملكي بالقاهرة، والأستاذ «محمد الأحمدي الظواهري» شيخ جامع الأزهر، والزعيم التونسي «عبد العزيز الثعالبي». كما أن للمجلة ريادات غير مسبوقة، فهي أول مجلة مدرسية فلسطينية تنشر مقالة لسيدة! وأول مجلة مدرسية تنشر القصة القصيرة في فلسطين! كما أنها أول مجلة مدرسية فلسطينية تنشر نصاً مسرحياً مدرسياً تمّ تمثيله داخل المدرسة! إذا تركنا المجلة وتحدثنا عن «القاعة الكبرى» بكلية روضة المعارف، سنجد أنفسنا أمام قاعة تشبه البرلمان الفلسطيني لمناقشة أحوال فلسطين الدينية والسياسية والاجتماعية! وكانت هذه القاعة المنبر الخطابي والإعلامي الأهم لسماحة الحاج «أمين الحسيني» مفتي القدس، ولأغلب فعاليات المجلس الإسلامي الأعلى الذي يرأسه المفتي! بل أن تاريخ نضال الشيخ «أمين الحسيني» مرتبط بتاريخ هذه القاعة!! ففيها عُقدت أهم المؤتمرات والاجتماعات والاحتفالات والمحاضرات في تاريخ فلسطين قبل النكبة، مثل: الاحتفال بإتمام عمارة المسجد الأقصى، وانعقاد المؤتمر الإسلامي العام للدفاع عن البراق والمسجد الأقصى والأماكن الإسلامية المقدسة عام 1928، والاجتماع الوطني العام دفاعاً عن حائط البراق عام 1929، وحفلة وداع هيئة الوفد الفلسطيني المسافر إلى لندن، والاحتفال بأول يوم لفلسطين بوصفه مناسبة سنوية، والإعلان عن أول إضراب عن العمل للشعب الفلسطيني عام 1930!! وانعقاد المؤتمر الإسلامي العام عام 1931، وإصدار الفتوى بتكفير بائعي الأرض الفلسطينية لليهود، وانعقاد مؤتمر علماء فلسطين الأول عام 1934 .. إلخ، ومن بين جدران هذه القاعة خرجت الشرارة الأولى التي أشعلت الثورة الكبرى الفلسطينية عام 1936. هذه القاعة تشرفت بأسماء ملوك وأمراء وعلماء وأعلام زاروها، أو حاضروا فيها، أو كُرموا فيها، أو تم إحياء ذكراهم فيها، أو أقيمت لهم حفلات تأبين .. إلخ! ومن هذه الأسماء: عاهل العرب الهاشمي «الشريف حسين»، والملك «فيصل الأول» ملك العراق، والأمير «عبد الله» أمير إمارة شرق الأردن، والأمير «سعود بن الملك عبد العزيز آل سعود»، والزعيم الهندي «مولانا شوكت علي»، والعالم الأديب الهندي «حسن نظامي الدلهوي»، ورئيس وزراء العراق «عبد المحسن بك السعدون»، و«شكري القوتلي»، و«موسى كاظم باشا الحسيني»، وأمير الشعراء «أحمد شوقي»، و«إبراهيم عبد القادر المازني»، والأستاذ «أحمد أمين»، والدكتور «محمد حسين هيكل». في هذه القاعة أيضاً عرض «يوسف وهبي» مسرحيات: البؤساء، ووراء الستار، والكوكايين عام 1930. كما كانت هذه القاعة أول مكان لعرض فيلم «وخز الضمير» في فلسطين، وتكريم صاحبته الفنانة «آسيا داغر» عام 1932. كما أقام فيها ملك الكمان «سامي الشوا» حفلات موسيقية، وكذلك غنى فيها المطربان يحيى اللبابيدي، ويوسف حسني. أما المطرب «روحي خمّاش» فكانت بداية ظهوره داخل هذه القاعة وهو في سن التاسعة عام 1932! هذه هي مدرسة روضة المعارف، التي زارها أعلام التربية والتعليم والشخصيات العامة والعالمية، وأجمعوا فيما كتبوه في سجل الزيارات، بأنها أفضل مدرسة زاروها، وأنها أفضل من مدارس أوروبا وأميركا، ولا مثيل لها في البلدان العربية!! ومنهم على سبيل المثال: مس «فينتر جيرالد» المختصة بشؤن التربية والتعليم في واشنطون، و«ستيورت جونسون» سكرتير المفوضية الأميركية في القاهرة، و«البرت ستوب» المفتش العام للجمعيات والكليات الأميركية في الشرق الأدنى، والميجور الإنجليزي «جوردون كاننج» صديق العرب، و«تشرشل» وزير المستعمرات، و«فردريك بلس» العالم الأثري الأميركي، و«السر مارتين قونواي» رئيس تحرير الديلي تلغراف في لندن، و«روجر هولمز» بجامعة هوار، ومولاي «محمد علي» الزعيم الهندي، ومولانا «عبد القدير البدايوني» عضو وفد الهند إلى لندن، والعالم الكبير «محمد سليمان بن قوانغ بي» رئيس جمعية الدعوة الإسلامية الصينية، ومولانا «طاهر سيف الدين» سلطان البهرة، والدكتور «رضا توفيق» ناظر المعارف في الدولة العثمانية، وزعيم تونس «عبد العزيز الثعالبي»، والشاعر العراقي «معروف الرصافي»، والأديب الشاعر «محيي الدين الصفدي»، و«إسماعيل صدقي» وزير الداخلية المصرية، و«أحمد شفيق باشا» ناظر الأوقاف المصرية، و«محمد عبد الله عنان» المؤرخ والصحفي المصري. كما أشار الدكتور سيد علي إسماعيل في مقدمته إلى «نادي الروضة»، وهو نادٍ خاص بخريجي كلية روضة المعارف، ويديره أساتذة كلية الروضة مع بعض الخريجين، حتى لا ينقطع التواصل بين الطالب وبين مدرسته بعد التخرج! وفي هذا النادي ظهر أول فريق كرة قدم وطني محترف في فلسطين تم تكوينه عام 1932، وقد حصل على «درع الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم» والذي سُمي باسم «درع الملك غازي» عام 1934، وحصل أيضاً على درع مؤتمر الشباب عام 1938، وعلى درع الملك غازي مرة أخرى في العام نفسه. وفي عام 1935 أقام «الاتحاد الرياضي الفلسطيني العام» أول مهرجان رياضي عربي في صورة – دورة أوليمبية مصغرة – اشترك فيه نادي الروضة في معظم الألعاب بوصفه المهرجان الرياضي الأول في تاريخ فلسطين على مستوى الاحتراف، وفاز النادي بالمركز الأول ونال كأس المهرجان الأول للاتحاد الرياضي الفلسطيني عام 1935. ويقول الجبرتي: هل قرأت أو سمعت بمدرسة تماثل «روضة المعارف الوطنية» أو تشبهها في تاريخها؟! هذا السؤال طرحه المتخصصون على أنفسهم عام 1934 – أي منذ أكثر من تسعين سنة – فأجابوا بأن لإنجلترا مدرسة «إيتون» لتخريج رجال الإمبراطورية وساستها وأبطالها ورافعي لواء مجدها وعزها! وللفرنسيين مدرسة «سان سير» الحربية، وللأمة الألمانية كذلك مدرسة مشهورة، ولكل أمة معهد يخرج رجالاً. وفي فلسطين «روضة المعارف» هي مدرسة «إيتون» العربية التي تُخرّج الأبطال بناة المجد ورافعي لواء الوطن! وأكبر دليل على ذلك أن الملك المؤسس «عبد الله الأول» – ملك المملكة الأردنية الهاشمية – كان يرغب في إلحاق ابنه «الأمير نايف» بمدرسة روضة المعارف عام 1926، كي يشب على حُب الوطن والإخلاص لأمته. هذا كل ما اكتشفته من تاريخ هذه المدرسة، التي أسسها الشيخ «محمد الصالح»، الذي ورّث أولاده عشق التعليم المتطور، فتسلموا منه الراية وساروا بها في فلسطين وخارج فلسطين، ومنهم زكية وبهيجة ونعيمة!! فروح ومبادئ وتعاليم وأهداف وأغراض «مدرسة روضة المعارف الوطنية بالقدس»، مازالت ممتدة – بفضل بناته وأحفاده ومن سار على درب الشيخ – في عدة مدارس، منها: «مدرسة الروضة الحديثة للبنين والبنات بالقدس» التي أسستها ابنة الشيخ «زكية» مع أخواتها عام 1947، وكانت تقع في البقعة التحتا في مِلك نادر أفندي الدجاني .. والآن اسمها «مدرسة بنات الروضة الحديثة الثانوية» وتقع في زقاق رقم «5» في شارع نابلس بحي الشيخ جرّاح بالقدس، وتتبع دائرة الأوقاف العامة. وقد زرتها يوم الاثنين 19/9/2022 على أمل رؤيتها وتصويرها من الداخل – لا سيما مكتب الشيخ محمد الصالح وصورته – إلا أنني وجدتها مغلقة تضامناً مع بقية مدارس القدس الوطنية، اعتراضاً على تدخل الكيان الصهيوني في سياسة التعليم الوطني الفلسطيني! الثانية هي «مدارس روضة المعارف الأهلية» في جدّة بالمملكة العربية السعودية، وقد أسستها بنات الشيخ في منتصف القرن الماضي، وللأسف لم أزرها حتى الآن!! أما الثالثة فهي «مدارس روضة المعارف الأهلية بالأردن، خلدا، عمان» التي أسستها بنات الشيخ أيضاً، وقد زرتها يوم 18/11/2021، بدعوة كريمة من أحد أعمدتها، وهو الأستاذ «باسم جميل بركات» – حفيد الشيخ محمد الصالح – وقد وجدتها صورة متطورة من روضة المعارف القديمة بالقدس في أهدافها وأغراضها التعليمية والتربوية. والمدرسة الأخيرة هي «المدرسة العُمرية» بالقدس، التي تشغل الآن جميع مباني «كلية روضة المعارف الوطنية»، وتؤدي رسالتها العلمية، ويديرها من تأثروا بمنهج الشيخ محمد الصالح – من غير بناته وأحفاده – وقد زرتها «لدقائق معدودة» بمصاحبة أقدم مدرسيها الأستاذ «زياد نمر» يوم 19/9/2022، فوجدت مبانيها كما هي منذ تجديدها عام 1923، وكأنها تقول: أنا «المدرسة العمرية» وريثة «روضة المعارف الوطنية»، والسائرة على نهجها!! إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع."جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"