اقتصاد / صحيفة الخليج

الإحراج واحمرار الوجه

«فسيولوجي تو دي»

يُعد الإحراج شعوراً عالمياً يُمكن أن يُثير مجموعة من الاستجابات الجسدية، ولعل أبرزها احمرار الوجه.
وحيّر هذا الاحمرار اللاإرادي للوجه علماء النفس لسنوات، وتساءلوا: لماذا يُؤدي الإحراج إلى احمرار الوجه؟ وما هي الآليات الكامنة وراء هذه الظاهرة المُثيرة للاهتمام؟ احمرار الوجه، المعروف علمياً باسم رهاب الاحمرار، هو استجابة فسيولوجية معقدة تتضمن توسع الأوعية الدموية في الوجه والرقبة والصدر. يؤدي هذا التوسع إلى زيادة تدفق الدم إلى هذه المناطق، ما ينتج عنه الاحمرار المميز المصاحب لاحمرار الوجه. لا تزال المحفزات والمسارات الدقيقة التي تؤدي إلى احمرار الوجه قيد الدراسة، ولكن ظهرت عدة نظريات لتفسير هذه الظاهرة. يُعد الجهاز العصبي اللاإرادي، وتحديداً الجهاز العصبي الودي، أحد العوامل الرئيسية في ردة فعل احمرار الوجه، فعندما نشعر بالحرج أو القلق الاجتماعي، ينشط الجهاز العصبي الودي، ما يؤدي إلى إفراز الأدرينالين وهرمونات التوتر الأخرى. ويمكن لهذه الهرمونات أن تُسبب توسع الأوعية الدموية، بما في ذلك أوعية الوجه، ما يُسهم في احمرار الوجه.
غالباً ما يصاحب الإحراج شعورٌ بالحرج وزيادة في الوعي بنظرة الآخرين. ويُفاقم هذا الجانب النفسي من احمرار الوجه الاستجابة الجسدية. وكلما ركزنا على إحراجنا واحتمالية احمرار وجوهنا، زادت احتمالية احمرارها فعلاً. هذه الحلقة المفرغة تُزيد من حدة احمرار الوجه وتجعله أكثر وضوحاً.
من منظور تطوري، ربما كان احمرار الوجه بمثابة إشارة غير لفظية للخضوع أو الاسترضاء في التفاعلات الاجتماعية، فمن خلال إظهار الحرج بوضوح عبر احمرار الوجه، ربما أشار الأفراد إلى إدراكهم للأعراف الاجتماعية واستعدادهم للامتثال لها.
وبهذا المعنى، ربما كان احمرار الوجه بمثابة شكل من التواصل الاجتماعي، ما ساعد على الحفاظ على تماسك المجموعة وانسجامها. وبالنسبة للأفراد الذين يعانون احمرار الوجه المفرط أو يجدونه مزعجاً، توجد استراتيجيات متنوعة تساعد على إدارة هذه الحالة.
من خلال معالجة العوامل النفسية الكامنة وراء احمرار الوجه، يمكن للأفراد تعلم كيفية التعامل مع الإحراج بطرق صحية.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا