شهدت دبي في 2025 ما يمكن وصفه ب«طفرة التجزئة»، حيث تجاوز عدد المتاجر 6500 متجر موزّعة على مساحة تأجيرية إجمالية تزيد على 13 مليون قدم مربعة. هذا الحجم الضخم من المساحات والمتاجر يعكس حجم الطلب المتنامي على التسوق والترفيه والخدمات، ويظهر مدى الجاهزية التنظيمية والاستثمارية في الإمارة. فالقطاع لم يعد مجرد تجارة، بل أصبح جزءاً لا يتجزأ من البنية الحضرية والحياة اليومية لسكان الإمارة والمقيمين والزوار على حد سواء.
الاستثمارات التي تم ضخّها في 2025 بلغت مستويات كبيرة، مع مشاريع توسعة ضخمة، ومولات مجتمعية، وتجهيزات متطورة للخدمات والترفيه، ما يعكس ثقة قوية من المطورين بأن سوق التجزئة في دبي ما زال يتمتع بمرونة وقدرة عالية على النمو. وتأتي هذه الطفرة في وقت تشهد فيه الإمارة تنوّعاً سكانياً، زيادة في عدد المقيمين والسياح، وتوسعاً في البنية التحتية عوامل مجتمعة تدعم انتعاش قطاع التجزئة على المدى المتوسط.
وتوسع دبي في قطاع التسوق والتجزئة يأتي ضمن استراتيجيتها الطموحة لتصبح مركزاً عالمياً للتجارة والسياحة والرفاهية، ويعكس رؤية الإمارة في تحويل تجربة التسوق من مجرد عملية شراء إلى وجهة متكاملة للحياة اليومية والترفيهية.
ويشمل هذا التوسع تطوير مراكز تجزئة كبرى لتصبح وجهات «لايف ستايل» تشمل التسوق، المطاعم، الترفيه، والثقافة، إلى جانب إنشاء مولات ومراكز مجتمعية تلبي احتياجات السكان المحليين والمقيمين.
وتهدف دبي من خلال التوسع إلى تعزيز الاستثمارات المحلية والأجنبية، دعم الاقتصاد الوطني، وخلق فرص عمل واسعة في قطاع التجزئة والخدمات المرتبطة به.
التنظيم الموحد للمولات والمراكز عبر علامات مثل «Dubai Retail» يسهم في رفع كفاءة التشغيل وتوحيد تجربة المستهلك، ما يعزز مكانة الإمارة كمركز جذب اقتصادي وسياحي، ويؤكد أهمية القطاع كعنصر استراتيجي في خطط دبي للنمو المستدام والتحوّل الحضري الذكي.
دبي في الصدارة
تعتمد قوة التجزئة في دبي على مزيج من العوامل: النمو الديموغرافي، التنوع السكاني، موقع جغرافي يجذب السياحة، بنية تحتية متطورة، واستثمارات ضخمة في البنية التحتية والخدمات.
إضافة إلى ذلك، الثقافة الاستهلاكية الراقية، الطلب على نمط حياة يجمع بين الراحة والرفاهية، ورغبة الزوار والمقيمين في تجارب متكاملة يشكلون بيئة مثالية لنمو مستدام في التجزئة.
تجزئة وترفيه بخور دبي
أطلقت شركة «إعمار» العقارية مشروع «دبي سكوير مول» في منطقة خور دبي، ليكون أحد أكبر مشاريع التجزئة والترفيه في الإمارة. ويأتي هذا المشروع ضمن خطط الشركة لتوسيع قطاع التسوق والترفيه في دبي، عبر إنشاء وجهات مبتكرة تجمع بين التسوق، الثقافة، الترفيه، والضيافة، في تصميم متكامل يخدم السكان والزوار على حد سواء.
ويُقدّر حجم الاستثمار في المشروع بنحو 180 مليار درهم، ما يجعله أحد أكبر الاستثمارات في قطاع التجزئة على مستوى المنطقة. ومن المتوقع أن يتم افتتاح المول خلال ثلاث سنوات من الآن، ليُسهم بشكل كبير في تعزيز مكانة دبي بصفتها وجهة عالمية للتسوق والتجربة الحضرية المتكاملة. ويُخطط أن يكون المول أكبر من وسط مدينة دبي الحالية بمعدل يصل إلى ثلاثة أضعاف من حيث الحجم، ما يعكس طموحات الشركة في خلق معلم جديد يوازي المشاريع العالمية الكبرى.
ويستهدف مشروع دبي سكوير أن يكون أكثر من مجرد مركز تسوق تقليدي، إذ صُمم ليضم مساحات تجارية واسعة، مناطق ترفيهية متطورة، مرافق ضيافة وفنادق، ومساحات ثقافية. كما يخطط لإدراج مساحات للمطاعم والمقاهي، إلى جانب مرافق مبتكرة للفعاليات والمعارض، ما يتيح للزوار تجربة متكاملة تمتد من التسوق إلى الترفيه والخدمات الحضرية. ويهدف التصميم العصري للمشروع إلى تقديم تجربة فريدة تلبي احتياجات مختلف شرائح المجتمع، من السكان المحليين إلى السياح والمستثمرين.
ويُعتبر مشروع دبي سكوير جزءاً من رؤية إعمار لتعزيز قطاع التجزئة في دبي، من خلال تطوير مراكز تسوق ضخمة ووجهات متعددة الاستخدامات. ويعكس المشروع استراتيجية دبي المستمرة في توسيع التجزئة وربطها بالترفيه والخدمات المجتمعية، بما يعزز مكانة الإمارة بصفتها وجهة عالمية للتسوق والرفاهية. ويتوقع أن يخلق المول فرصاً جديدة للاستثمار والتوظيف، ويجذب كبرى العلامات التجارية العالمية والمحلية، ليصبح نقطة جذب رئيسية ضمن شبكة التجزئة الضخمة في الإمارة.
التجزئة المجتمعية
أحد أبرز معالم التحوّل افتتاح مول «ند الشبا» في إبريل الماضي، كمركز تجزئة مجتمعي يخدم سكان المنطقة مباشرة. يمتدّ المول على مساحة 500 ألف قدم مربعة، ويضم 100 متجر تشمل أنشطة متنوعة من التجزئة اليومية إلى الأزياء والمطاعم والخدمات الأساسية.
ويشمل مرافق ترفيهية ورياضية لخدمة الأُسر مثل صالة رياضية على السطح، حمام سباحة، ملاعب رياضية، ومواقف سيارات واسعة تتجاوز 900 موقف.
هذا الدمج بين التجزئة، الخدمات الأساسية، والترفيه يجعل من مول «ند الشبا» أكثر من مجرد مركز بيع إنه نقطة ارتكاز للحياة اليومية في الحي، تلبّي احتياجات الأسر، وتسهم في تقليل الحاجة إلى الذهاب إلى مراكز التسوق الكبرى خارج الحي. بهذا، ترسّخ فكرة التجزئة المجتمعية كجزء من استراتيجية دبي لتوزيع المراكز التجارية بشكل متوازن بعيداً عن الزخم السياحي.
وجهات «لايف ستايل»
أطلقت مجموعة «ماجد الفطيم» توسعة ضخمة لمول الإمارات خلال 2025، باستثمار ب 5 مليارات درهم. التوسعة تضمنت إضافة 20000 متر مربع من المساحة التجارية لاحتضان 100 متجر جديد تنشط في الأزياء، الرفاهية، ونمط الحياة.
إلى جانب ذلك، استُحدثت مرافق رفاهية مثل نادٍ لصحة وعافية، وحوُيّ ثقافي يتضمن مسرحاً يسع 600 مقعد، إضافة إلى مساحات طعام داخلية وخارجية متنوعة، وتجهيزات ترفيهية وسينمائية متطورة بما في ذلك تجربة «آيماكس».
هذه الخطوة تعكس بوضوح تحول مفهوم المول من مجرد مركز بيع إلى وجهة متعددة الأغراض تجمع بين التسوق، الثقافة، الصحة، والترفيه، لتناسب أسلوب الحياة العصري والمقيم، وكذلك الزائر من خارج الإمارة.
«دبي للتجزئة»
في سبتمبر 2025، دشّنت شركة «دبي القابضة لإدارة الأصول» العلامة الموحدة «دبي للتجزئة» لتشغيل محفظة ضخمة تضم 40 مركزاً تجارياً ومولاً، تشمل 10 مراكز تسوق كبرى، 15 وجهة لايف ستايل وترفيه، و18 مركز تجزئة مجتمعية وصغيرة. المساحة التأجيرية لهذه المحفظة تتجاوز 13 مليون قدم مربعة، وتضم أكثر من 6500 متجر. يمثل إطلاق «دبي للتجزئة» تحركاً استراتيجياً لإدارة وتنظيم قطاع التجزئة على نطاق الإمارة.
الحياة الحضرية
أصبحت مراكز التسوق في دبي أكثر من مجرد أماكن لشراء المنتجات، بل تحولت إلى مراكز حياة حضرية. مزيج الخدمات المتاحة — من التسوق والترفيه إلى الصحة والثقافة — يجعل المول مكاناً يقضي فيه الإنسان يومه أو عطلة نهاية الأسبوع بشكل كامل.
بالنظر إلى المعطيات الحالية من تنامي مشاريع التجزئة، مرونة الطلب، تنوع السكان، وزيادة القدرات الاستثمارية — يتوقع أن يشهد قطاع التجزئة في دبي نمواً سنوياً تراكمياً يتراوح بين 5 إلى 7% خلال السنوات 2026–2028. هذا النمو سيدعمه استمرار إطلاق مراكز جديدة، وتوسعة مراكز قائمة، وزيادة التنوع في الفئات الاستهلاكية المستهدفة (اقتصادية، متوسطة، فاخرة).
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
