كيف واجهت فاطمة رشدي الكساد العالمي ولماذا رفضت الانضماملأول فرقة حكومية ؟ في مذكرات فاطمة رشدي التي ينفرد “الرئيسنيوز” والتي تحتوي على الكثير من المواقف المثيرة والأحداث الشيقة، حيثنستعرض خلال هذه الحلقة عدة مواقف مرت بها “سارة برنار الشرق”، أو كماكان يلقبها مصطفى أمين “صديقة الطلبة”. تروي فاطمة رشدي أنها عادت من الجولات العربية لتقديمالموسم الرابع بفرقتها، وانضم إلى الفرقة حينها أحمد علام، وزكي رستم، ومحمودالمليجي، وماري منيب، وتؤكد أنها لم تكن على علاقة شخصية بأمير الشعراء أحمد شوقي،ولكنه كان يحضر يوميا كواليس البروفات وتحضير الروايات الي تجسدها الفرقة منأعماله، وتقول فاطمة رشدي :”كنت أداعب شوقي بالثعبان الذي أمثل به في غرفتيأثناء التدريب”، وتستكمل حديثها قائلة :”حل الموسم الرابع وكان لنا الحقفي أسبوع نمثله على مسرح الأوبرا، وقدمنا رواية جديدة للفرقة لمدة ثلاثة أيام،وبعدها انتقلنا إلى الأزبكية، وقدمنا “هاملت” و”مصرع كليوباترا”،وحققنا نجاح كبير جدا ولفتنا الأنظار. كيف استوحت فاطمة رشدي فكرة فيلم “الزواج” استمر النجاح المبهر لفرقة فاطمة رشدي إلى الموسمالسادس، والذي سافرت بعده إلى باريس وأسبانيا لتقديم أول فيلم لها، وتقول عن هذهالمرحلة :”سافرت أنا ومحمود المليجي وعلي رشدي وفلاديمير لمدة من أجل تصويرفيلم “الزواج”، وجائتني فكرة الفيلم بعد عدة جولات قمت بها في البلادالعربية، ورفعت فرقتي وفرقة يوسف وهبي لواء الفن إلى كل مكان في الوطن وساهمنا فيوحدة البلاد العربية فنيا ومهدتا للوحدة القومية”، وتستكمل حديثها قائلة:”ذهبنا إلى باريس لأخذ المناظر الناطقة وكان أمامي محمود المليجي في دورالبطولة، ومن فرنسا اسطحبت مصور فرنسي إلى أسبانيا التي كانت لاتزال تحتفظ بالطابعالعربي، واشترك معي في علي رشدي في تقديم السيناريو، والإخراج توليته أيضا بمساعدةعلي رشدي، وظهر الفيلم إلى النور، ولكن التكلفة كانت كبيرة جدا والمصاريف كانتمكلفة”. أمير الشعراء يهديها مسرحية “أميرة الأندلس”قبل وفاته خلال جولاتها الخارجية عادت فاطمة رشدي إلى مصر لتبدأ الموسم السابع، وكانتجميع الفرق المسرحية قد فتحت أبوابها بالفعل، وبدأت تستعد ليلا نهارا من أجل البدءاللحاق بالموسم، وتقول :”بدأنا برواية أميرة الأندلس لأمير الشعراء، والذي قدمات أثناء رحلتي في الخارج لبلاد الأندلس الجميلة، وأتي سكرتيره الخاص وأعطانيالرواية وقال لي جملة واحدة (الفقيد العظيم ترك هذه الرواية هدية لكي)، واستمرالموسم السابع 7 أشهر متواصلة”. عرض فيلم “الزواج” يناير عام 1933، وهو ثانيأعمال فاطمة رشدي، بعد أول تجربة لها في فيلم “فاجعة فوق الهرم” والذيلم يحقق نجاح كبير، لتصبح بذلك أول فممثلة مصرية تخوض تجربة الإخراج والإنتاجالسينمائي، ومن هنا يأتي لقبها الشهير “سارة برنار الشرق”، تشبيهابالنجمة العالمية سارة برنار التي كانت لها تجارب إنتاجية وإخراجية بجانب التمثيل،وحذفت الرقابة مشاهد كبيرة من الفيلم، والذي تم تصويره عن طريق 3 شركات عالمية هي“كوداك – مدير فيلم – ونسي فيلم”، وتقول فاطمة رشدي :”عدت إلىالقاهرة لأستكمل الكفاح أمام فرقة رمسيس في منافسة شريفة”. كيف واجهت فاطمة رشدي الكساد العالمي ولماذا رفضتالإنضمام لأول فرقة حكومية ؟ وانتهى الموسم السابع ليسود كساد عالمي في المسرح،وتتوقف كل الفرق حول العالم، مما يتسبب في توقف فرقة فاطمة رشدي، والتي قررت أنتطوف العالم في جولة سريعة لمتابعة أحوال المسرح والحصول على فترة راحة من سنواتالتعب والإرهاق التي عاشتها، وتقول في مذكراتها :”زرت سويسرا وباريس، ولماذكر أي شئ لزياراتي هناك سوى المسرحيات التي شاهدتها وهو ما يؤكد مدى عبوديتي لفنالمسرح، وفي سويسرا أذكر فقط القطار السحري، وذهبت إلى مونت كارلو، وطلبت زيارةأكبر كازينو قمار في العالم، وطلبوا جواز سفري، ومنعوني من الدخول لأن سني لميتجاوز 21 عاما، وهناك عينوا لي حراسة خاصة من البوليس لأنني كنت ارتدي مجوهراتثمينة جدا وغالية”. خلال فترة الكساد العالمي للمسرح، ظلت تطارد فاطمة رشديتساؤلات كثيرة تلخصها في جملة واحدة هي (هل تظل عاطلة ؟ .. لا تستطيع) فهي التيبدأت مسيرتها في سن صغير لم يتجاوز 12 عاما، وطافت كافة أنحاء العالم بفنهاوأعمالها المتعددة بين المسارح والسينما، ارادت فاطمة رشدي أن تعيده بطريقةمبتكرة، وقررت أن تشكل فرقة صغيرة لتقدم لونا جديدا من المسرح، وتقول في مذكراتها:”اعتبرنا الفرقة الصغيرة امتداد للفرقة الكبيرة التي ذاع صيتها وحققت نجاحاكبيرا في الداخل والخارج”، وبالفعل قدمت ثلاث روايات في احدى الكازينوهات،لمواجهة حالة الكساد العالمي، ومنها عروض في الإسكندرية “حفلات أبو قير”برفقة استيفان روستي وماري منيب، وتكشف فاطمة رشدي أن متعهد الحفلات نصب عليهمووجدت نفسها (وحيدة مفلسه) لا يوجد معها سوى أجر عودتها لمنزلها بالقاهرة، وبدأتتتأمل مصيرها أثناء رحلة عودتها، وجلست في منزلها، ليزورها زوجها السابق ورفيقمسيرتها المخرج عزيز عيد، ويبلغها بمفاجأة وهي أن الحكومة تفكر في تكوين فرقةمسرحية، تضم معضم الفرق التي كانت تعمل منفردة وستدفع لهم مرتبات شهرية، وتقولفاطمة رشدي :”سألته .. ما الذي يشغل الحكومة في التمثيل ؟”، وكان ردهقاطعا، بأن الحكومة شعرت بأهمية الفن بعد نجاح فرقتها وفرقة رمسيس، وفكرت في دعمالفن واستخدامه في التوعية والتأثير، وأقنعني أن الدولة ستوفر كل الإمكانيات بدايةمن توفير مسرح، ولم تبدي فاطمة ردي قرار في الأمر وطلبت مهلة، ليرحل عزيز عيد،وبعدها بأيام يزورها صديق الماضي خليل مطران، وتقول فاطمة أنها بعد ترحيبهابزيارته بادرها قائلا :”في فرقة جديدة .. وانسي الماضي .. هنعمل حد السيف أولمسرحية .. انتي ويوسف وهبي وعزيز عيد وزكي طليمات”، لترد عليه فاطمة متسائلة:”وما التقييم ؟”، ليجيبها مطران سريعا :”سيكون مرتبك 50 جنيهاشهريا”، وقبل أن يكمل حديثة اعتذرت فاطمة رشدي، ليقاطعها بحكم النصيحة وبحكمصداقتهما القديمة وتقديمها لعدة روايات مسرحية من تأليفة، ويقول لها :”لاتتسرعي حتى تلتقي بمدير الفرقة الحكومية الجديدة”، وخلال فترة دراسة الأمروالتفكير لحسم قرارها، فوجئت فاطمة رشدي بحملات تشهير وشائعات واتهامات بالتكبروالغرور، فقررت أن تتنازل عن موقفها لإثبات حسن نيتها، وقبلت الإنضمام للفرق المصدر الرئيس نيوز