الارشيف / عرب وعالم / الجزائر / النهار

فلنكن قدوة حسنة.. بتصرفات جميلة في شهر الرحمة

هو شهر فضيل وضيف عزيز، فيه تنهمر الرحمات، وتزداد النفحات الإيمانية داخل الأسرة وبين أفرادها، تستعيد فيه الكثير من القيم والسلوكيات الإيجابية والمشاعر الدافئة التي ضاعت منا في زحمة الحياة، ولذلك أولى أن نولي هذا الشهر عناية خاصة تليق به.

فرمضان فرصة لتقويم السلوك والارتقاء به، لنقدم القدوة الحسنة، في توجيه أبنائنا، فلابد أن يلاحظ الصغير فينا التميز الخلقي كأحد مكاسب صومنا، وألا نجعل الصوم مبرراً لعصبيتنا لأتفه شيء، حتى يترسخ في أذهانهم ارتباط بالتوتر تحت شعار صائمون، ومن ثم يفقد الشهر قدسيته.

فرمضان هو فرصة طيبة لتعميق العلاقات الأسرية، واستمتاع الأبناء بالدفء الأسري الذي تسببت ظروف الحياة في حرمانهم منه باقي شهور السنة.

فكيف يكون ذلك..؟

رمضان فرصة سانحة للآباء لتدريب الأبناء فيها على الصيام، الذي يعلمه الصبر والإرادة، ويرفع في نفسه قدر العبادة. فكما هو معلوم أن السن التي يجب فيها الصوم شرعاً هي سن البلوغ. أما الوقت الذي يطالب فيه الطفل بالصوم قبل البلوغ هو سن . بمعنى قدرة الطفل على الصوم دون أي مضاعفات تضره.

يمكن للآباء تشجيع أبنائهم على الصوم بوسائل متعددة، أهمها توضيح ثمار الصوم في الدنيا والآخرة. وتارة بالهدية وشراء ما يحبون، أو بالثناء عليهم وتشجيعهم، أو التنافس الشريف. وكذلك الحال في تلاوة القرآن الكريم، وإعطاء الصدقات، والانشغال بالذكر. وإفطار الصائمين، والصلاة.

من الأسس التربوية التي يجب على الآباء والأمهات مراعاتها في تحبيب العبادة إلى نفوس الأولاد. أن يكون الدافع إلى العبادات حب الله تعالى، فهذا أجدى من الحافز المادي. أو بريق الثواب ولهيب العقاب، فالمربي الناجح هو الذي يؤثر في أطفاله ليحبوا الله عز وجل، ثم يعبدونه لأنهم يحبونه.

من المهم كذلك التنويع في الثواب والبدء به، وتأخير العقاب الذي يجب أن يكون مناسباً دون إفراط ولا تفريط. كما ينبغي أن يحرص الآباء والأمهات على إفهام الأطفال معنى كل عبادة. وما يدور في العبادات من قول وعمل، فذلك يدفع أطفالنا إلى الإقبال على العبادة. ذلك أن فهمهم للعبادة يعطيهم روحها، فيتذوقون حلاوتها، ومن ثم يتعلقون بها.

على الآباء خاصة الأم، أن ينظموا أوقات أبنائهم في رمضان، وموازنته بين العبادة والمذاكرة واللعب. ولو بوضع نظام خاص لهذا الشهر الفضيل بالمناقشة معهم. ولابد أن يعرف الأولاد بأنك أنت أيضاً من حقك الاستفادة من رمضان. لذلك يجب عليهم مساعدتك في أعمال المنزل حتى تأخذي حظك من العبادات.

ولتنمي فيهم روح الإيجابية وتحمل المسئولية، فحددي لكل منهم أعمالاً واضحة يستطيع أداءها. وخاصة الأعمال التي تتعلق بشئونهم، كتنظيم غرفهم وملابسهم وكتبهم وكل ما يخصهم.

من الضروري أن ترشد الأم ابنها بعدم بذل مجهود عنيف في المدرسة، كي لا تنفذ طاقته سريعاً وتتسارع مشقة الصيام إليه. ويكمل صيام يومه. ومن المهم الاستفادة من السكريات والفيتامينات التي توفرها وجبة الفطور والسحور كي نحافظ على حيوية كل أفراد الأسرة طيلة اليوم.

يراعى في البرنامج الرمضاني الفروق الفردية بين أفراد الأسرة، فليس بالضرورة ما يصلح لأحد الأفراد يصلح للآخر. فلا مانع من أن تحفزي أحد أبنائك على حفظ القرآن مثلا، وآخر على التلاوة. ومن الأولاد من يصلح في العلاقات الاجتماعية كمساعدة الغير. وتولي توزيع زكاة الفطر، إلى آخره من أعمال قيمة في هذا الشهر.

ما أجمل الحرص على الاستفادة من الأجواء الاجتماعية في رمضان، وبالأخص في صلة الرحم. ولو عن طريق الهاتف، ولا بأس أن نلفت نظرهم إلى قيمة صلة الرحم في البركة في الأرزاق والأعمار.

ما يقوم به كثير من الناس في عصرنا هذا من السهر في رمضان فإنه يقترب إلى العادة أكثر من العبادة لعدة أسباب. منها أنه لم يعهد عن السلف الصالح سهر كل الليل. وقد كان السلف يقضون جلَّ وقتهم في عبادة الله بينما كثير من الناس في عصرنا هذا يقضون جل وقتهم في عادات يومية، ولم يعهد عند السلف نوم نهار رمضان بينما نجد في عصرنا هذا من ينام جلّ يوم رمضان.

وكانت الغاية من سهر رمضان عند السلف هي العبادة بينما الغاية عند بعض الناس في عصرنا للترفيه، كل تلك الأمور تجعل السهر في رمضان في وقتنا الحاضر عادة خاطئة أقرب منها للعبادة.

فيا معشر الآباء إنها الفرصة لكسب الرهان، فاستغلوها قدر الإمكان..

إضغط على الصورة لتحميل النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة النهار ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من النهار ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا