الارشيف / عرب وعالم / بالبلدي

دور أوكرانيا في ردع روسيا

belbalady شفقنا-يرى زعماء حلف شمال الأطلسي في أوروبا، ان المساهمة الأكثر وضوحا التي تقدمها أوكرانيا للأمن الأوروبي تتلخص في دورها باعتبارها خط الدفاع الأول لأوروبا ضد روسيا.

ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ وغيره من كبار المسؤولين في الكرملين وكثيرا ما يصفون الحرب الحالية بأنها صراع ضد العالم الغربي بأكمله. ومع ذلك، فقد منع الجيش الأوكراني حتى الآن روسيا من التقدم أكثر في صراع مباشر مع أوروبا، وطالما أن الجيش الروسي موجود بالكامل في أوكرانيا، يعتقد معظم المحللين أنه من غير المرجح أن تشن موسكو المزيد من الهجمات.

والأهم مما فات، تكبدت روسيا بالفعل خسائر كارثية في أوكرانيا، وهو ما يؤثر بشكل خطير على قدرة بوتين على شن حرب كبرى في أوروبا لسنوات قادمة. ووفقا لتقديرات مستقلة وبيانات مفتوحة المصدر، فقد قُتل أو جُرح مئات الآلاف من الجنود الروس في أوكرانيا، في حين فقد الجيش الروسي آلاف الدبابات، ومئات الطائرات، وعددا كبيرا من السفن الحربية. وان هذه القضية تترك على المدى البعيد تأثيرات لا يمكن تعويضها على الاقتصاد الروسي كما يؤثر بلا شك على معيشة الشعب الروسي وقدرته الشرائية.

أن النجاح العسكري الذي حققته أوكرانيا يزود القادة العسكريين الأوروبيين بمعلومات حيوية من شأنها أن تساعدهم في الاستعداد لحرب مستقبلية محتملة ضد روسيا. إنهم قادرون على اختبار أسلحة جديدة في ظروف القتال، في حين أن حقائق ساحة المعركة الحديثة والدور الذي تلعبه عناصر جديدة نسبيا مثل الطائرات بدون طيار والحرب الإلكترونية دون الحاجة إلى نشر القوة العسكرية تؤثر بشكل كبير على هذه الحرب.

لقد أعطى فشل الحرب الخاطفة الأولية التي شنتها روسيا في ربيع عام 2022 للقادة الأوروبيين مساحة حيوية لإحياء قدراتهم الدفاعية المهملة. ورغم أن العملية لم تكن بالتأكيد بالسرعة التي كان يتمناها كثيرون في كييف، إلا أن النتائج بدأت تؤتي ثمارها اليوم.

وبحسب التقرير الذي تم الحصول عليه من تخصيص ميزانية الدول الأوروبية لإنتاج الصناعة الدفاعية، فمن المتوقع أن يرتفع إنتاج الأسلحة في جميع أنحاء أوروبا بشكل كبير في عام 2024 وهذا من شأنه أن يعزز جهود أوكرانيا الحربية في حين يزيد من قدرة أوروبا على الدفاع عن نفسها.

الرأي العام الأوروبي

بالإضافة إلى ذلك، كان للغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا تأثير كبير على الرأي العام الأوروبي، إذ ساعد في توحيد القارة حول قيم الدفاع ضد السلطوية. وأحيت هذه العملية حلف شمال الأطلسي وأدت إلى توسيع هذا الحلف، وهو ما سيتسارع مع انضمام فنلندا في عام والسويد في الأشهر المقبلة.

ولكن بما أن روسيا لم تعد قادرة على إخفاء عداوتها للدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، فقد بدأت الحكومات الأوروبية في مواجهة تيارات الكرملين الدعائية، ولو متأخرا. ويشمل ذلك إزالة منصات الدعاية الروسية من الفضاء الاستخباراتي وطرد الجواسيس الروس الذين يعملون في جميع أنحاء أوروبا تحت غطاء دبلوماسي. كما أن دعم روسيا للأحزاب المتطرفة والحركات الاحتجاجية في الاتحاد الأوروبي تعرض لإشراف غير مسبوق.

وكانت مقاومة أوكرانيا غير المتوقعة لروسيا بمثابة نداء تنبيه شجع أوروبا على فك الارتباط اقتصاديا مع روسيا والحد من النفوذ الروسي. على مدى العقود القليلة الماضية، اتبعت العديد من الدول الأوروبية سياسات الاعتماد العميق على موارد الروسية. وامتد التعاون إلى مجموعة واسعة من القطاعات الأخرى، بما في ذلك التكنولوجيا.

دفع الغزو الروسي لأوكرانيا السياسيين في جميع أنحاء أوروبا إلى إعادة التفكير في العلاقات مع روسيا واتخاذ قرارات سياسية لتقليل العلاقات مع موسكو. ليس هناك من ينكر حقيقة مفادها أنه إذا انهارت أوكرانيا في غضون أيام، فإن الزعماء الأوروبيين سوف يتصالحون بلا أدنى شك مع الحقائق الجيوسياسية الجديدة ويواصلون التعامل مع روسيا.

يعتقد العديد من القادة العسكريين ومفكري في مجال السلطة في العالم أن روسيا ذات التوجهات التجديدية هي أكبر تهديد أمني لأوروبا في المستقبل. وتقع أوكرانيا حاليا على الخط الأمامي لمواجهة مباشرة مع روسيا، ويلعب الأوكرانيون دورا مركزيا في أمن القارة. ويتطلب دعم الجيش الأوكراني موارد مالية كبيرة وإرادة سياسية من حلفاء البلاد الأوروبيين. ومع ذلك، إذا فشلت أوكرانيا، فإن تكلفة التعامل مع التهديد الروسي سوف ترتفع بشكل كبير.

ومع اقتراب العام الثاني من الغزو الروسي لأوكرانيا من نهايته، أصبح الزعماء في مختلف أنحاء أوروبا يدركون على نحو متزايد أهمية أوكرانيا لأمن أوروبا في المستقبل. وفي الأسابيع الأخيرة، أشارت التصريحات الصادرة عن برلين وباريس ولندن وعواصم أوروبية أخرى إلى التصميم المتزايد على توسيع الدعم للجيش الأوكراني. كما أظهرت قمة دافوس أن أوروبا لديها تصميم جدي على الحد من التهديد الروسي لمستقبل القارة. لقد طلب إيمانويل ماكرون؛ الرئيس الفرنسي مؤخرا من فرنسا التحرك نحو اقتصاد الحرب وقال بوضوح: “انتصار روسيا سيعني نهاية الأمن الأوروبي”.

وأخيرا، وإلى أن يتم إيقاف بوتين في أوكرانيا، فإن المزيد من الأوروبيين سوف يدركون حقيقة مفادها أنهم سوف يضطرون قريبا إلى التعامل مع روسيا.

المصدر: موقع جماران

————————

المقالات والتقارير المنقولة تعبر عن وجهة نظر مصادرها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع

————————–

 

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة بالبلدي ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من بالبلدي ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا