تورط كثيرون من الفئة التى ظهرت فى مجتمعنا السنوات الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعى والبرامج المدفوعة، تحت مسمى البلوجرز في قضايا جنائية، وهم فئة تشارك جزءا كبيرا من يومها وتقدم منتجات وإعلانات لمتابعيهم بمقابل مادي، ومنهم من يظهر بالرقص على الأغاني، وتنفيذ بعض الحركات غير اللائقة مع مجتمعنا المصري.

جرائم البلوجرز

فى الفترة الماضية تعددت جرائم البلوجرز ومنهم الكثير سقطوا فى قبضة الأمن، فمنهم من اتهم بالفسق والفجور ومنهم من اتهم بالاتجار في البشر وآخرون اتهموا بالنصب والاحتيال على المواطنين وغسل الأموال، وأعمال منافية للآداب، والدعوة لممارسة الرذيلة، وأيضا تجارة المخدرات، حيث كان على رأسهم البلوجر حنين حسام ومودة الأدهم وزمردة وابنتها، ريناد عماد وهدير عاطف وطليقها بلال وإسراء محب وآخرهم نبوية أنوش صاحبة قناة يوميات أنوش.

بلوجرز فى قبضة الأمن

ويقدم القاهرة 24 تقريرًا بأبرز البلوجرز الذين تم اتهامهم بتلك التهم، أو تم الحكم عليهم في قضايا جنائية:

أولهم حنين حسام التى أطلقت على نفسها لقب الهرم الرابع، وكانت تبث فيديوهات على موقع التواصل الاجتماعى تيك توك وظهرت وهى تطلب من الفتيات متابعيها، الاشتراك بالتطبيقات وعرض أجسادهن للحصول على مبالغ مالية، حتى وقعت فى قبضة الأمن وقدمت للمحاكمة الجنائية بتهمة الاتجار بالبشر واستغلال الفتيات، على هامش إعادة الحكم الصادر بحقها غيابيا، بالسجن المشدد 10 سنوات وغرامة 200 ألف جنيه، ثم الحكم بالسجن 3 سنوات وتغريمها 200 ألف جنيه وهى الآن تقضي مدة العقوبة الواقعة عليها، وقال أحمد موسى دفاع حنين حسام إن موكلته أوشكت على الخروج من محبسها، ومن المفترض خروجها آخر شهر يناير الجاري لسنة 2023، وذلك بعد استكمال مدة حبسها 3 سنوات.

اتهمت مودة الأدهم فى نفس القضية وألقت الأجهزة الأمنية بالقاهرة القبض عليها بتاريخ 14 مايو 2020، وذلك لاتهامها بالإتجار بالبشر ونشر الفسق والفجور، فكانت تظهر مودة الأدهم فى فيديوهات وليس لها عمل في يومها سوى التصوير وارتداء الملابس القصيرة وغير المتوافقة مع عادات واعراف مجتمعنا المصرى والرقص على مقاطع الأغاني، لجذب العديد من المتابعين وبالفعل تابعها أكثر من 2 مليون ونصف المليون شخص على صفحاتها الشخصية وأصبحت من أشهر البلوجر على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبتاريخ 20 يونيو 2021 قررت الدائرة 15 جنايات جنوب القاهرة حبس مودة الأدهم 6 سنوات وغرامة 100 ألف جنيه في القضية المتهمة فيها بالاتجار بالبشر، وهى الآن تقضى مدة العقوبة الواقعة عليها.

جاء بعد ذلك قصة البلوجر ريناد عماد، التى تم القبض عليها بتاريخ 1 يوليو 2020، حيث نسبت إليها المحكمة اتهامات بارتكاب جرائم الاعتداء على القيم والمبادئ الأسرية في المجتمع، وإنشاء حسابات على شبكة المعلومات الدولية، فضلًا عن اتهام آخر يتعلق بجريمة الاتجار بالبشر عن طريق استغلال شقيقتها الصغرى في الفيديوهات الخاصة بها لتحقيق نسب مشاهدات عالية.

بداية أزمة البلوجر ريناد عماد عندما ألقت الأجهزة الأمنية القبض عليها، بمنطقة الدقي، بعد خروجها من حفل افتتاح كافيه يمتلكه نجل مطرب شعبي شهير، وتم اقتيادها إلى مباحث الآداب، وواجهها الضابط بعدد من الفيديوهات الخاصة بها، وكذا صور منشورة، وحرر محضر بواقعة ضبطها، وأُحيلت إلى النيابة العامة.

وحققت النيابة مع المتهمة والتي أكدت أن العائد لها من الفيديوهات والصور هو ملابس وإكسسوارات مجانية، بعد قيامها بالإعلان عن سلع خاصة بشركات تجارية من خلال خاصية "ستوري" بمواقع التواصل، وفي ختام التحقيقات، أمرت النيابة بحبسها وظلت محبوسة لعدة أشهر، قبل أن يتم إخلاء سبيلها على ذمة القضية.

من ثم أمرت النيابة بإحالتها للمحاكمة الجنائية أمام المحكمة الاقتصادية، وأصدرت المحكمة حكمها على ريناد بالحبس 3 سنوات ثم تم إخلاء سبيلها بكفالة قدرها 20 ألف جنيه، بعدما طعنت المتهمة على الحكم أمام محكمة الجنح الاقتصادية المستأنفة، وتم قبول استئناف ريناد عماد، وإلغاء قرار حبسها، على خلفية اتهامها بإعلان نفسها عبر مواقع التواصل الاجتماعي التيك توك، وتقديم محتوى وفيديوهات خادشة للحياء؛ تتضمن مواد إباحية بهدف ممارسة الدعارة، فخرجت ريناد عماد وعادت إلى بث الفيديوهات ولحياتها بشكل طبيعي، فكان آخر ظهور لها منذ أيام رفقة أصدقائها فى احتفال بعيد ميلاد بلوجر شهير.

لم تنتهِ أزمات وجرائم البلوجر حتى ريناد عماد، فظهرت السيدة الخمسينية تدعى شيري هانم التى اشتهرت على مواقع التواصل الاجتماعي شيرى هانم وابنتها زمردة، السيدة التى خرجت على حسابها الشخصي تتحدث بألفاظ نابية، وتسب الجميع من متابعيها أو ممن جمعه اللقاء بها في حياتها اليومية، وأحيانا كانت تظهر ابنتها بصحبتها في مقاطع الفيديو، كما دعت الفتيات إلى الفسق والفجور، وممارسة الدعارة، فألقت الأجهزة الأمنية القبض عليها، تبين مساعدتها لابنتها على ممارسة الدعارة مع الرجال مقابل مبالغ مالية.

وأوضحت التحقيقات أن زمردة في الفترة من ديسمبر 2019 حتى يونيو 2020 كانت تُظهر ابنتها بقصد عرض صور خادشة للحياء العام باستخدام حساباتهما الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وانستجرام ويوتيوب، فنشرتا مقاطع مرئية وصورًا شخصية تضمنت في محتواها المرئي والمسموع خدش الحياء العام على النحو المبين بالتحقيقات تنطوي على إيحاءات جنسية بالإيماء والفعل والقول تصريحًا وتلميحًا على النحو المبين بالتحقيقات.

واتبعت الحيثيات أن المتهمتين زمردة وابنتها تعديتا على المبادئ والقيم الأسرية في المجتمع المصري بأن نشرتا عن طريق شبكة المعلومات والصفحات الخاصة بهما على مواقع التواصل الاجتماعي والقناة الخاصة بهما على مواقع التواصل الاجتماعي والقناة الخاصة بالأولى على موقع اليوتيوب مقاطع مرئية وصورًا شخصية تضمنت تعديًّا على تلك المبادئ والقيم الأسرية، وأتيح للكافة الاطلاع على محتوياتهما.

وبتاريخ 13 يونيو 2021، قضت محكمة مستأنف جنح القاهرة الاقتصادية بالسجن 5 سنوات وغرامة 100 ألف جنيه على المتهمة شريفة رفعت، وشهرتها "شيري هانم"، وابنتها "زمردة" لكل منهما، في اتهامهما بالاعتداء على القيم الأسرية، والتحريض على الدعارة.

أما أزمة البلوجر هدير عاطف صاحبة الـ 27 عاما، فبدأت بشهرتها على تطبيق إنستجرام، حيث كانت تعرض الملابس عليها كعارضة أزياء وتصور إعلانات لتلك الملابس ومنتجات أخرى بمقابل مادى، بعدما نجحت البلوجر هدير عاطف فى تحقيق الكثير من المتابعات وأصبحت الأشهر على مواقع التواصل الاجتماعى، لكنها لم تتخيل أن حياتها ستتحول من استوري يومي ومتابعين ينتظرونها، لحبس واتهام بالنصب على المواطنين بالاشتراك مع طليقها بلال في مشروعاته وأعماله، مقابل مبالغ مالية، ونجحوا في النصب والاحتيال عليهم في مبلغ 25 مليون جنيه.

بداية أزمة البلوجر هدير عاطف عندما خرجت لمتابعيها وأعلنت انفصالها فى أستوى على حسابها الشخصى عبر انستجرام، دون الإفصاح عن السبب، لكن طليقها خرج ليرد بأن السبب وراء الانفصال مجموعة من المتابعين يتهمونه بالنصب ويهددون بإنهاء حياة طليقته وابنته، ثم ادعت والدتها بعد أيام من الانفصال أنها اختُطفت لكن تبين فى أقل من 24 ساعة أن الأجهزة الأمنية ألقت القبض عليها هي وطليقها بعدما تقدم 16 مواطنا ببلاغات اتهمومهما بالنصب والاحتيال عليهم.